نهر بردى

نهر في محافظتي دمشق وريفها.
يبدأ مجراه من بحيرة تتجمع فيها مياه عدة ينابيع في سهل الزبداني مشكلاً نهراً يراوح عرضه بين 4.5-15م، ولا يزيد عمقه على 2.5م، ولذلك تفيض مياهه في أيام الشتاء والربيع عند ازدياد صبيبه، فتطغى على مساحة واسعة من ضفتيه. يتجه النهر شرقاً حتى مسافة 1.25كم، حيث يتجه جنوباً حتى مسافة 6كم موازياً الخط الحديدي وطريق السيارات حتى موقع التكية. يرفده في سهل الزبداني عدة أودية سيلية في الربيع والشتاء أهمها من اليمين (الجبل الغربي) وادي العسكر ووادي الجمل الذي ينضم إليه وادي موسى، ثم وادي عين البيضاء ووادي حبرش الذي ينضم إليه وادي هاشم. ويرفده من الشرق (جبل الشقيف) ما يفيض من مياه ينابيع منطقة الزبداني وبقين ومضايا والجرجانية والكبري، إضافة إلى أودية الدلاقة والنقار وحموش، ويرفده بعد التكية وادي النعمان. أقيم عند التكية في عام 1906 سد لحجز مياه النهر عند ارتفاع 1093م من أجل توليد الكهرباء. تنحدر مياه بردى من البحيرة لتبدأ سيرها في وادي بردى الذي تحف به من الجانبين ثلاث عشرة قرية هي على الترتيب: سوق وادي بردى، برهلية، كفر العواميد، الحسينية، كفير الزيت، دير قانون، دير مقرن، عين الفيجة، بسيمة، أشرفية الوادي، جديدة الشيباني (أو الوادي)، الهامة، دمر، إضافة إلى منتزهات عين الخضراء.
يسقي بردى أراضي هذه القرى عن طريق العديد من الأقنية المشتقة منه، وذلك بإقامة سدود بسيطة كانت تستغل أيضاً لإدارة الطواحين المائية. وقبل وصول النهر إلى قرية سوق وادي بردى بنحو 1.5كم ترفده عين حبيب، وقد جرت مياهها لتأمين مياه الشرب لقرى الوادي حتى كفير الزيت ودير قانون، وعند بلدة الفيجة يرفده نبعها الغزير الذي تشرب منه مدينة دمشق، والمراكز البشرية حولها، وبعد 1.5كم ترفده مياه عين الخضراء التي أقيمت قربها وحول النهر المقاصف العديدة التي يقصدها أبناء دمشق بخاصة. وبعدها يمر النهر بقرية بسيمة، ويتجه جنوباً إلى أن يبلغ قرية جديدة الشيباني المتربعة فوق مرتفع بارز يلتف النهر حوله، ثم ينحرف نحو الشرق مشكلاً منعطفات متعددة. ترفده بعد قرية الجديدة مياه عين وردي شان (هردي شيانو). يصل بعدها إلى قرية الهامة التي بنيت فوق تل فصله الحت المائي عن الجبل، فأصبح أشبه بجزيرة في الوادي، يحيط بها بردى من الشمال والشرق، ووادي العراد رافد بردى من الغرب. تبلغ الغزارة الوسطى السنوية للنهر عند الهامة 10م³/ثا، وتصل في ذروة الفيضان إلى 75م³/ثا، وتهبط في موسم الجفاف إلى 4.5م³/ثا. ثم يعود بردى إلى الاتجاه نحو الجنوب الشرقي ليمر بأراضي دمر فالشاذروان فالربوة. توزع مياه بردى بين قرية الهامة وموقع الربوة إلى ستة فروع وهي حسب ترتيب اشتقافها:

1- نهر يزيد: ينفصل عن بردى شمالاً جنوب الهامة بنحو 400م، ويأخذ 18 من 24 من مياه النهر. ينتهي النهر بعد أن يسير مسافة 16كم، ماراً شمالي ضاحية دمر، فخانق الربوة، ثم يتجه نحو الشمال الشرقي ليمر بأحياء المهاجرين، فالشيخ محي الدين فركن الدين (كان سكان هذه الأحياء يستفيدون من مياهه بوساطة النواعير والسرابات) ويتابع النهر سيره باتجاه ضاحية القابون، وينتهي نحو الأراضي الشمالية لمدينة حرستا بعد أن يتفرع إلى عدة فروع خلال مسيره مشكلاً الحد الفاصل بين أراضي الغوطة المرواة والأراضي القاحلة الجرداء من الشمال الغربي.
2- المزاوي: يتفرع عن بردى جنوباً، غربي ضاحية دمر بـ 350م ويأخذ 6 من 24 من مياه بردى المتبقية، تستفيد من مياهه الأراضي الغربية من دمر، ثم يعبر خانق الربوة عبر نفق صنعي حفر في الصخر، ويروي أراضي المزة، ويحدد الغوطة من الجنوب الغربي،فاصلاً المناطق المرواة عن المناطق القاحلة ويروي مساحة تعد أصغر المساحات التي ترويها فروع بردى الأخرى.
3- الديراني: يتفرع عن بردى جنوباً، شرقي ضاحية دمر بقليل، ويأخذ 18 من 24 من مياه بردى خانق الربوة متجهاً نحو ضاحية المزة. وعند موقع النفلة جنوبي كلية الطب، يتفرع إلى ثلاثة فروع، يروي أولها أراضي كفر سوسة والحمرية، ويروي ثانيها أراضي اللوان (قد تحولت معظم هذه الأراضي غلى أحياء سكنية حديثة في مدينة دمشق) ويروي ثالثها أراضي داريا والقدم.
4- تورا: يتفرع عن بردى شمالاً، عند موقع الشاذروان في أول مضيق الربوة، يأخذ 14 من 24 من مياه النهر المتبقية، وتزداد هذه الكمية بما يرفده من مياه يزيد. يمر تورا في خانق، ويسير موازياً لنهر يزيد، ثم يتجه نحو الشمال الشرقي ماراً بحي الصالحية، حيث تشتق منه عدة أقنية، وإلى الشرق من الجسر المسمى باسمه والذي يذكر في أحداث الثورة السورية الكبرى عام 1925-1927 في النهاية الشمالية لشارع فارس الخوري حالياً، يتفرع إلى عدد من الفروع، تسقى مساحة واسعة من غوطة دمشق، وينتهي أخيراً في أراضي قرية عذراء من قرى المرج، بعد أن يروي مساحة يراوح طولها بين 16-18كم ومتوسط عرضها 3كم. وهي تعادل ضعف المساحة التي يرويها نهر يزيد.
5- قنوات: ينفصل عن بردى جنوباً قرب نقطة الشاذروان، فيأخذ 20 من 24 من المياه المتبقية من النهر. يتجه شرقاً ليمر شمال المبنى القديم لجامعة دمشق، وفي الموقع الذي أقيمت فيه بناة الهجرة والجوازات، كان نهر القنوات ينقسم إلى فرعين، يسمى الأول مقسم الخلخال تروي مياهه أراضي كفر سوسة والقدم وأحياء باب سريجة وقبر عاتكة والميدان. ويتجه الفرع الثاني شرقاً لتزويد بيوت حي القنوات بالمياه عبر قناة حجرية ما تزال بعض أجزائها قائمة.
6- بانياس: ينفصل عن بردى جنوباً في قاع الوادي قرب نهاية خانق الربوة، فيأخذ 23 من 24 من مياه بردى المتبقية، ثم يسير موازياً له يفصله عنه جدار من الأسمنت، ثم يدخل دمشق ماراً بالتكية السليمانية فجامع المولوية فجامع تنكز، ويتفرع عنه هنا فرع طويد، وبعدها يدخل قلعة دمشق فيتفرع فيها إلى عدة فروع تنتهي مياهها إلى مجاري دمشق، حيث تشكل مع بقايا مياه القنوات أقنية جديدة هي الأبيض والأسود والمزاز ومشينة تروي بمياهها قسماً من الأراضي، وينضاف ما تبقى منها إلى نهر العقرباني والمليحي. تخترق هذه الفروع مدينة دمشق، بينما كان بانياس وقنوات فقط يمران بالمدينة قبل توسعها الكبير. يستعيد نهر بردى قسماً من المياه التي وزعها، كما ترفده مياه عدة ينابيع منتشرة على جانبيه جف معظمها. يعود النهر لتوزيع مياهه للمرة الثالثة، بدءاً من وصوله إلى ساحة الشهداء، حيث ينفصل عنه:
1- العقرباني: ينفصل عن بردى جنوباً عند ساحة الشهداء، ثم يسير موازياً له. وكان يشكل الخندق الشمالي لقلعة دمشق ولسورها، فيمر عند باب الفرج، ثم باب العمارة فباب السلام فباب توما، ثم ينقسم عند جسر المطير إلى أربعة فروع.
2- الداعياني: يتفرع عن بردى شمالاً عند باب السلام، حيث يأخذ ربع مياه بردى، ويأخذ نصف مياهه عند موقع الصوفانية، فيصبح أكبر فروعه، ثم يعود قسم كبير من مياهه إلى بردى عند طاحونة الدجاج شرقي حي الزبلطاني. يروي الداعياني مساحة واسعة من غوطة دمشق الوسطى.
3- المليحي: يتفرع من بردى جنوباً، شرقي مدينة دمشق عند طاحونة الإحدى عشرية شرقي طاحونة الدجاج، ويتفرع إلى عدد كبير من الأقنية تروي قسماً واسعاً من الغوطة. ويستعيد بردى جزءاً من مياهه ليشكل شبكة رابعة تروي القسم الشرقي من الغوطة كما تروي جزءاً من أراضي المرج، وهي حسب ترتيب استقامتها:
1- الزبديني: يتفرع عن بردى جنوباً شرقي جسر المطير.
2- الزابون: يتفرع عن بردى شمالاً نحو جسرين وكفر بطنا.
3- البالاني: يتفرع عن بردى جنوباً.
4- الجسريني: يتفرع عن بردى شمالاً نحو قرية جسرين.
5- الملك: يتفرع عن بردى شمالاً عند جسر الغيضة ليروي أراضي المحمدي.
6- بيت نايم: يتفرع عن بردى شمالاً ليروي أراضي بيت نايم وحوش الصالحية.
7- الشيباني: يتفرع عن بردى جنوباً ليروي أراضي بالا وحرستا القنطرة.
8- الحرستاني: يتفرع عن بردى شمالاً ليروي أراضي حرستا القنطرة وحوش خرابو.
9- الحزرماني: يتفرع عن بردى شمالاً لري أراضي حزرما وحوش الصالحية.
يتابع بردى مجراه باتجاه الشرق فيدخل أراضي المرج ويشكل شبكة خامسة من أقنية الري، رغم ضعف غزارته، لكن عدداً من الينابيع تشكل أنهاراً صغيرة ترفده بما يتبقى من مائها.
وأهم هذه الينابيع:
1- عين حاروش: التي تظهر بين قريتي دير العصافير وبالا القديمة، تشكل نهيراً يتفرع إلى عدة فروع، أهمها الفرع الذي يروي أراضي قرى دلبة وغسولة وجديدة الخاص، والفرع الذي يروي أراضي قرى حوش العدمل والأحمدية وحران العواميد والكفرين.
2- قناة الأشعري: التي تبدأ من رأس العين شرقي قرية حمورية وتسقي أراضي قرى حوش الأشعري وأوتايا والشفونية.
3- عين القلايا: تنبع جنوب قرية المحمدية.
وتقوم على مجرى بردى في تلك المنطقة عدة مقاسم، يتفرع عندها عن بردى عدة أقنية أهمها:
1- مقسم الغيلاني: لري أراضي حوش المتبن والفضالية والبلالية ودير سلمان.
2- مقسم البحيراني (البحارية): لري أراضي القاسمية والبحارية والزعزعية.
3- العبيداني: لري العبادة والجرباء والغريقة والسويداء.
4- العتيباني: ويتفرع عنده فرعان، يروي الأول أراضي حران العواميد والعتيبة قيسا وحوش حمار والأحمدية، ويروي الثاني مزرعة الزمانية. ثم يتابع ما تبقى من بردى وفروعه جريانها نحو سبخة العتيبة التي يبلغ ارتفاعها 600م، والتي جفت منذ سنوات وتجددت عام 1987-1988 نظراً لغزارة الأمطار. يبلغ طوله من منبعه حتى مصبه 70كم.