بردى


نهر بردى في بدايات القرن العشرين
يمر أمام التكية السليمانية

واد نهري في محافظتي دمشق وريفها. نميز فيه ثلاثة أقسام:
أولاً ـ المجرى الأعلى: يبدأ من نبع بردى (1102م) جنوب غربي مدينة الزبداني بـ 7كم، وينتهي عند موقع التكية (1090م) بعد أن يقطع مسافة 8.5كم متجهاً إلى الشرق أولاً لمسافة 1.5كم، ثم إلى الجنوب. يجري في سهل الزبداني الانهدامي المنبسط، راسماً أكواعاً كثيرة نظراً لضعف انحداره (1.3م بالألف). تطغى المياه على جانبيه في فصلي الشتاء والربيع، والوادي هنا غير واضح المعالم.
ثانياً ـ المجرى الأوسط: يمتد بين التكية والربوة (1090م-700م). ينحدر فيه النهر عند التكية أكثر من 35م، وذلك بسبب انتقال النهر فجأة من الأراضي النيوجينية المؤلفة من صخور الكنغلوميرا القاسية، إلى الرواسب النهرية اللينة، وقد استغل هذا الانحدار في توليد الكهرباء منذ عام 1906.
يشق طريقه عبر جبال لبنان الشرقية، ماراً بواد ضيق وعميق، مشكلاً خوانق ذات صخور منشارية (خوانق التكية والفيجة والربوة) يجري فيها لمسافة 30كم منحدراً من ارتفاع 1090-700م، فيكون الانحدار شديداً 13م بالألف وكثيراً ما نجد الجنادل في مجراه، وبخاصة في القسم الأعلى من المجرى الأوسط، بين قريتي سوق وادي بردى وبسيمة، وتختفي في القسم الأسفل.
يجري نهر بردى في أسفل الوادي وتشرف عليه من الجانبين سفوح جبلية شديدة الانحدار، تطل عليه أحياناً على شكل رواشن، ويزيد عمق الوادي عن المرتفعات التي تجاوره بمقدار 300-400م،وبدءاً من منطقة الشاذروان يعمق النهر مجراه في طبقات الصخور المارنية-الكلسية مشكلاً خانقاً عميقاً يمتد نحو 1كم، تتوزع على جانبيه فروع بردى الستة.
ثالثاً ـ المجرى الأدنى: يمتد بين خانق الربوة وبحيرة العتيبة قاطعاً مسافة تراوح بين 30-32كم، يشبه المجرى الأعلى من حيث ضعف الانحدار، فلا يزيد هنا عن 3م بالألف (من 700م-596م) ولذلك يشكل في أرض الغوطة والمرج كثيراً من الأكواع. يشق وادي بردى هنا مجراه في اللحقيات التي وضعها خلال ملايين السنين من عمره مشكلاً على جانبيه التي وضعها خلال ملايين السنين من عمره مشكلاً على جانبيه مصاطب غير واضحة تمام الوضوح، ولا يزيد عمق الوادي عن الأراضي المجاورة له في الغوطة عن بضعة أمتار، تتلاشى كلما اتجهنا شرقاً حتى تنعدم.