«درب المعبد الدمشقي» يحط رحاله في مقام الأربعين بدمشق

10 حزيران 2017

.

كثيرون من يعرفونه ويشاهدونه من بعيد لكن قلة هم من رأوه عن قرب وعلموا خفايا أسراره وقصصه التاريخية الدينية، فبالرغم من أنه شكل لحقبة من الزمن مكاناً للتعبد ومقصداً لسعي وترحال المتنسكين إلا أن تغير الظروف وازدياد الحركة العمرانية حوله كانت سبباً في تراجع السياحة الدينية إليه؛ إنه مقام الأربعين في جبل قاسيون بدمشق.

وشكلت الأسباب التي ذكرت أعلاه هاجساً لدى متطوعي الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق لتكريس مجموعة من نشاطاتها لعام 2017 للتوثيق والتعريف بالأماكن الدينية والأثرية في سورية وذلك ضمن سلسلة نشاطات برنامج «دروب» لهذا العام حيث نظمت الجمعية بالتعاون مع وزارة السياحة جولة إلى مقام الأربعين «مغارة الدم» في قاسيون بدمشق أمس تحت عنوان مسير «درب المعبد الدمشقي».

وانطلق متطوعو الجمعية البالغ عددهم ما يقارب 120 متطوعا من ساحة الميسات طلعة ركن الدين باتجاه مقام الأربعين سيراً على الأقدام حيث تأتي أهمية زيارته في شهر رمضان المبارك لما يحمله هذا المكان من معان دينية كونه يعد منذ القدم وجهة للمتعبدين ودرباً لطالبي الدعاء وتجسيداً لمناسك وطقوس أهالي الشام والزوار من الدول المجاورة الذين كانوا يسعون في الترحال إليه خلال هذا الشهر الفضيل إضافة إلى ضرورة الاهتمام بإلقاء الضوء على أيقونة دمشقية ومعبد اسلامي يعرف اسمه معظم السوريين ولكن لا يعرفون قصته وتاريخه.

من مسير الجمعية السورية للإستكشاف لمقام الأربعين

ويعود اختيار الجمعية لنشاطها في «مقام الأربعين» إلى ما يحتله من أهمية لدى أهالي دمشق حيث أن «كل الناس ترى المقام من بيوتها وساحات دمشق لكن قلة من يخطر ببالهم زيارته والتعرف على خفاياه» وفق أمين سر الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق وقائد نشاطاتها خالد نويلاتي الذي بين في تصريح لمراسلة سانا أن هذا المكان كان مزاراً للناس يقصدونه للتبارك به رغم صعوبة الصعود إليه.

وأشار نويلاتي إلى أن متطوعي الجمعية قاموا خلال الزيارة بتوثيق المكان من خلال الصور الفوتوغرافية خاصة أنه يعاني من «الإهمال ويحتاج لإعادة ترميم» وهو ما تسعى الجمعية إلى عمله بالتنسيق مع الجهات المعنية بعد هذه الجولة بهدف إعادة إحياء الخدمة السياحية في المنطقة.

ويحتل «مقام الأربعين» أهمية كبيرة لدى أهالي سورية عامة وسكان دمشق خاصة حيث شكل على مدى فترة من الزمن مكاناً للتعبد كونه يحتوي على «مغارة الدم» ويقول المسؤول في لجنة التوثيق بالجمعية السورية لورانس الشومري في تصريح له أنه «منذ القدم والناس تتخذ هذا المكان للتعبد والتبارك به كما ان له أهمية دينية وأثرية عظيمة لجميع الديانات ولا سيما أن عمره يعود لأكثر من 4000 سنة حيث كان معبداً وثنيا».

ولفت الى أن سبب تسميته بالأربعين ووفقا للروايات هو وجود أربعين محراباً في الجامع الموجود إلى جانب المغارة بالإضافة إلى قصص الأولياء الأربعين الذين يتحدث عنهم أهالي الشام في هذا الجبل.

من مسير الجمعية السورية للإستكشاف لمقام الأربعين

ووصف ماهر الجلحوم المسؤول الاعلامي بالجمعية هذا المكان التاريخي بـِ «القريب البعيد» مبيناً أنه رغم وجوده ضمن جبل قاسيون ورؤيته من قبل الجميع لكن لا احد يزوره أو يعلم أسراره لافتاً إلى أن اختيار توقيت الجولة يأتي تيمناً بطقوس أهالي الشام القديمة في شهر رمضان في السعي والترحال للأماكن المباركة.

فيما أكدت عضو الكادر التنظيمي للجمعية أريج شاهين ضرورة تسليط الضوء على هذه الاماكن الدينية والأثرية ومعرفتها من قبل الصغار والكبار ولا سيما أهالي المنطقة معتبرة أن زيارة متطوعي الجمعية ستشجع الكثير من الأشخاص على زيارة هذا المكان وإعادة الحركة السياحية إليه.

وقام متطوعو الجمعية برفع العلم السوري على سفح جبل قاسيون بالقرب من المقام حيث اشار مجد حبش من الجمعية إلى الأهمية المعنوية والثقافية لرفع العلم الوطني بجانب هذا المقام الديني المهم للتأكيد على مبدأ وشعار الجمعية وقال: «عندما أحمل شعار "أنا السوري" فأنا لا استحقه حتى أعرف كل شبر بالأرض السورية».

ويبقى البحث عن المعلومة المفيدة من قلب الطبيعة أو المدينة وتوثيقها لأهداف علمية واجتماعية وتربوية وصحية هدفاً في جميع نشاطات الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق فيما يظل تعريف أبناء كل منطقة بأماكنهم التراثية والدينية والتاريخية أعمالا تسهم في بناء جيل واعٍ بحضارته وتاريخ وطنه.

sana

مسير للجمعية السورية للإستشكاف لمقام الأربعين	مسير للجمعية السورية للإستشكاف لمقام الأربعين	مسير للجمعية السورية للإستشكاف لمقام الأربعين

بقية الصور..