التشكيلي المبدع نزار صابور في حوار مع «اكتشف سورية»
29 نيسان 2017
العطاء مستمر رغم ظروف الأزمة.. معارض ومشاركات في بيروت واسطنبول والكويت وروسيا..
التشكيلي المبدع نزار صابور وفي حوار له مع «اكتشف سورية» حول نشاطاته الفنية قال لنا:
«موضوع النشاط الفني هام جدا لعدة أسباب أولها تأكيد الوجود ككائن بشري في هذا العالم وبرهان لما يمكن القيام به، ثانياً هو انعكاس للمستوى الذي وصلت إليه، أما السبب الثالث والأهم وبعد ستة أعوام من قيام هذه الحرب القذرة علينا نستطيع من خلال نشاطنا أن نؤكد للجميع أننا مازلنا على قيد الحياة وعطاؤنا الإبداعي مستمر، رغم كل مايحيط بنا من دمار، يعتقد البعض أن الوقت غير ملائم يهذه الظروف لإقامة معارض أو أنشطة ثقافية.. لكن برأيي فإن الحياة مستمرة والنشاط الثقافي يجب أن لا يتوقف. فمنذ عامين أصريت على حضور معرضي المقام في عَمان لأجل أن أقول ما مفاده أنه مع هذه الحرب التي خسرنا فيها الكثير من مقومات العيش إلا أن الحياة مازالت مستمرة بكل أشكالها فهذه الأعمال المعروضة خير دليل وبرهان على ما أقول، لذلك ومع بداية هذا الموسم الثقافي أي منذ خريف 2016، وحتى نهاية صيف 2017، أقوم بنشاطات مكثفة لعرض أعمال عن مجمل سنوات رحلتي في الفن، فبعد انقطاع ست سنوات عن العرض في دمشق مع بداية الأزمة، أقمت معرضي الفردي تحت عنوان «ست سنوات»، تلاه معرض خاص تحت مسمى «أيقونة دمشقية» في بيروت كان الهدف منه التحدث عن فن الأيقونة من خلال معانيها وتجلياتها المختلفة، خاصة أن جيل الشباب المعاصر اضاع مع التقدم التكنولوجي مفهوم الأيقونة ورموزها، ففي سورية كانت الأيقونة عملاً فنياً يعكس مبدأ الإيمان إلى جانب إظهاره للذائقة والمعرفة الفنية منذ بداية القرن الأول المسيحي إلى الآن، واعتقد أن هذا الأمر لم يتوقف حتى في اشد السنوات الحالكة خلال الحكم العثماني في القرن السابع عشر حيث ظهرت مدرسة حلب الأيقونية واستمرت خلال القرنين التاليين.
بعد ذلك أقمت معرضا في مدينة اسطنبول لمجموعتي المسماة «ايقونات لصحن الزيتون» في غاليري «كلمات» ذات النشاط المتميز والحضور اللافت رغم ضخامة المنافسة هناك لصاحبها السوري عدنان الأحمد، والذي خصص ايضاً معرضا تكريمياً لي بمشاركة عدد من الفنانين السوريين في الخريف الفائت، ولطالما كانت الفرصة متاحة لتقديم مزيد من العروض لإظهار تجربة الفنان فيجب عدم تفويت تلك الفرص بالمطلق.
يتساءل البعض كيف لنا إقامة معارض في اسطنبول! وأجيب لما لا؟ فمما لا شك فيه أنهم أعداءنا في السياسة، أما في الشأن الثقافي فعلينا أن نظهر للعالم أجمع المستوى الذي نحن عليه، فمن يمتلك هذه السوية الحضارية والثقافية لا يستطيع إلا أن يدعو إلى السلام والحب والحياة.
ومن جهة أخرى سأشارك في معرض «القدس» والذي يفتتح ابوابه للزوار اليوم السبت 29 نيسان، في مدينة اسطنبول بمشاركة نخبة من الفنانين السوريين والعرب، ودعوني هنا أرد على من يزعمون حرصهم على السلام، حيث أعتقد أنه اذا كانت السياسة تعمق الهوة بين الشعوب فإن الثقافة تقرب الشعوب وتقلل من فوارقها، ونحن كبشر قادرون على التفاهم فيما بيننا بطريقة افضل من خلال الفن.
في مجتمعنا السوري اليوم هناك صراع أشد مما هو عليه الحال على الجبهات، هذا الصراع كشف على ما يبدو في كثير من الأحوال عن كُرهٍ وسوء فهم يكنه بعضنا لبعضنا الآخر، تراءى لي من خلال إطلاق البعض صفة (التخوين) أو (الوطنية) على الآخر جزافا، هذا الأمر الذي أرفضه بالمطلق، فكما قال الفنان العظيم فاتح المدرس «الوطن ليس كلمة» وهذه العبارة اقتبستها منه لتسمية احدى المناسبات التكريمية «الحب ليس كلمة» في الاحتفالية التكريمية التي أقمناها للفنان الياس الزيات، فالوطن أن تعمل بمجالك بكل عمق وصدق وعطاء، دون إطلاق الاتهامات على الآخرين، فعدم الوطنية هو ادعائها دون العمل بمقتضاها، إن مجتمعنا في هذه الأوقات يعاني من إشكاليات ثقافية وأخلاقية، برأيي إن من يحب وطنه يعمل لأجله دون مزاودة، ويستمر في عطائه في كل الظروف والمناسبات.
ومن جهة أخرى فإننا نعمل على إقامة معرض في الكويت خلال الأيام القليلة القادمة تحت عنوان «تجارب تشكيلية معاصرة من المحترف السوري»، بمشاركة كبار الفنانين السوريين لتجسيد صورة عن الحياة الإبداعية في سورية، ولتعكس سوية ثقافة الحياة للفنان السوري، وأيضاً سيستضيف المتحف الحكومي في مدينة ريزان الروسية التي تبعد 170كم عن العاصمة موسكو، معرضاً مهماً لمجموعتي «معلولا» و«جدران تدمرية» بتاريخ 27 تموز القادم ويستمر لغاية 4 أيلول..
على الرغم من كل الصعوبات المادية والجسدية والنفسية التي مررت بها هناك إصرار على تقديم العروض حال إتاحة الفرصة لذلك.. هذا كله من أجل أن يعلم الجميع أننا في سورية رغم الخوف والقلق وصعوبة العيش إلا أن الحياة مستمرة بدفقها ونبضها المعتاديّن».
وسيشارك في معرض «القدس» من سورية: أسماء فيومي، عبد الكريم فرج، إدوار شهدا، غسان النعنع، فؤاد دحدوح، زافين يوسف، علاء شرابي، جهيدة البيطار، بطرس المعري، رامي صابور، نزار صابور.
تجدر الإشارة إلى مشاركة أعمال للفنان الفلسطيني ناجي العلي بالإضافة لمجموعة من الفنانين الفلسطينيين.
ومن الدول العربية: فاطمة الحاج من لبنان، عبد الجبار الغضبان وعباس يوسف من البحرين، فاطمة لوتاه من الإمارات، يزيد خلوفي من الجزائر وآخرين.
وفي معرض الكويت يشارك كل من الفنانين السوريين: ليلى نصير، أسماء فيومي، إحسان عنتابي، عبد الله مراد، إدوار شهدا، غسان النعنع، ونزار صابور.
زين .ص الزين
اكتشف سورية