نذير نصر الله في صالة السيد

03/تشرين الأول/2009

تحت رعاية وزارة الثقافة أقيم في صالة السيد للفنون التشكيلية معرض الفنان نذير نصر الله، يحاول نصر الله من خلال الأعمال المقدمة في المعرض أن يُظهر مجالاً جديداً يتميز فيه بين اختصاصات الفن التشكيلي وهو التصوير، خاصةً وأن الجميع يعرفه كمدرس ومختص في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة. وعن هذا التوجه يتحدث نذير نصر الله إلى «اكتشف سورية» قائلاً: «منذ كنت على مقاعد الدراسة في كلية الفنون الجميلة وأنا أحمل ميلاً إلى كافة التخصصات وأرى في نفسي القدرة على العطاء فيها، لكني أثناء مراحل دراستي في الجامعة وبتأثير أساتذتي في تلك الأيام توجهت إلى دراسة النحت، وهذا لم يكن يعني بالنسبة لي الانقطاع عن التواصل مع باقي الاختصاصات في الفن التشكيلي خاصة التصوير، والذي لعبت البيئة في توجهي إليه دوراً مهماً، فأنا ابن مدينة النبك وأذكر في أيام طفولتي أن هذه المنطقة من ريف دمشق كانت بيضاء بالمطلق وتخلو من الرماديات، يلعب الضوء والظل فيها لعبة السواد والبياض، ما عزز الذائقة والحساسية البصرية تجاه هذه التكوينات التي يتركها هذان اللونان في مخيلتي».

تتوزع لوحات نذير نصر الله في معرضه بين موضوعين يعمل على تجسيدهما، وهما الخط العربي والنوتة الموسيقية التي يعمل عل تدوينها بشكل جديد، وفي هذا الإطار يواصل الفنان حديثه قائلاً: «بالنسبة للنوتة الموسيقية فأنا أراها عبارة عن صمت وضجيج، أما الخط العربي فهو يحمل خصوصية بحد ذاته لأنه يختلف عن الخطوط في اللغات الأخرى مثل اللاتينية وغيرها، فاللغة العربية تحوي في الكلمة الواحدة حروفاً متصلة ومنفصلة وللخطاط الحق والحرية في مد هذه الحروف أو اختصارها، وهذا يعطي خصوصية لكل خطاط، فنراه يوقع في نهاية لوحته ليؤكد أنها له وليست لغيره، أما من ناحية جمع اللوحات للخط والنوتة الموسيقية فهذا يأتي من حالة التوازن التي أتحسسها بين الشاقولي والأفقي في الخطوط، والصمت والضجيج التي تتكون منهما علامات النوتة الموسيقية».

يذهب نذير نصر الله في لوحات الخط التي يقدمها نحو التجريد، فهو يعمل على إيجاد تكوينات وعوالم خاصة لكل حرف من حروف اللغة العربية التي يصورها، وهنا يؤكد: «الحرف هو ملخص للصوت، لذا فأنا أراه بالأساس حالة تجريدية، فلماذا لا نجرد الحرف الذي هو بالأساس تجريد، فنحاول تجريده مرة أخرى لنصل إلى تجريد المجرد».

تنقسم لوحات نصر الله في معرضه بين أعمال منجزة بالأسود والأبيض، وأعمال أخرى تغتني بعجينة لونية وتتراكم فيها الألوان، وهو يقول في هذا الشأن: «هذا الإحساس الداخلي أعمل على ترجمته من خلال الأسود والأبيض، وأنا أعتبر التعامل مع هذين اللونين وإنجاز العمل وتقديمه من خلالهما أصعب من تقديمه بالألوان من وجهة نظري الخاصة، لأن الأبيض والأسود هما لونان صعبان في الدلالة والتكوين واللقطة، ومن هنا تنتج الحساسية في التعاطي معهما وفي تقديمهما للمتلقي في العمل الفني».


نذير نصر الله أمام إحدى اللوحات في معرضه

أما عن استشرافه للوحته في المستقبل فيقول نصر الله: «أنا أعمل بشكل يومي وأرسم وأتابع الفن التشكيلي دون انقطاع لذا أعتمد على الاكتشاف في تجربتي ولا أرسم لها خطاً معيناً لتسير عليه إنما مسارها يحدده عامل الزمن إضافة إلى العمل».

بدوره كتب الأستاذ أحمد المفتي في تقديمه لمعرض الفنان نذير نصر الله: «طلع علينا الفنان الدكتور نذير نصر الله بشيء جديد ونمط جديد ولحن جديد، طلع علينا بترانيم عزفها بريشته التي لم نكن نراها في فنون الأقدمين والمحدثين، طلع علينا بفن لا ندري ما نسميه وأصدق ما يقال فيه إنه بوح عاشق مصفى».



نذير نصر الله في سطور:

- مواليد دمشق، 1946.

- مدرس في كلية الفنون الجميلة، جامعة دمشق، قسم النحت.

- إجازة من كلية الفنون الجميلة، جامعة دمشق، 1974.

- دبلوم من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس، 1984.

- له مجموعة من المعارض والمشاركات في عدة دول منها: فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، الإمارات العربية المتحدة، ومصر.

- نال الجائزة الأولى في مدينة أوبرني في فرنسا بعنوان «غرافيك وموسيقى وكلمات» عام 2000.

.


عمر الأسعد
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك