جاء الثلج .. راح الثلج ..

13 كانون الأول 2010

خلال 24 ساعة جاء .. وتبقى سيرته لوقت طويل

«والله هالثلجات إجو دوا للشام العطشانة للمي» قالها والدي وهو يدخل البيت بعد أن خرج لحديقة المنزل ينفض الثلج عن نبتة الكاوتشوك المفضلة لديه. صديق آخر دخل منزله من المياه ما يوازي نصف ما هبط على سقفه، فلسوء حظه أن تبليط سقف بيته الجديد لم ينتهِ بعدُ، إلاّ أنه علّق قائلاً: «والله هاليومين تعبنا كتير بالبيت بس معليش، المهم أنو نزل مطر وثلج بعد هالقطعة الطويلة».

أذكر أن الثلج كان ينزل سنوياً في دمشق عندما كنتُ في الابتدائي، وكنّا وقتها «نعيّد» وإخوتي ورفاقي من الفرحة التي سبّبها اللعب به أو ربما عدم الذهاب إلى المدرسة، وربما الاثنان معاً. أما منذ وقت بعيد، فقد توقف الهطل السنوي للثلج، وأصبح نادراً وبكميات قليلة جداً، ويُقال أن هطلاً كالبارحة لم يحدث إلاّ منذ 25 سنة؛ لذا فإن الكثير من الدمشقيين الشباب لم يرَ هذا الهطل الكثيف في وقت قصير.

الجميع كان فرحاً بما حصل البارحة، بما فيهم من كان عالقاً في سيارته على بعض الطرق الخارجية التي تربط دمشق بالضواحي الغربية، والذين استخدموا فيسبوك وتويتر للتعبير عن مشاعرهم. في البداية، بدوا قلقين لعدم توفر المساعدة، فقد مضت ساعتان كانوا يبثون رسائل قلق نسبية من موبايلاتهم، ولكن سرعان ما سرت الفرحة في رسائلهم بعد أن جاءت فرق الإنقاذ لتفتح الطرقات وتسهل حركة المرور.

فريق التصوير في «اكتشف سورية» جال في شوارع دمشق يوم أمس الأحد واليوم الاثنين لينقل إلينا مشاهد دمشق وهي تكتسي ثوبها الأبيض، وعودة ألوانها والحركة الطبيعية إليها وإلى جبل قاسيون.