صالات الفن التشكيلي في دمشق تعود لنشاطها تدريجياً

25 شباط 2014

.

بما كانت أنواع الفنون المختلفة أكثر تأثرا من غيرها في ظل الأزمات والحروب وبالتالي ليس غريبا أن يتأثر الفن التشكيلي وتحديدا صالات عرض نتاج هذا الفن بالأزمة التي عاشتها سورية خلال السنوات الثلاث الماضية فمنها ما اضطرته الظروف للإغلاق ومنها مابقي مفتوحا دون عمل ومنها ما استمر يعمل بوتيرة ضعيفة.

وأوضح القيمون على صالات عرض الفن التشكيلي في تصريحات لسانا إنه مع تحسن الوضع نسبيا فإن الكثير من هذه الصالات بدأت تستعيد نشاطها وتضع خططا لمعارض على المدى القريب تشجيعا للفنانين الذين يقيمون في الوطن ودعوة لمن هم خارج الوطن للعودة واستئناف النشاط.

وقال الفنان التشكيلي منذر كم نقش «إن نشاط صالة أيام بالمزة أصبح موزعا في عدة مدن مثل بيروت ولندن ودبي حيث توجد إمكانية للتبادل الثقافي مشيراً إلى أن الفنانين الذين كانوا متعاقدين مع الصالة مثل صفوان داحول وعبد الله مراد ويوسف عبد لكي وأنا.. قد غادروا البلاد بسبب الأزمة ولكنني عدت لأنني أشعر في وطني بحميمية أكثر في عملي».

وأوضح أنه عاد إلى الوطن مؤخرا لأن الذكريات والحنين كانا يشدانه لكي يترك الغربة ويعود وهو الآن يستفيد من توقف نشاطات صالة أيام ليقيم فيها ورشة عمل نحتية دائمة لكنه يجد صعوبة في نقل المواد اللازمة للنحت بعد تعذر الوصول إلى مشغله في ريف دمشق.

وبعد ثلاث سنوات من توقف المعارض الجديدة عادت صالة السيد بالطلياني إلى نشاطها من خلال التحضير لمعرض سيقام أواخر الشهر الحالي علما أن الصالة بقيت مفتوحة لمن يريد الاطلاع على مقتنياتها من لوحات ومنحوتات طوال فترة التوقف.

وتعبر إلهام باكير مديرة الصالة عن تفاؤلها بعودة الحراك الثقافي والفني في دمشق إلى سابق عهده موضحة «أن المعرض الذي يتم التحضير له يهدف الى تشجيع المواهب الجديدة إذ يشارك فيه طلاب كلية الفنون الجميلة لكي يتعرف الناس على إبداعاتهم00كما يتم التحضير لمعرض بعنوان عيد الأم في شهر آذار القادم يضم لوحات من التراث السوري».

وقال أنور رحبي أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين «إن الاتحاد لديه أربع عشرة صالة في دمشق والمحافظات الأخرى وان هذه الصالات لم تنقطع في ظل الأزمة سوى في المناطق التي تشهد أحداثا كإدلب ودير الزور وحماة مشيراً إلى أن الفنانين التشكيليين كانوا مواطنين حقيقيين خلال الأزمة باتجاهاتهم وشعورهم الوطني».

وأوضح أن الصالتين الموجودتين في مدينة دمشق وهما صالتا الرواق والشعب استمرتا في العمل طوال الفترة الماضية ولكن بوتيرة أقل من المعتاد.. فصالة الرواق التي تتسع لثلاثة آلاف عمل فني أقيم فيها المعرض السنوي للخزف ومعرض الشباب ومعارض أخرى اضافة الى عدد من الاحتفاليات باللوحة والمنحوتة.

وكذلك فإن صالة الشعب التي تعتبر من أقدم الصالات في دمشق وتتسع لثلاثمئة عمل فني لم ينقطع عملها خلال الفترة الماضية بل أقيمت فيها معارض مختلفة خلال السنوات الثلاث الماضية وتستضيف الصالة حاليا معرض بانوراما كما استضافت مؤخراً معرض الفنانين الفلسطينيين ومعرضا للفنانة عناية بخاري ومعرضا لفنانين من الحزب القومي السوري الاجتماعي.. ونحن نراعي صعوبة الوصول إلى الصالات من وإلى الأماكن البعيدة فصارت مواعيد افتتاح المعارض ظهرا بعد أن كانت مساء.

ويقول مؤيد بدور مدير غاليري مصطفى علي في باب شرقي إننا نسعى إلى القيام بنشاطات تتماشى مع ظروف الناس خلال الأزمة لكون الفن التشكيلي من أكثر الاختصاصات التي تأثرت ونريد أن نقول إننا مازلنا موجودين ومثابرين في نشاطنا الفني ولكن ضمن المعطيات الموجودة.

وأضاف إن الصالة شهدت نشاطات مختلفة خلال الفترة الماضية واخرها كان عرض خمسين لوحة هي حصيلة ورشات عمل للأطفال تحت عنوان تعالوا نرسم الفرح" بالتعاون مع فنانين شباب بغرض زرع الابتسامة على وجوه الأطفال وإبعادهم عن قساوة الحياة التي عاشوها خلال الأزمة إلا أن الإقبال كان متواضعا فعدد الزوار لم يكن يتجاوز العشرة في اليوم بينما كان العدد يتجاوز ثلاثمئة زائر يوميا قبل الأزمة.

وحول المشاريع الجديدة قال بدور "إن الغاليري يعمل على إقامة فعاليات عديدة منها اقامة معارض لأكثر من فنان سوري اعتبارا من شهر نيسان القادم حتى أواخر العام الحالي معربا عن أمله بعودة الألق إلى صلات الفن التشكيلي.

ولم تغلق صالة تجليات بالمزة أبوابها خلال الأزمة إلا أن المعارض كانت قليلة والحضور متواضع. وقال أوس ريا مدير الصالة «ليس لدينا نشاطات في الوقت الحالي ولكن نحاول أن نعيد للصالة نشاطها السابق وكانت لدينا فكرة التوجه الى بيروت لاقامة معارض مع صالات أخرى هناك» إلا أن طموحنا أن يعود اسم صالة تجليات إلى الواجهة هنا في دمشق وليس في بيروت.

ووجه ريا التحية لكل فنان استمر بالعمل في بلده خلال الأزمة داعيا الفنانين الذين غادروها إلى «العودة لوطنهم والمساهمة في تنشيط الحركة الثقافية وأن هناك بالفعل من يعود ويبدأ نشاطه من جديد مشيرا إلى تعطش الناس للفن فهناك دائما من يأتي إلى الصالة ويسأل عن المعارض ويسأل عن الفنانين الذين يحب أعمالهم».

أما مدير صالة نينار في باب شرقي ميسم شعبان فقال «إن الصالة بقيت مفتوحة طوال فترة الأزمة إلا أن الفعاليات الثقافية كانت تخف تارة وتنشط تارة أخرى تبعا للوضع وفي فترات التوقف عن إقامة المعارض نقوم بعرض مقتنياتنا تشجيعا للزائرين».

وأضاف إن «النشاط بدأ يعود تدريجيا للصالة التي تستضيف حاليا معرضا بعنوان "إشراقة أمل" لمجموعة من الفنانين الهواة من طلاب كلية الفنون الجميلة في مجالي الرسم والنحت وكان الحضور مقبولا يوم الافتتاح.. كما تقيم الصالة ملتقى شعريا أدبيا مفتوحا بعنوان أضواء المدينة في يوم السبت من كل اسبوع يضم شعراء وكتابا وروائيين يقرؤون مقتطفات من إبداعاتهم.. شهدت الصالة مؤخرا فعالية تضم معرضا للتصوير الضوئي وفن الزجل وعزف العود».

أما صالة أرت هاوس وصالة كامل بالمزة وصالة رفيا بابو رمانة وصالة رؤى بجرمانا فقد تعذر الاتصال مع أصحابها والعاملين فيها وربما تكون قد أغلقت أو توقف نشاطها بسبب الظروف الحالية.


اكتشف سورية

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

صالات الفن التشكيلي تعود لنشاطها تدريجيا

صالات الفن التشكيلي تعود لنشاطها تدريجيا

صالات الفن التشكيلي تعود لنشاطها تدريجيا

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق