معرض «تناقض» لغادة حداد في صالة السيد بدمشق
23 نيسان 2016
شخصيات واقعية على خلفيات صارخة
في معرضها الفردي الأول بصالة السيد بدمشق تقدم الفنانة التشكيلية غادة حداد أربعة عشر عملا فنيا من الرسم الواقعي الذي اعتمدت فيه على التناقض بين الخلفية والموضوع الأساسي /الشخصية/ المشغولة بطريقة واقعية جدا وبألوان حزينة /أبيض وأسود/على خلفيات مفعمة بالحياة من خلال ألوان صارخة في مساحات يحتلها الأخضر والأحمر والزهري والبنفسجي والأصفر .
واوضحت التشكيلية حداد الثقافية أنها تعتمد أسلوبا أشبه بالتصوير الفوتوغرافي على خلفية اللون الواضح الصريح والبسيط مبتعدة عن التكنيك بغية اظهار الشخصية بمنتهى الوضوح فجسدت في لوحاتها معاناة ومخاوف وقلق المراهقين ازاء المستقبل جراء الحرب التي تشن على سورية واختارت هذه الفئة العمرية لكون الآخرين تجاهلونها سواء في التشكيل والاعلام اوالكتب ولكونها على تواصل مع المراهقين في ورشات العمل بمرسمها .
وبينت أنها تجسد في اللوحة الواحدة أحيانا ثلاث حالات يعيشونها بشكل متزامن فعندما يسمعون صوت قذيفة أثناء اللعب يشعرون بالخوف دون أن يستطيعوا التعبير عن مخاوفهم.
واختتمت حداد حديثها بالقول.. “بالنهاية ليس بامكان الفنان أن ينفصل عن الواقع لذلك يلجأ الى الفنون بأنواعها ومنها الفن التشكيلي ليعبر عنه .. فالصرخة كبيرة والحرب أكبر من الجميع وليس هناك من حل سوى أن نحب سورية.. ونعمل على توعية الأجيال الجديدة لمعرفة القيمة الحضارية لوطنهم وهذه مسوءوليتنا جميعا “.
وكان للنحات غازي عانا رأي في المعرض الذي يحمل عنوان “تناقض” فقال.. “قدمت الفنانة حداد أعمالا لها علاقة بالرسم أكثر من التصوير فركزت على التشخيص والموديل الانساني ونحن الآن بحاجة لهذه الموضوعات ..ولاحظت ان زوار المعرض خرجوا بانطباع مريح لان الاعمال المعروضة فيها تكوين جميل قاربت فيه الاعلان أو البوستر وهذا ما يظهر من خلال الخلفيات بالإضافة إلى العمل على الغرافيك”.
ورأى أن الفنانة اشتغلت على الخلفية الملونة لكي تظهر أهمية شخوص العمل بالأبيض والأسود وهذا أفضل من أن تكون الخلفيات بيضاء لكون الألوان تشد المشاهد وتستوقفه…. كما اشتغلت على التفاصيل بدقة وكانت موفقة في النتيجة وباختصار هي مجتهدة ومبدعة وبصمتها واضحة فالشخصية تنتقل مع المشاهد من لوحة لأخرى وكذلك اسلوبها وأدواتها الفنية وما يختلف على المشاهد هو الخلفيات الملونة التي كانت ذواقة في اختيارها .
فيما رأت التشكيلية نهى جبارة ان هذا المعرض مختلف عن المعارض الحالية لان حداد انتهجت الطابع الكلاسيكي رغم انها حدثت باللون في نوع من التضاد في اللوحة لتنقل لنا حالات واحاسيس داخلية شعرت بها خلال هذه الفترة واستطاعت التعبيرعنها وتوظيفها بشكل صحيح من خلال ملامح الوجه أو حركة اليد مشيرة الى انا ما لفت نظرها في المعرض لوحتين الأولى لوحة الحياة والموت بين أم ثكلى وأم ستنجب وتنتظر حياة جديدة والثانية لوحة الفتاة التي تطلق العصفور نحو الأفق .
يمام غنوم خريجة فنون جميلة قسم التصوير الزيتي قالت ان” الجميل في اللوحات هو اظهار فكرة التناقض في المشاعر واهتمامها بالفتيات المراهقات واستطاعت أن توصل احساسها بشكل جميل كما وضعت شيئا من ذاتها في اللوحات الا أنها أهملت التشريح بعض الشيء”.
فيما عبر قتيبة معمو طالب في معهد أدهم اسماعيل عن اعجابه بالأعمال المعروضة لكونها مشغولة بطريقة واقعية مع بعض الحداثة بالألوان على خلفية وضعيات تعبيرية جميلة في الموديلات المرسومة وخصوصا لوحة المرأة الحامل لدلالتها على الأمل بالحياة والمستقبل وانه لا خوف على سورية لأنها ولادة.. أما رنيم سنة ثانية تصوير في كلية الفنون الجميلة فرأت أن الرسم جميل الا أن الوانها اعلانية أكتر من تصويرية مع بعض الملاحظات البسيطة في التشريح .
اكتشف سورية
sana.sy