معرض جماعي في صالة السيد من سورية إلى ألمانيا

27 08

محاولة جادة لبناء جسر ثقافي من خلال الفن التشكيلي

برعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة وبالتعاون مع «السورية للفن والتجارة» التي تمثلها السيدة ميساء سلامة وولف، افتُتح مساء الثلاثاء 26 آب في صالة السيد للفنون التشكيلية معرض الفنانين التشكيليين عتاب حريب، وخليل عكاري، ووليد الآغا، وغزوان علاف. ويستمر هذا المعرض لغاية الرابع من أيلول القادم ومن المقرر أن يتمّ نقله إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية قريباً.
وفي تصريح لـ«اكتشف سورية» كشفت السيدة ميساء سلامة أنه المعرض الثالث الذي تقوم بتنظيمه لفنانين سوريين، وذلك في محاولةٍ جادة لبناء جسرٍ ثقافي من خلال الفنّ التشكيلي، الذي يُعتبر من أرقى الفنون في العالم واللغة الواحدة لكل الشعوب التي لا تحتاج إلى ترجمة، إذ يمكن لأيّ فنانٍ أن يكون سفيراً لبلده عبر هذا الفن.
وأشارت سلامة إلى أن هناك فكرة جدية لوصول عددٍ من الفنانين الألمان إلى سورية وبيروت في العام القادم، الذي سيشهد معرضاً لفنانة ألمانية شهيرة يقام في دار الأوبرا بدمشق. وأكدت سلامة أن التحضيرات الجارية ستؤدي إلى انتقال هذا المعرض الحالي إلى ألمانيا في شهر تشرين أول القادم. وحول ما يدفعها إلى القيام بهذا الأمر قالت سلامة: «أن هناك ضرورةٌ في هذا الوقت لخلق روابط وصلات من نوعٍ آخر بيننا وبين الغرب».
حريب: «انتقال المعرض بادرة جيدة في الوقت الحالي»
عتاب حريب بدأت الفنانة التشكيلية حديثها لموقع «اكتشف سورية»، معبرةً عن فخرها الكبير بتمثيلها بلدها في العديد من المعارض الدولية الخارجية. وفي إشارةٍ لها حول موقع «اكتشف سورية» أكدت حريب على أهمية القيام بشيء نوعي وهام يخص بلدنا، نظراً لما يقدمه هذا الموقع من صورة جميلة حقيقية عن سورية خصوصاً فيما يتعلق بالنواحي الفنية والثقافية القادرة على إرسال أجمل الصور عن قيمنا من خلال اللوحة والفن.
ووصفت حريب النية بانتقال هذا المعرض إلى بلدٍ مثل ألمانيا بالبادرة الجيدة في هذا الزمن الصعب، الذي هو بأمس الحاجة إلى إضفاء بعض الجمالية عليه من خلال لوحاتنا وفننا وشغفنا. وحول مشاركتها في هذا المعرض أشارت حريب إلى أعمالها التي تتركز على الطبيعة والأزهار باستخدام المائي، مشيرةً إلى رسمها للوحاتها المشاركة في كل من دمشق والرقة ولندن مؤخراً.
الآغا: «نقلةٌ مهمة وتساعد في توضيح صورتنا الجيدة»
لوحات وليد الآغاوحول لوحاته المشاركة في هذا المعرض أوضح الفنان وليد الآغا في تصريح لـ«اكتشف سورية» أن أعماله تنتمي إلى الأسلوب الذي يعمل به بشكلٍ دائم، وهو مفهوم الحرف وعلاقة الحرف بالصوفية وعلاقة الأبجدية السورية بالحرف العربي، وهذا ما جعله يُركّز حالياً على الأبجدية السورية بمدى مدلولها التاريخي والثقافي والتشكيلي، معتبراً أن الأبجدية هي الأم ومنها يخرج الأبناء "الحرف العربي "، ومن الضروري أن نعرف انتماء هذا الحرف وعلاقته الشكلية، مؤكداً أن أي حرف مستنبط أو له علاقة باللغة له صوفيته، أي أن الشكل المسماري يمتلك أبعاد يمكن توظيفها كتشكيل معاصر للدلالة على ماهية سورية. وأشار الآغا إلى اعتزازه بأن كلّ البحث الذي يقوم عليه قائم على الأختام والرقم السورية، حتى أن بعض التشكيلات التي يبني عليها لوحته يستمدها مما هو عالق في ذاكرته من خلال هذه الرقم والألواح. وأكد الآغا أن سورية غنية بتراثها وفنانيها وتاريخها، على أمل أن نكون مقابل ذلك قادرين على تقديم شيء لها.
وحول رأيه بنقل المعرض إلى ألمانيا قال الآغا: «أن هذه النقلة مهمةٌ جداً وتساعدنا في نقل الصورة الجيدة لسورية، كما أنها تُبشّر بنشوء جسرٍ جديد هو جسر الثقافة والفن التشكيلي»، وعبّر عن اعتقاده أن المتلقي والمتذوق للأعمال الفنية في ألمانيا يمتلك حساسية مرهفة تجاه الحرف العربي وعلاقته بالتاريخ، وأن هذا ما لمسه أثناء أحد معارضه التي أقامها في ألمانيا سابقاً. وأكد الآغا «أن هناك من يدرك أشياء تخصنا أكثر مما ندركها نحن وأن البعض يعي تراثنا أكثر مما نعيه نحن بكلّ أسفٍ».
عكاري: «الفنان السوري بحاجة ماسة إلى الاحتكاك خارج الحدود»
لوحات خليل عكاريوحول مشاركته في هذا المعرض قال الفنان خليل عكاري في تصريح لـ«اكتشف سورية»: «أنها عبارة عن خمس لوحات تم تنفيذها بين عامي 2004- 2008»، مشيراً إلى أنه في المعارض الجماعية يفضل تقديم اللوحات التي تحتوي موضوع محدد، ولذلك قام اليوم بتقديم موضوع الطبيعة المستوحاة من ضواحي دمشق بين وادي بردى ودمر.
وحول فكرة نقل المعرض إلى ألمانيا أوضح عكاري أن سورية شهدت خلال السنوات الفائتة إقامة معارض كثيرة لفنانين من ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، ومن بعض الدول العربية، وأن هذا النوع من النشاط يؤدي إلى تفعيل الحركة الفنية في بلد الفنان، ويخلق نوعاً من اكتشاف نوعية تلقي الآخر وانطباعه عن أعمالنا الفنية، مبرراً ذلك بأن الناقد المحلي قد يكون عدواً أو صديقاً للفنان، وهذا ما يجعل النقد متحولاً بين شخص وآخر، وأراد عكاري من هذا المثال الإشارة إلى أن الناقد في بلد آخر حيادي، وهذه أولى النتائج الإيجابية لتنقل المعارض حول العالم، عدا عن أنه يؤدي إلى اكتشاف الغرب لتجاربنا واكتشافنا لتجاربهم التي قد نتأثر بها وتساعدنا على اكتشاف مواد ومواضيع جديدة لنا ولهم.
وأبدى عكاري من جديدٍ تأييده لانتقال التجارب إلى الخارج بسبب حاجتنا الماسة إلى الاحتكاك والجرأة المدعومة بالمال التي تدعم المعارض الخارجية. وأثنى على الخطوة الجريئة والمهمة التي قامت بها ميساء سلامة، وتمنى وجود من يقوم إلى جانبها بنفس الخطوة بتبنيه معارض لمجموعة أخرى من الفنانين السوريين، وضرورة قيام الحكومة أيضاً بدعم هكذا معارض، كأن تختار بين الحين والآخر مجموعةً من الفنانين وترسلهم إلى دول أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى نشاط الحركة الفنية أكثر، عدا الخبرة التي سيأتون بها من جراء سفرهم إلى الخارج والتي ستكون بمثابة خدمة لرفع الحركة الثقافية السورية.
علاف: «حان الوقت لتقوية جسور الثقافة مع الغرب»
منحوتات غزوان علافوشهد المعرض مشاركةً نحتية من قبل الفنان النحات غزوان علاف، قدَّم فيها تسع منحوتاتٍ من القياسين الوسط والكبير، وحول موضوع هذه المشاركة أوضح علاف في تصريح لـ«اكتشف سورية» أن أعماله المعروضة تتحدث بشكلٍ عام عن الإنسان المعاصر وعن علاقة الرجل بالمرأة ومواضيع أخرى أكثر شمولية. وحول فكرة نقل المعرض إلى ألمانيا وصف علاف هذه الخطوة بالجيدة جداً، وأن الوقت حان بالفعل لتوصيل وتقوية الجسور بين ثقافتنا وثقافة الغرب.


حسان هاشم

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق