معرض نبض ولون في صالة السيد بدمشق يعيد الحيوية من جديد إلى المشهد التشكيلي السوري
03 آذار 2014
.
بدعوة من صالة السيد للفنون التشكيلية افتتحت السيدة الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة معرض بعنوان «نبض ولون - للفنان علي السرميني وإبداعات شبابية»، والذي حقيقة كان مفاجئاً بكثافة الحضور الذي عكس حالة يمكن وصفها بالمميّزة اجتماعياً كونها أعادت الثقة للفنانين السوريين بإمكانية استمرار تواصلهم مع المشهد التشكيلي بما يضمّ عادة من فنانين أصدقاء بالإضافة إلى شريحة كبيرة من المثقفين المهتمين بمتابعة المعارض والتظاهرات الفنية التي باتت نادرة إن لم تكن معدومة وخاصة في السنتين الأخيرتين.
نبض ولون .. هذا المعرض الذي أُعلن عن افتتاحه مؤخّراً (نهاية شباط الماضي)، سيساهم بلا أدنى شكّ بإعادة الحيوية إلى المشهد التشكيلي السوري بعد فترة من الثـُبات، مثلما أعاد النشاط مجدّداً لصالة السيد للفنون في العاصمة دمشق من جديد لتبدأ مع غيرها ربما تباعاً سلسلة من المعارض خلال هذا الموسم الثقافي الذي عادة ما يستمر إلى نهاية أيار القادم.
هذا المعرض الذي ضمّ بالإضافة إلى لوحة واحدة للفنان علي السرميني أعمال كل من الفنانات والفنانين المتخرجين حديثاً أو طلاب دراسات عليا (أحمد النفوري، إياد الحموي، جهيدة البيطار، حسان جربوع، خولة العبد الله، ربا سرايجي، رهف مرتضى، سامي الكور، شذى الحوراني، شذى الميداني، صبا رزّوق، عبيدة زريق، علاء الشرابي، علي المير، عمّار عسّالي، و وعد شيخ قويدر).
إذن ومن المتابعة السريعة أو المشاهدة الأولى لأعمال هذا المعرض لابدّ أن يلاحظ المراقب أنه وباستثناء لوحة واحدة للفنانة خولة العبدالله ذات السمات الكلاسيكية المطعّمة بنفحات سريالية، فقد اتسمت أو اتفقت أعمال المعرض جميعها على الصياغة التعبيرية مستندة أحياناً على مرجعيتها الواقعية وأحياناً أخرى انزاحت باتجاه التجريد الصرف معتمدة على
اللون والتقنيات أكثر من الرسم وهذا مؤشّر قد يعكس بعض الدلالات لعنوان المعرض (نبض ولون) وللحالة الاستثنائية الغير مستقرة التي يعيشها السوريون اليوم.
وهذه جولة سريعة في المعرض نحاول من خلالها الإضاءة أكثر على ما قدمه كل من الفنانات والفنانين المشاركين فيه :
- أحمد النفوري: قدم عملاً واحداً اعتمد فيه على اللون وطاقته التعبيرية في لفت انتباه المشاهد إلى تلك التقطيعات الطولانية والعلاقة فيما بينها لإحداث بؤر جذب بصرية من خلال إضاءة بعضها والتعتيم على البعض الآخر في مداخلة تشبه إلى حدّ ما مفهوم الأرابيسك كعلاقة، والتجريد السائد في معظم أرجاء المشهد مراعياً التوافق في توزيع تلك الحجوزات من اللون على اختلاف تجانسها واتفاقها على الاستقرار بما ينسجم مع التكوين الذي انتهى متماسكاً وقوياً.
أحمد النفوري .. خريج قسم التصوير من كلية الفنون الجميلة بدمشق العام 2013.
- إياد الحموي: الغرافيكي الوحيد المشارك بأربعة أعمال صغيرة في حجمها نسبياً تضمًنت موضوعات إنسانية لحالات مختلفة ظهرت أكثر وضوحاً على تعابير الوجوه ضمن تقطيعات هندسية مشغولة بعناية فائقة بالأسود والأبيض وبتقنية طباعة (اللينينيوم)، مُظهراً من خلال مجموعة الخطوط حساسية ورهافة عاليتين، اعتمد الفنان فيها على التبسيط والاختزال في الرسم لصالح التعبير من خلال تكثيف التهشير في أكثر من منطقة من العمل الذي ترك ظلالاً متباينة بدرجاتها أغنى من خلالها الصمت الذي ساد على ما تبقى من السطح الأبيض المائل إلى السمرة.
إياد الحموي .. تخرّج من قسم الحفر والطباعة بكلية الفنون الجميلة بدمشق العام 2013.
- جهيدة البيطار: اكتفت بتقديم لوحة واحدة طولانية وكبيرة نسبياً تضم موضوعاً تشخيصيّاً وبصياغة واقعية تنحاز بقوة باتجاه نزق التعبير الذي أكثر ما ظهر على الوجهين في أعلى اللوحة من خلال الرسم واللون، والتي كادت تفيض أو تضيق بالشخصيتين اللتين ملأتا الكادر من الأسفل وحتى نهاياتها بالأعلى التي توجتها بسيولات فاضت هناك لتعكس ربما شكلاً ما
من التوتر النفسي وحالة عصبية ساهمت الصياغة بوصولها، كما خدمت التكوين الذي انتهى محكماً رغم ازدحامه وحيوياً من تناغم الألوان فيه وهو يعكس خبرة الفنانة في التصوير كمادة ورسم.
جهيدة بيطار .. من مواليد (1991)، تخرجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
- حسان جربوع: شارك بلوحة واحدة وهي كبيرة في مساحتها نسبياً، كانت مختلفة ربما في صياغتها التي اعتمدت التجريد وتعبيرها باللون عن فضاءات أقرب إلى الحلمية من أي واقع باستثناء تفسيرها لأشكال بعض الوجوه الإنسانية أو الحيوانية، من خلال عمارته التي ربما تظهر بعد مسافة من المشاهدة لمجموعة من المفردات المبهمة بطريقة متداخلة، مستفيداً من جمالية اللون الأصفر وإضاءته مع مداخلة على شكل تأثيرات غرافيكية للألوان الترابية بدرجات متفاوتة من البنّي جمعتها خلفية حيادية من الرمادي المائل إلى الزرقة.
- خولة العبد الله: التي قدمت أيضاً عملاً واحداً تميّزت فيه عن الآخرين من حيث الأداء المتقن لكل من الموضوع والصياغة التي اختارتها، فكانت موفّقة في خياراتها التي اجتمعت في لوحة ضمّت ثلاث شخصيات أظهرت اهتماماً بالرسم الواقعي لكل من الشخصية المركزية في الوسط وما ظهر من أطراف للثانية التي تحاول الخروج من الصندوق بينما أهملت التفاصيل
في الثالثة الأبعد لعين المشاهد، وكانت أظهرت في جميعها مهارات أكاديمية واضحة في توزيع القيمة التشكيلية على كافة أرجاء اللوحة التي تماهت فيها مع السريالية كمنطق فلسفي وحالة جمالية.
خولة العبد الله .. معيدة في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بدمشق.
- ربا سرايجي: وهي الوحيد التي اكتفت بتقديم عملين نحت لشخصيتين، واحدة وقوفاً لسيدة أظهرت مهارة في تلخيص الكتلة التي انحازت في صياغتها إلى التعبيرية من غير أن تتخلّى عن أصولها الواقعية، وفي الثانية لم تختلف فيها عن الأولى كصياغة وفهم باستثناء الوضعية الجالسة لجسد بدين يُظهر بعض الكآبة والإحباط الشديدين من الحالة التي لا تريد إي امرأة
الوصول إليها، وكانت قدمت العملين على المادة الصلصال التي ربما تساهم في إيصال التعبير أكثر من خلال خواص تلك المادة والتي قاربت في شكلها مظهر البرونز.
ربا سرايجي .. تخرجت من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
- رهف مرتضى: عرضت أربع لوحات ثلاث منها لموضوع التشخيص أو البورتريه بالألوان المائية، وكأنها مرسومة عن موديل، ربما أرادت من ذلك إثبات قدرتها الأكاديمية في الرسم والتلوين، وباللاوعي بدا واضحاً تمكّنها من أدوات تعبيرها والمادة التي استخدمتها في إنجاز لوحتها الرئيسية الكبيرة وبصياغة اقرب إلى الواقعية المبسطة التي انحازت إلى التعبيرية
متماهية مع حالة الرومانسية والحب في أجوائها، ودائماً على خلفية اتسمت بالتجريد عموماً شكلاً وألواناً، عكستاً الخبرة التي حصّلتها الفنانة من الدراسة الأكاديمية في عملها لكثير من الإغناء والقيمة.
رهف مرتضى .. من مواليد (1991)، تخرجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
- سامي الكور: الذي قدم لوحتان بموضوع الطبيعة الصامتة واحدة كبيرة والثانية صغيرة وبنفس الصياغة التي طغى عليها التجريد التعبيري، مع ظهور بقايا من الشكل الواقعي لبعض العناصر التي اجتمعت باتفاق على حضور لائق وملفت ضمن كادر حيوي وتكوين متحرّر من النظم الأكاديمية لكثير من الجماليات، وكان في اللوحتين قد أظهر مجموعة من المهارات تنمّ
عن اجتهاد وبحث عن المختلف ضمن مفهوم التجريد الأقرب إلى التعبيرية من حيث اختزاله للشكل الواقعي واهتمامه بالتكوين وحيوية التأليف الأكثر انضباطاً وحيوية.
سامي الكور .. من مواليد (1992)، تخرج من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
- شذى الحوراني: عرضت لوحة واحدة بمقاس متوسط تضمّ مجموعة من العلاقات اللونية المتداخلة والمتناغمة فيما بينها وبطريقة جدلية ربطت قيمة اللون بالضوء من خلال تواجده على بعض المفردات التي لا توشي بأي شكل سوى من بعيد أحياناً عندما توحي لك بشخصية ما تحاول لملمتها من هنا وهناك في الكادر الذي يبقى يعكس فهماً تجريدياً بحتاً من خلال صياغات قد تحقّق تفاهماً بين المتناقضات على حضور أبهى لكل منهما على شكل غنائية لونية تنمّ عن بعض الموسيقى في مكان ما من اللوحة.
شذى الحوراني .. تخرجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
- شذى ميداني: عرضت أربع لوحات، ثلاث منها يحجم صغير في موضوع البورتريه وبالألوان المائية، أظهرت من خلالها مقدرة في فهم المادة والأدوات التي تستخدمها وبصياغات تعبيرية واضحة مرجعيتها إلى الواقعية، كما قدمت لوحة كبيرة من مشروع تخرّجها لمشهد ضاق بمحتوياته من العناصر التي اعتمدت فيها على الصياغة التجريدية البحتة تطال كل من
الشكل واللون على معظم المساحة فيها والتي تتسم بروح المغامرة والتجريب عموماً، والأهم برأيي تلك الأسئلة الصعبة التي تثيرها اللوحة نفسها أحياناً على الفنانة والمتلقي.
شذى الميداني .. من مواليد (1992)، تخرجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
- صبا رزّوق: التي قدمت عملاً يعكس اجتهاداً ومعرفة بالمادة التصويرية كفهم من خلال الصياغة الواقعية المختزلة لمجموعة من الأشخاص في مكان وزمان محدّدين في مقاربة منها لتجسيد حالة تشبه مسرح الحياة بما يضمّ من تفاهمات وتناقضات على خشبة واحدة وضمن نفس الشروط، اعتمدت التبسيط بالرسم والتماهي في اللون الذي استقر متداخلاً ومتناغماً في نفس الوقت مع الأشكال وطريقة إضاءتها في المشهد عموماً.
صبا رزّوق .. تخرجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
- عبيدة زريق: الذي امتاز عمله بالتجريد كعلاقات لونية متفاهمة على توزّع الأهمية بالكادر ودائماً بالاتفاق مع الضوء الذي يخرج من وسط اللوحة باتجاهنا وكأنه بتوهجه ساهم ببعثرة تلك المفردات حتى تماهت أشكالها واستقرّت على ما هي عليه من فوضى جميلة، حاول الفنان الاستفادة من اللون ونقيضه في بعض المناطق كما ناغم بين اللون ومجموعة التدرّجات له من خلال اقترابه أو ابتعاده عن مصدر الضوء.
عبيدة زريق .. تخرج من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2012.
- علاء الشرابي: في فضاء طغى عليه الأبيض الذي هو مزيج من اللون والضوء وسط المشهد الذي أحاطه الفنان من كل الاتجاهات بالرسوم لأشكال حيوانية وأسطورية لطيفة عموماً على شكل سلسلة من الحكايات البصرية الممتعة في سردها، كما لفتت في حضورها من تنقّل اللون بين البني والرمادي خفيفاً فيما بينها، ودائما كانت تساهم الصياغة الواقعية المختزلة لصالح التعبير في متابعة مشهدية بديعة لتفاصيل الحكاية المحبوكة والمدهشة بالرسم واللون.
علاء شرابي : معيد في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بدمشق، الذي تخرج منه في العام 2010.
علي المير: الذي عرض أكثر من لوحة بمقاسات صغيرة نسبياً وبالألوان المائية لموضوعات إنسانية وبورتريه بصياغات تجريدية تميل إلى التعبير، وبنفس الأسلوب عرض عملين نحت لشخصيتين مشغولتين بلطف وحب تعكسان رغبة الفنان في تقديم ما هو أقرب إلى الحالة الوجدانية في كل من التصوير والنحت من خلال الموضوع وطريقة المعالجة والفهم الفني معتمداً على اللون الذي لم يستثني النحت أيضاً لبعض الجماليات والحضور الأكثر لياقة.
علي المير .. تخرّج من قسم النحت بكلية الفنون الجميلة 2013.
- عمّار عسالي: شارك بلوحة واحدة بمقاس كبير تضمّنت تشخيصاً استقر وسط المشهد الذي أحاطه بكادر احتوى موجودات المكان معتمداً فيه على الزخرفة والرسم على خلفية داكنة ربما ساهمت بإظهار الشخصية المركزية التي ركّز فيها الفنان على الحالة المأسوية والإحباط الشديد الذي يعكس انفصاماً في النفس وبشاعة في الشكل الإنساني، واستطاع الفنان وبمقدرة
تحقيق تلك الحالة من التعبير إن باللون أو الرسم الذي يعتمد على واقعية رصينة في مختلف مناطق اللوحة فيما عدا الشخص الذي فاض بالتعبير.
عمّار عسالي .. تخرّج من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة 2013.
- وعد شيخ قويدر: التي قدّمت لوحة موضوعهما التشخيص (امرأة تحاول الوقوف) وبصياغة قاربت في تعبيريتها مظاهر المدرسة الوحشية، والتي ساهمت الألوان هي أيضاً في تحقيق تلك الحالة، وربما في التحليل أكثر نشاهد معالم أكثر من مدرسة تبدو في المعالجة إن بالنسبة للشكل أو للألوان، وهذا ربما يعكس محاولة من الفنانة في التجريب بالصياغات لتصل إلى ما تريده من اللوحة، وبالتالي إظهارها لبعض المقدرة والتمكّن من أدوات تعبيرها من خلال اشتغالها على موضوعات صعبة، أبدت فيها استيعاباً واضحاً لما تعلّمته تشكيلياً وتقنياً.
وعد الشيخ قويدر .. من مواليد (1990) تخرجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013.
علي السرميني : الذي اكتفى بتقديم لوحة واحدة كبيرة نسبياً يكثّف فيها رؤيته التشكيلية ومعارفه المختلفة التي حصّلها خلال الأربعة عقود المنصرمة من عمر تجربته التي اتسمت عبر مراحلها بتعبيرية تعتمد بأساسها على اللون وقيمته كعنصر جذب أساسي في اللوحة على اختلاف موضوعها، وهذه اللوحة تحديداً لمشهد من مدينة دمشق، وهي تتطلّب منا بل تطالبنا
بمسافة رؤية محدّدة لإفصاحها وحتى نشاهدها بشكل صحيح من شدّة تكثيفها للمفردات العديدة التي اصطفت شطرنجياً على مساحة مستطيلة وباتفاق وتناغم مدهشين على الاستقرار ما بين الأفقي والشاقولي وهي تذكرنا بالتنقيطية كصياغة وتنحاز إلى مدرسة التعبيريين الألمان.
علي السرميني : من مواليد العام 1943.
- تخرج من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بدمشق بمعدل امتياز.
- حاصل على شهادة الدكتوراه في التصوير الجداري والغرافيك بدرجة جيد جدا من الأكاديمية العليا للفنون الجميلة في برلين.
- عُين أستاذاً في كلية الفنون الجميلة بدمشق، ومن ثمّ عميداً لها بين الأعوام 1993-2000.
- أقام العديد من العارض الفردية منذ العام 1962، كما شارك في معارض وتظاهرات فنية عديدة داخل وخارج سورية.
- نال الجائزة الأولى لمعرض جامعة دمشق عام 1968 كرّم في بنيالي المحبة لعام 1998.
- حصل على براءة تقدير من رئيس مجلس الوزراء عام 1988.
- كرم في بينالي المحبة في اللاذقية لعام 1998.
وهنا لابد من ملاحظة قبل أن أختم هذه المداخلة السريعة في معرض أرى فيه بادرة طيبة من الصالة والفنانين الجدد لبعض من التكريم - ولو الغير مُعلن - لتجربة الفنان علي السرميني، الذي عرض معهم كنوع من الدعم لهم ليستمروا بتفوقهم .
هذا المعرض الذي يدلّل حقيقة على نبض ولون الحالة السورية اليوم وهي تعيد تشكيل ذاتها وتناغمها بتعدّد مذاهبها وإثنياتها وقومياتها، معرض يعكس بالتأكيد ومن شكل الحضور حميمية العلاقات التي لطالما جمعت السوريين على محبتهم لبعضهم وإخلاصهم لسورية الوطن الأحلى والأغلى .
غازي عانا
اكتشف سورية
لقطات من معرض نبض ولون للفنان علي السرميني بصالة السيد |
لقطات من معرض نبض ولون للفنان علي السرميني بصالة السيد |
لقطات من معرض نبض ولون للفنان علي السرميني بصالة السيد |