التشكيليون وليد الآغا، محمد غنوم، نذير نصرالله، بشير بشير في معرض مشترك بصالة الشعب بدمشق
16 آب 2016
.
برعاية وزير الثقافة السيد محمد الأحمد افتتح ظهر أمس الإثنين 15 آب، معرض بانورامي للحرف أقامه اتحاد الفنانين التشكيليين، شارك فيه أربعة من الفنانين الحروفيين ممن شكلوا قيمة فنية في المشهد التشكيلي السوري ضمن مساحات تجريبية وتجريدية تمت صياغتها بحس كل فنان منهم.
الفنانون المشاركون هم: وليد الآغا، نذير نصر الله، محمد غنوم، بشير بشير.
قال السيد محمد الأحمد وزير الثقافة في حفل افتتاح المعرض: «هذه الأعمال؛ في رأيي الشخصي وقد يخالفني فيه كثيرون، يجب ألا تُقرأ قراءة كاملة، شأنها شأن أي عمل إبداعي، اليوم أي فيلم سينمائي أو مسرحي أو عرض موسيقي ربما نحضره ونخرج بنتيجة ما، وعندما نحضره لمرة ثانية نكتشف أبعاداً أخرى لم نلتقطها في المره السابقة، إن أهمية ما شاهدت في هذا المعرض لأعمال التشكيلي محمد غنوم الذي دائماً ما يعتمد شكل بناء العمارة في تشكيله لكلمة ٌما؛ كـ دمشق، الوطن، الفرات، الحب، حيث تأتي في محتواها الفني بأشكال جديدية مع الحفاظ على الهوية، وهنا تأتي أهمية الفنان الكبير، هذا الكلام ينطبق على الأستاذ نذير نصرالله في أعماله التي شاهدناها، بالإضافة للأستاذ وليد الآغا وبقية الفنانين المشاركين، سرّني كثيراً وحدة الإنتماء للون والمكان والوطن».
ويضيف السيد الوزير: «هذه اللوحات التي شاهدتها اليوم عبارة عن ذاكرة للمقبل من الأيام تحكي عما ممرنا به، تحمل في طياتها الهواجس والذكريات والأحلام، تتلاطم جميعها في بناء هذه العمارة التشكيلية اللونية، من هنا أدعو كل المهتمين في هذا المجال والمتذوقين لهذا الفن لحضور هذا المعرض فإنهم سيكتشفون من خلاله ذواتهم وهواجسهم وأحلامهم».
وختم السيد الوزير حديثه بالقول: «حب الوطن هو العامل المشترك بين كل الأعمال المعروضة ورغم اختلاف الإنتماءات إلا أننا نلمس حب سورية في تسجيل حي لهذه الكلمة الغالية على قلوبنا جميعاً».
«اكتشف سورية» التقى التشكيلي وليد الآغا للحديث عن مشاركته بالمعرض وقال: «الفكرة من إقامة المعرض هي التعريف بالفنانين الذين لهم باع طويل بالتعاطي مع الحرف بكل أبعاده الكلاسيكية أو التجريدية وهذا ما نراه بأعمال الفنانين المشاركين، واعتقد أن المعرض كان يجب أن يضم أسماء لفنانين آخرين لهم بصمتهم وتجاربهم المميزة على الساحة التشكيلية السورية خاصة في فن الحرف؛ قد تكون هناك ظروف معينة حالت دون ذلك».
واضاف التشكيلي «الآغا»: «إن فكرة إقامة المعرض بحد ذاتها تعتبر جيدة إلا أن اختيار توقيت افتتاحه لم يكن موفقاً إلى حد ما وذلك لجذب أكبر عدد من الجمهور المهتم بهذا الفن، على الرغم من تواجد فنانين ومثقفين ومتذوقين لهم ثقلهم من بين الحضور».
وعن تجربته في الأعمال المشاركة قال: «لوحاتي المعروضة هي جزء بسيط لنتاج ما بين الأعوام 2010 إلى 2015 أي على مدار الأزمة التي نمر بها، لذلك أتت قياسات اللوحات على هذا المنوال؛ ورغم ذلك فهي مشروع للوحات بأحجام كبيرة مستقبلاً، ما وددت قوله أن الأزمة زادتني إصراراً على العمل والعطاء حيث كان الهدف هو منع وقف الحياة في عجلة الحركة التشكيلية السورية».
ويتابع «الآغا» حديثه عن التقنيات المستخدمة في أعماله: «لم تختلف التقنيات والمضامين في أعمالي المعروضة عما قدمته سابقاً إلا أنني تعمقت في البحث بمفهومها وطريقة توظيفها للحالة البصرية والوجدانية وإظهار جمالياتها في خدمة الحرف والرمز وبالمحصلة لخدمة العمل ككل، الأمر الذي يضعني الآن بمرحلة جديدة أكثر عطاءاً وحضوراً على مستوى اللوحة».
التشكيلي محمد غنوم قال لـ«اكتشف سورية» عن مشاركته: «المعرض لقاء لأربع فنانين يشتركون بفكرة واحدة وهي الحرف إيماناً منهم أن الحرف العربي يمكن أن يكون مفردة تشكيلية هامة جداً بالتشكيل العربي بشكل عام، جميعنا نستخدم الحرف العربي لكن كل منا باتجاه وتقنية مختلفة، اشارك بعشرة لوحات تمت بين عام 2012 إلى 2016 اي خلال سنوات الأزمة السورية تحت عناوين: شآم، دمشق، وطن، حب، وذلك استمرارية لتجربتي التي يعرفها المشاهد حيث طفت بها الكثير من عواصم العالم من خلال 69 معرضاً فنياً من ضمنها معرضي الذي سوف يقام بمدينة هيشينغن بألمانيا في الـ 18 من هذا الشهر».
يضيف التشكيلي «غنوم»: «أقول باختصار اننا عندما نسير مع الحرف نؤكد على أن هويتنا البصرية التي تتجسد باستخدامنا للحرف العربي، هي هوية ضاربة الجذور في العمق، هوية خاصة بنا، ويجب أن لا نغفل أن الخط العربي قديماً كتب باللونين الأسود والأبيض، أما الآن ومن خلال معرضنا الذي يضم أربع تجارب مختلفة نرى أن اللون هو الأساس في إنشاء وتكوين العمل الفني».
وفي ختام حديثه قال: «تأتي أهمية هذا المعرض من خلال إقامته بفترة الأزمة التي تمر بها سورية ليثبت أن هناك ثقافة الجمال حيث حاول الكثير من أعدائنا أن يعمموا ثقافة القبح، إلا أن الفنان السوري وقف في وجه هذه الثقافة الهجينة بأصالته الضاربة في جذور التاريخ، أتمنى أن يكون هذا المعرض نقطة تضاف إلى ثقافة الجمال، إلى ثقافة المعرفة، وإلى الحضارة الإنسانية».
التشكيلي أنور الرحبي أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين في معرض حديثه عن أعمال التشكيلي نذير نصرالله قال: «الدكتور نذير نصرالله فنان حقيقي يمتلك من المونولوج الداخلي الكثير من القراءات، إن لم يستطع تكوينها في لوحة؛ كونها في منحوتةٍ أو أشياء أخرى، فهو متعدد المواهب في قيمة واحدة، الفنان نذير حالة حقيقية في الفن السوري، لوحته تهمس بالصمت إلا أنها تضج بالحراك التشكيلي غاية في الأهمية، والدلالة على ذلك تقديمه لنفسه على أنه سفيراً للنوتة الحروفية بكل معانيها، هو تجربة فريدة ومتميزة تستحق كل التقدير والاحترام».
التشكيلي بشير بشير وخلال مشاركته في المعرض قال: «تعتبر أعمالي المشاركة بالمعرض نقلة بالحالة الفنية في محاولة لإضافة أسلوب جديد على لوحاتي، وكذلك لما لهذه المشاركة مع مجموعة من كبار فناني الحرف من أهمية خاصة بالنسبة لي، ومن خلالها حاولت ولو بشكل بسيط على تغيير في الأسلوب من ناحية التقنية والخط والفراغ ضمن اللوحة مع المحافظة على طابعي الخاص».
واضاف: «ما يميز أعمالي المقدمة حاليا هو الإختزال فسابقاً كانت لوحاتي تحمل زخماً بالحرف واللون، أما الآن أعتمد على المساحات بإستخدام تقنيات تضفي جماليه خاصة على العمل مع إضافة بعض التفاصيل في الحرف واللون».
من الجدير ذكره أن المعرض مستمر في صالة الشعب بدمشق لغاية يوم 28 آب الجاري.
زين ص. الزين
اكتشف سورية
مواضيع ذات صلة:
صور الخبر
جانب من الحضور في حفل الافتتاح |
الفنانون المشاركون مع جانب من الحضور |
من أعمال التشكيلي وليد الآغا |