كلية الفنون الجميلة


أثناء تحكيم مشاريع تخرج الطلاب
في كلية الفنون الجميلة بدمشق

يعود تاريخ كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق كمؤسسة للتعليم العالي إلى العام الدراسي 1960-1961 استناداً إلى القانون رقم 99 الذي ينظم ملاك المعاهد العالية التابعة لوزارة التربية ومن بينها «المعهد العالي للفنون الجميلة» وقد حددت اللائحة الداخلية للمعهد بالقرار الوزاري رقم 117 تاريخ 9 آب 1961 والقرار رقم 1840 تاريخ 16-6-1962 وكانت مدة الدراسة فيه أربع سنوات جماعية في خمسة أقسام هي: هندسة العمارة، الفنون الزخرفية، الديكور، التصوير، الحفر، النحت.

في عام 1963 صدر المرسوم التشريعي رقم 84 القاضي باستقلال المعهد العالي للفنون الجميلة عن وزارة التربية ليصبح كلية مستقلة تابعة لجامعة دمشق تحت اسم «كلية الفنون الجميلة» وأصبحت مدة الدراسة فيها 5 سنوات بما فيها الدراسة الإعدادية.

في عام 1970 صدر القرار الوزاري رقم 830 تاريخ 25-8-1970 الذي نص على إلحاق قسم هندسة العمارة في كلية الفنون الجميلة بكلية الهندسة المدنية، ليتحول فيما بعد إلى كلية قائمة بذاتها هي« كلية الهندسة المعمارية».

تضم كلية الفنون حالياً خمسة أقسام هي:
1- الرسم والتصوير
2- النحت
3- الحفر والطباعة
4- الاتصالات البصرية
5- العمارة الداخلية.


كلية الفنون الجميلة بدمشق

اعتمدت الكلية وبشكل رئيسي في بداية انطلاقها على الخبرات التدريسية المصرية والأجنبية، وبالتدريج أصبح لها كادرها التدريسي الوطني الخالص الذي لا يغطي حاجتها فحسب وإنما حاجة الجامعات الخاصة في سورية وعدد من الدول العربية (لاسيما الأردن) التي تعتمد كليات الفنون الرسمية والخاصة فيها على الخبرات التدريسية السورية منذ عدة عقود. ‏

مرعلى الكلية أسماء فنانين تشكيليين كبار بعضهم غادرنا وبعضهم الآخر مازال في قمة العطاء والإبداع نذكر منهم: محمود جلال، محمود حماد، ناظم الجعفري، نصير شورى، أدهم إسماعيل، لؤي كيالي، فاتح المدرس، نعيم إسماعيل، عبد القادر أرناؤوط، الياس الزيات، غياث الأخرس، نذير نبعة، خزيمة علواني، غسان السباعي، عز الدين شموط، خالد المز، عبد المنان شما، مصطفى فتحي، أسعد عرابي، وغيرهم الكثير.

خلال عمرها الممتد على خمسة عقود خرَّجَت الكلية أعداداً كبيرة من الفنانين التشكيليين العاملين في مختلف مرافق الحياة في سورية وفي عدد من الدول العربية لا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتوزع عدد منهم على بضع عواصم عالمية، كما تخرج منها عدد كبير من التشكيليين العرب الذين أصبحوا أسماءً بارزة في بلدانهم، وما زالت الكلية تؤدي هذا الدور حتى الآن. ‏

تُعد حالياً كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق لافتتاح صالة عرضها الجديدة بمعرض استعادي للأساتذة الذين تعاقبوا عليها منذ تأسيسها وحتى اليوم، وسيكون هذا المعرض المهم نقطة الانطلاق ببدء احتفالية مرور خمسين سنة على تأسيسها، تعقبه جملة من الفعاليات الفنية والثقافية المتنوعة منها:
معارض فنية لأبرز خريجيها، ومعارض فنية أجنبية، وحفلات موسيقية، وشعرية، وندوات تخصصية، ومعارض لطلابها الحاليين، كما ستقوم الكلية بتوجيه الدعوة إلى عدد من خريجيها العرب للمشاركة باحتفاليتها.

وفي هذه المناسبة ستصدر عدة كتب ونشرات و(كاتالوكات) توثق لتاريخها وأساتذتها وطلابها المبرزين ونشاطاتها المختلفة، كما ستقام عدة ورشات عمل على هامش الاحتفالية التي ستكون أيضاً مناسبة لمراجعة عميقة وشاملة لواقعها الحالي، بهدف تطويرها شكلاً ومضموناً بحيث يتكامل دورها في تأهيل وتدريب صناع الجمال وسدنته وتغذية الحياة السورية العامة بهم، واستقطاب المعارض الفنية المحلية والعربية والعالمية، وتقديمها للمتلقي السوري (خاصة طلبتها) عبر صالة عرضها الجديدة الضخمة والمهمة التي تتجاوز مساحتها 1300متر مربع ومجهزة بالوسائل التقانية الحديثة والمتطورة، إضافة إلى مسرح الكلية الشتوي والصيفي، حيث سيتم الربط بينهما (الصالة والمسرح)، بحيث تتكامل الفنون البصرية والسمعية لتساهم بتطوير ذائقة طلابها وطلاب جامعة دمشق بشكل عام، إضافة إلى المتلقي السوري المختص والعادي. ‏

==
المصدر: عن د. محمود شاهين - جريدة تشرين - 25 كانون الثاني 2010