حضور سوري مميز في مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بتونس

09 آب 2016

.

شهدت مدينة المحرس التونسية فعاليات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية في دورته التاسعة والعشرين تحت شعار «المحرس: ورشة للإبداع العربي» والذي انطلق 24 تموز الفائت واستمر لغاية 4 آب الحالي بمشاركة فنّانين وباحثين من واحد وعشرين بلداً عربياً وأوروبياً.

تأتي أهمية هذه الدورة بالتزامن مع تظاهرة «صفاقس عاصمة للثقافة العربية» حيث تم التركيز على الأعمال التي تعتمد في تشكيلها على الخطّ العربي، ضمت فعالياتها عدداً من الورشات كان أبرزها ورشة الخط العربي، كما أقيمت على هامش المهرجان ندوة علمية بعنوان «الفن التشكيلي العربي المعاصر: الاصطلاح والرهانات والتحديات» كان من أبرز المشاركين فيها الناقد فاروق يوسف، بالإضافة إلى فنّانين وباحثين من تونس ودول أخرى.

الحضور السوري كان لافتاً ومتميزاً لهذا العام بمشاركة كل من التشكيلييّن وليد الآغا وزهير حسيب من خلال أعمال تنوعت بالشكل والمضمون اتسمت بالتجدد والإبداع.

وفي حديث للفنان التشكيلي وليد الآغا لـ«اكتشف سورية» عن تجربته وانطباعه في المهرجان قال: «شاركت بثلاثة أعمال، الأول على قماش بقياس 120×170 وعملين آخرين بقياس 70×100، تعتبر مرحلة جديدة اعتمدت فيها الحلول التشكيلية التجريدية لمفهوم الحرف حيث أبقيت على النسبة الأكبر للغرافيك مع إضافة مفهوم التقطيع وبناء اللوحة لإيجاد حل غرافيكي ضمن رؤية جديدة معاصرة تتخللها الحداثة وتتماشى مع العالمية إلى حد ما، ضمن مفهوم الحرف ودوره في اللوحة من الناحية البصرية».



يضيف التشكيلي «الآغا» في معرض حديثه عن المهرجان: «ضم المهرجان تجارب عديدة من بعض الفنانين المشاركين كان من أبرزها التجارب الحروفية التي غلبت على أعمال كثيرة، في المجمل نستطيع القول أنه كان هناك مستويين للأعمال المقدمة إن لم نقل أكثر، وحسب رأيي فقد تفاوتت في درجة عمقها من ناحية الأفكار أو التقنيات المستخدمة، ولابد من الإشارة إلى تميز حضور التشكيل السوري الذي كان مُلفتاً لدرجة كبيرة».



وعن تنظيم المهرجان أضاف «الآغا»: «كان البرنامج المُعّد في المهرجان من إستقبال ورعاية ونقل الفنانين المشاركين بين الفعاليات المختلفة منظماً بطريقة لائقة يشكرون عليه، وكأي ملتقى آخر لابد أن تتواجد بعض الثغرات التي يمكن تلافيها، إلا أن الجدير ذكره أن هذه الدورة تحمل الرقم تسعة وعشرين أي أن المهرجان عريقٌ في تاريخه يرقى لمصاف المهرجانات العالمية وهذا ما يميز ملتقى المحرس».



أما الفنان التشكيلي زهير حسيب فقد قدم تجربته من خلال ثلاثة أعمال تتمحور حول المرأة السورية برموزها الريفية، فغالبا ما تعتمد لوحاته في تركيبتها على العنصر الإنساني ضمن تقنيته وألوانه الخاصة.



وعن مشاركة التشكيلي زهير حسيب قال في حديث مسجل من محترفه بالمهرجان: «جميلٌ لقاءنا في المحرس وجميلةٌ حواراتنا الفنية واللونية، فالفنان دائماً مايكون بحاجة اليها، أعمل على موضوع المرأة بكل حالاتها وتجلياتها فهي العشيقة والوطن والأم، فمن كونها حاضنة الأفراح والأتراح أُحمّل خلالها الأفكار والمدلولات ضمن اسلوبي الخاص، لكل فنان عوالمه الخاصة وشخوصه الداخلية التي تختزن في لاوعيه الرموز والدلالات والصور، كلها مجتمعة تحضر لحظة وقوفك أمام اللوحة البيضاء، وما بين هدم وبناء يحصل على صياغة نهائية يرتاح لها بصرياً، وعندما يأتيه نداءٌ خفي وسري بأن ضع ريشتك جانباً تكون اللوحة قد اكتملت».



دارت في الندوة حوارات في الاتجاهات الفنية الباحثة عن أصالةٍ موَحدة لما يمكن أن نسميه فناً عربياً معاصراً، مثل التجارب في البحث التشكيلي التي قدمتها الذاكرة من فنون متجذرة وأساطير ومخزون ثقافي متنوع، حتى أصبح ما نُطلق عليه اليوم الفنون التشكيلية العربية المعاصرة فناً قائماً بذاته.



كما عالجت الندوة بعض الإطروحات في ظل التحولات الإقليمية والجيو-سياسية والتكنولوجية، وهل يمكن الحديث عن فنون عربية معاصرة تحت مظلة العولمة التي تنتشر كالنار في الهشيم؟! هذه الجدلية التي مازالت بين جزر ومد؛ بين مناصر بالعودة للتراث أو منفتح على كل ماهو حديث ومعاصر.



شارك في الندوة: سامي بن عامر ودلال صماري وبرهان بن عريبية وليلى الدو من تونس، وأحمد جاريد من المغرب، وفاروق يوسف من السويد، وأحمد الجنايني من مصر، وعمار علالوش من الجزائر، وسعد القصاب من العراق.



أما الدول المشاركة في المهرجان: الإمارات، تونس، الجزائر، المغرب، مصر، سورية، لبنان، فلسطين، العراق، ليبيا، السعودية، السودان، سلطنة، عمان، البحرين، تركيا، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا.

زين ص. الزين

اكتشف سورية

من مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بتونس	من مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بتونس	من مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بتونس

بقية الصور..