بحضور الدكتورة بثينة شعبان.. احتفالية الإنسان.. والفنان المعلم نذير نبعة
13 كانون الأول 2016
في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق
تكريماً لذكرى الإنسان والفنان المعلم الراحل نذير نبعة أحد رواد الحركة التشكيلية في سورية وبرعاية وزير الثقافة، وبحضور الدكتورة بثينة شعبان المستشارة في رئاسة الجمهورية، أقامت مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين مساء يوم الإثنين 12 كانون الأول، احتفالية «الإنسان.. والفنان والمعلم» في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وقالت الدكتورة بثينة شعبان في تصريح صحفي: «إن من واجبنا جميعاً تذكر هذه القامة الوطنية والفنية التي لها فضل على الهوية الفنية السورية وعلى الهوية الوطنية العربية» معربة عن سعادتها بوجود رفيقة درب الفنان الراحل في الفعالية ومشاركة زملائه وكبار الفنانين في هذا المعرض.
وأكدت شعبان أنه رغم كل الصعاب والمحن والاستهداف تبقى سورية منتجة ومبدعة على يد نخبة وكوكبة من الفنانين وتجعلنا نؤمن أنه لا يمكن قهر سورية أبداً لأنها ولادة ومنتجة لأفضل الطاقات والابداعات.
وألقى الفنان الكبير الأستاذ الياس الزيات كلمة مؤثرة باسم آل الفقيد وأصدقائه في الاحتفالية قال فيها: «أنت يا نذير حيٌ فيما بيننا، تعيش في ذاكرة من عرفك: عائلتك ومعارفك.. وسيبقى انتاجك.. لوحاتك ورسوماتك في ذاكرة أجيال الشباب من طلابك الذين تتلمذوا على يديك، ونهلوا من معرفتك وعلمك في فنيّ الرسم والتصوير وتاريخ الفن وتاريخ الحركة التشكيلية في سورية، فقد كان لك نظرة ثاقبة في كل ذلك، واستطعت أن تنقلها إلى زملائك وتلاميذك. وكان الحديث معك طيباً وكذلك النقاش في أمور الفن والحياة والسياسة.. فإبداعك كان في الحديث، والريشة، وظرف المعشر..
وعن بصمة نذير بالفن قال: «وفي الفن تركت بصمة متميزة نابعة من موهبة وتجذر في الفن السوري والعربي، فأحبك هواة الفن والمتابعون، وغدوت ركناً يشار إليه من كل دارس».
ومذكراً بلوحته الشهيرة «الشهيد» حيث قال: «وفي الفن تركت بصمة متميزة نابعة من موهبة وتجذر في الفن السوري والعربي، فأحبك هواة الفن والمتابعون، وغدوت ركناً يشار إليه من كل دارس».
التشكيلية شلبية إبراهيم عقيلة الفنان الراحل نذير نبعة قالت في حديث لـ «اكتشف سورية»: «ملتقى اليوم لذكرى الفنان نذير نبعة بمشاركة كل هؤلاء الفنانين بأعمالهم عرفاناً منهم لفنه ولشخصه الغائب الحاضر بيننا.. فيه العزاء لي ولأسرتي.. وجميل يصعب رده، لطالما تمنى نذير خلاص سورية من محنتها وآلامها وهذا ما جسده في آخر عمل له حمل اسم "سورية" ويشي عن نبوءة قادمة».
وفي كلمة للدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عبّر فيها عن مدى الألم الذي تركه الفنان نذير في قلب محبيه.. وأضاف: برحيله «إنطفأ قنديل النبل الإنساني» موضحاً الأثر العظيم الذي خلفه وراءه على المشهد التشكيلي السوري مع باقي زملاء دربه ممن كان لهم دوراً مهما في الحركة التشكيلية.
أما التشكيلي عماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة فقد أسهب في كلمته عن حياة الفنان نذير ومراحل تطور مهاراته الفنية حيث كان دائم البحث عن فن محلي أصيل متجذر في البيئة المحيطة به لا يستلهم مفرداته من رموز هجينة.
وقال توفيق الإمام معاون وزير الثقافة في تصريح صحفي: «نذير نبعة من رواد الفنانين التشكيليين على مستوى سورية والوطن العربي، قدم هذا الرجل العظيم إبداعات متنوعة في الفن وشارك في العديد من المهرجانات الفنية والثقافية التشكيلية وحصل على العديد من الجوائز الدولية وكُرم من قبل سيادة رئيس الجمهورية بشار الأسد عام 2005 بوسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، ونحن اليوم في وزارة الثقافة نرعى هذه الاحتفالية كواجب منها اتجاه المفكرين والمبدعين سواء على المستوى الفني أو الأدبي أو الفكري».
الناقد والفنان التشكيلي سعد القاسم في حديث لـ «اكتشف سورية» قال: «إن فكرة تكريم الفنان الراحل نذير نبعة اليوم على المستوى الرسمي ونزولاً عند رغبة محبي فنه وأصدقائه الفنانين كانت قائمة منذ ايام رحيله الأولى وعليه تم تكليفي مع الفنان طلال معلا في إصدار كتاب بعنوان «نذير نبعة الإنسان.. والفنان المعلم» حاولنا أن نجمع فيه كل ما كُتب عن الفنان الراحل خاصة في المرحلة التي قضاها في باريس لما تحمله من سياق مستقل من فترات حياته حيث اعتبرها "نذير" مرحلة التجريب التقني وليس جزء من رؤيته الفكرية، طوّر خلالها مهاراته التقنية بشكل كبير».
ويضيف القاسم: «لدى رجوع نذير من باريس تابع في أعماله خطه المعتاد ولكن بنقلة جديدة اسماها "الدمشقيات" أي إنه لم يتغرّب عن محيطه وبيئته وهذا ما أكده في الفيلم التسجيلي حين قال: "ذهبت لباريس مناقشاً ومحاوراً وليس بصفتي متلقياً"».
وتابع: «هناك إجماع رأي عام أو لنقل اتفاق في الشواهد التي قدمناها لتأييد وجهة نظرنا في كتابنا حول تجربة نذير الفنية وحول شخصه وما تحمل من قيم أخلاقية عالية كانت سببا في محبة الناس له».
الفنان التشكيلي نزار صابور قال لـ «اكتشف سورية»: «الفنان الراحل نذير نبعة شخصية سورية اعتقد انها لن تتكرر، كالفنان الراحل الكبير فاتح المدرس، نذير من الجيل الذي رسم هوية للفن التشكيلي السوري وساهم في خلق ذاكرة عظيمة تليق به، كما أضفى على كلية الفنون الجميلة ابعاد وآفاق لم تكن لتتواجد لولا حضوره، الأهم من كل ذلك هو محبة الطلبة الذين تهافتوا على وضع مشاريعهم تحت إشرافه، لقد كان إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.. رجل معطاء لم يبخل بعلمه ومعارفه على الآخرين، فنان على مستوى عالٍ سوف يبقى في ذاكرتنا لأجيال».
الفنان التشكيلي وليد الآغا شارك اكتشف سورية بعض من ذكرياته مع المعلم نذير: «أعود بذاكرتي لعلاقتي بالراحل المعلم نذير الذي كان يصر على معاملة طلابه خارج أطار التابوهات المعهودة بين التلميذ وأستاذه، كثيراً ما أحاطنا بعلاقة تسودها المودة والإنسانية على كافة الصعد وحتى على المستوى الشخصي فقد كان بالنسبة لي المعلم بكل ما تعنيه هذه الكلمة، توسعت معه آفاقي الثقافية ومفاهيمي للفن والجمال من خلال أعماله التي كانت محفزاً ومحرضاً لشحذ مهاراتي التقنية.. تكريمنا المتواضع له اليوم هو أقل ما يمكن عمله لإيفاء هذه القامة حقها، وتأتي مشاركة كل هؤلاء الفنانين بهذا المعرض تعبيراً عن بعض محبتهم وعرفاناً للأستاذ المعلم نذير نبعة الفنان والإنسان».
«اكتشف سورية» التقى الفنان بسام كوسا خلال حضور فعاليات الإحتفالية وقال: «دائماً ما كان الراحل نذير يقدم مقترحات تشكيلية عالية المستوى عبر المدارس الإبداعية التي عمل عليها خلال سنين من العطاء الفني الجديرة بالبحث والدراسة».
وأضاف: «في آخر أيامه انتج عملاً اطلق عليه اسم دمشق رغم الألم الذي اشتد عليه في أيامه الأخيرة والذي لم يقف حائلاً بينه وبين ريشته، لقد كان نذير في مواجهة دائمة مع هذا الشر القادم إلينا من كل اتجاه لإيمانه بأن جذورنا عميقة ومتأصلة على هذه الأرض ولكونه نَبَت من تربتها فقد جاءت أعماله حصيلة طبيعية لهذا التجذر القوي الذي دائماً ما منحه زهوة التفاؤل وقوة الانتصار ليس في فنهِ وحسب بل في كل مواقفه تجاه مجتمعه ووطنه، إن كل ما يمكن أن يقال عن نذير قد لا يفي الرجل حقه ليس فقط فيما قدمه من فن بل اتحدث عن الجانب الإنساني المتمثل في نبلهِ وعلاقته بالطبيعة والشجر والأرض .. هذا هو نذير».
بدوره شكر الفنان بسام كوسا القائمين على احتفالية التكريم للفنان الراحل نذير نبعة رغم فوات أوان توقيتها إلا أنه شدّد على ضرورة تكريم الفنانين الأوائل ممن أسسوا لأهم حركة تشكيلية ليس على المستوى المحلي فقط بل في كل الوطن العربي، وختم قائلاً: «إن الفن التشكيلي في سورية يأتي في المرتبة الأولى من حيث أهميته عن باقي الفنون الأخرى وذلك باعتراف الجميع، من هنا وجب الاهتمام والاعتناء به باعتباره قيمة أخلاقية وإبداعية عالية».
النحات مصطفى علي قال: «الفنان نذير يستحق كل التقدير والمحبة.. وقد عكسته هذه الاحتفالية من خلال حضور مُحبيه وأصدقائه.. والتي لم تتاح للبعض منهم المشاركة فيها لأسباب غير واضحة.. تحية لعائلة نذير الكريمة وتحية لكل الفنانين المشاركين في إحتفالية ذكرى فنان غالية على قلوبنا جميعاً».
على هامش تكريم الفنان الراحل نذير نبعة عُرض فيلم قصير من إعداد الناقد والفنان التشكيلي سعد القاسم تناول مسيرة «نبعة» على مدى نصف قرن من العطاء والإبداع الفني، كما افتتح معرض فني ضم أكثر من 50 لوحة تحت عنوان «تحية إلى نذير نبعة» شارك فيه أصدقاء الفنان الراحل على اختلاف مدارسهم الفنية وفاءً لمسيرة «نذير» المعطاءه وإحياء لذكراه، وتم توقيع كتاب بعنوان «نذير نبعة الإنسان .. والفنان المعلم» من إعداد الفنانين التشكيليين طلال معلا وسعد القاسم، لخص تجربته الفنية وعمقها وتنوع تجلياتها واحتوى بعض من أشهر أعماله بالإضافة إلى أعمال فنانين الهمت مخيلة نذير نبعة في شبابه.
شارك بالمعرض كل من التشكيليين :
نذير نبعة، شلبية إبراهيم، الياس الزيات، نشأت الزعبي، أسماء فيومي، ليلى نصير، طلال معلا، نزار صابور، إدوار شهدا، غسان النعنع، عبدالله مراد، لبيب رسلان، خليل عكاري، محمد غنوم، ياسر حمود، ريما سلمون، أحمد معلا، جبران هدايا، أنور رحبي، حسان أبو عياش، أحمد أبو زينة، باسم دحدوح، سوسن الزعبي، نعيم شلش، إحسان عنتابي، فؤاد دحدوح، وليد الآغا، عناية بخاري، لينا ديب، محمود جوابرة، موفق مخول، علي السرميني، جورج عشي.
زين ص. الزين | تصوير:عبدالله رضا
اكتشف سورية
لوحة التشكيلي غسان النعنع المشاركة في احتفالية الإنسان.. والفنان المعلم |
لوحة التشكيلي إدوار شهدا المشاركة في احتفالية الإنسان.. والفنان المعلم |
لوحة التشكيلي الراحل نذير اسماعيل المشاركة في احتفالية الإنسان.. والفنان المعلم. (أرسلها للمشاركة في الاحتفالية قبل رحيله بفترة قصيرة) |