التشكيليان لبيب رسلان و حسان أبو عياش في معرض مشترك بقاعة لؤي كيالي

18 أيار 2016

يختزلان فيه مسيرتهما الفنية العريقة

برعاية الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة وبدعوة من اتحاد الفنانين التشكيليين، فرع دمشق، افتتح في مساء الثلاثاء 17 أيار، معرضاً مشتركاً للفنانيّن لبيب رسلان وحسان أبو عياش في قاعة لؤي كيالي، في صالة الرواق العربي في دمشق، ضم مجموعة منتقاة من أعمال الفنانيّن توثق مسيرتهما الفنية واختلاف اسلوبهما الذي أغنى الحركة التشكيلية في سورية.

استهل الفنان لبيب رسلان حديثه لـ«اكتشف سورية» قائلاً: «الطريف بالأمر هو رغم العلاقة الوطيدة التي تجمعني بالتشكيلي الصديق حسان أبو عياش، ونحن من دفعة تخرج واحدة، إلا أننا نسلك اتجاهين فنيين مختلفين كل الاختلاف، ولتشابه الظروف التي مررنا بها نحن الإثنين جاء تشاركنا في معرضنا هذا ليعكس نتاج سنين العمر، فأنا أقدم لوحة من كل فترة من حياتي، بدأت بمرحلة الوحدة أو لنقل الانفرادية، ثم أتى بعدها شيء ما يشبه الانكسار، زال مع فتحي لنوافذي على الأمل التي اسدلتُ عليها ستائر من الرومنسية، فالأشكال المؤثرة محفورة في ذاكرتنا لا نستطيع التخلص منها؛ وإن اردنا ذلك، أما المرحلة الأخيرة فلا بد أن تعكس الأزمة التي تمر بها سورية متجنباً الثرثرة المبالغ بها في الأشكال من خلال تركيزي على الانتقالات اللونية لأصل لحالة وجدانية إنسانية».


من أعمال التشكيلي لبيب رسلان



من أعمال التشكيلي لبيب رسلان


أما التشكيلي حسان أبو عياش فقال: «يضم المعرض مجموعة الأعمال التي أنجزتها على مدى الخمسين عاماً المنصرمة، البداية كانت مع تصميم الديكور فأنا رسام هاوٍ لم أتعلم الرسم بشكله الأكاديمي، ففي المراحل الأولى تأثرت بالرسامين الفرنسيين، ثم تطور الأمر مع عملي في التلفزيون فتأثرت بالزخرفة العربية، ولا ننسى أيضا ما لدمشق القديمة من تحريض للمخيلة التي شكلت هاجساً لتجسيدها في رسوماتي ضمن رموز ثلاثية الأبعاد، كالمكعب، التي تمثل حضارة الإنسان المعاصرة، فنحن نعيش عصر الحركة والسرعة والفضاء، وكوني مهندساً في الأساس فأنا أعشق الفن الهندسي الذي يبدو جلياً في لوحاتي، بالإضافة لاستخدامي اللون الصريح فلكل لون جماليته».


التشكيليان لبيب رسلان ونذير اسماعيل


يضيف أبو عياش: «تعكس الظروف المحيطة بتوتراتها وشدتها بظلها على أعمالي خاصة أن منطقتنا لا تخلو من اضطرابات على مدى تاريخها، وما نعيشه في سورية خير دليل على ذلك، من هنا تأتي رسالة الفنان لتجسيد واقعه في مسعى منه لإيصال قضيته ليس فقط على المستوى العربي بل يطمح إلى العالمية».


لوحة للفنان حسان أبو عياش



من أعمال التشكيلي حسان أبو عياش


التشكيلي أنور الرحبي قال لـ«اكتشف سورية»: «فنانين كبيرين، حسان أبو عياش ولبيب أرسلان، فدائماً كنت أقول أن هناك ظواهر لا تلبس أن تنتهي ولكن ان تبقى راسخة في ذهن القارئ السوري الشغوف بالفن التشكيلي البصري، فهذا يدل على تواجدهم المستمر في العمل التشكيلي، إضافة إلى أن لبيب أرسلان بحد ذاته قيمة إبداعية يجب قراءتها بدقة وإمعان علمي بالفن البصري بشكل او بآخر، أما ما يتعلق بحسان أبو عياش فهذا الرجل قد مزج بين مسألتين متناقضتين؛ الواقعية، والخيالية حيث نهل من عناصر الواقع وجردها ليظهرها على أنها قيمة تجريدية، سلط عليها عدسته المكبرة مما شكل صدمة للمتلقي عند الاقتراب منها، فقد أمعن أعماله بقراءات أدبية إما بأقوال أو أفكار أو بما يريد أن يقوله، وهذه سمة من سمات المبدع السوري.


جانب من حفل افتتاح المعرض


الناقد التشكيلي والإعلامي القدير سعد القاسم وخلال حضوره حفل الإفتتاح قال: «يكفي صالة لؤي كيالي فخراً أن يعرض فيها الفنانيّن لبيب رسلان وحسان أبو عياش أعمالهما فيها، فهذا المعرض طال انتظاره منذ مدة طويلة، فرغم الاختلاف الكبير بين الأسلوب المتبع لكل منهما إلا ان هناك قواسم مشتركة حتى على الصعيد الشخصي، ومنها عملهما في مجال الديكور التلفزيوني والداخلي، فكل فرد منهم ضمن أسلوبه الخاص هو حالة متميزة ومتألقة، فالفنان لبيب رسلان يمتلك أسلوب السحر الواقعي الذي يقترب بجماليته من الشفافية ضمن عوالم خاصة وواقعية إلا أنها حالمة، والتعامل الجميل مع المساحات اللونية الناصعة والنقية تترجم طبيعته الشخصية، فمنذ بداياته أظهر الفنان لبيب بَصمَته الخاصة المميزة والجديرة بالتقدير».


افتتاح المعرض المشترك للتشكيليين حسان أبو عياش ولبيب رسلان في قاعة لؤي كيالي


ويضيف الأستاذ سعد القاسم: «بالمقابل يمتلك حسان أبو عياش تجربة فريدة من نوعها لا تشبه مثيلاتها في التشكيل السوري وحتى العربي، تندرج تحت مسمى «الأوب آرت العربي» تعتمد على الخداع البصري، حيث اختار أبو عياش الزخرفة العربية عنصر أساسي لها، وأحيانا يصنع من تحويرات الخط العربي عالماً خيالياً، إلا انه واقعي، أي بمعنى أنها زخارف لكنها توحي بالفراغ والزمان في ذات الوقت، ففي عوالمه الخيالية ينتمي لعصر الفضاء لكن جذوره تعود لمئات السنين منذ ظهور الزخرفة العربية، الشيء الخاص لدى الفنان أبو عياش قدرته في وقت لاحق إدخال عمله في مجال الديكور، خاصة أثناء عمله بمسلسلات البيئة الشامية التي انعكست عناصرها في أعماله مع المحافظة على انسجامها مجتمعة».


التشكيلي عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة


ومن الحضور التقينا السيد كرم فضلون عن رأيه فقال: «أنا مسرور جداً بزيارة هذا المعرض بعد انقطاع سنين عن صالات العروض، أما بالنسبة للأعمال المعروضة فقد لاحظت اختلافاً واضحاً بين أعمال الفنان لبيب والفنان حسان ضمن معرفتي المتواضعة في هذا المجال، فقد أحسست أن الفنان لبيب رسلان أقرب الي في موضوعاته وأسهل على الفهم، خاصة موضوع النافذة التي أجدها مادة درامية غنية ترمز للحرية أو انتظار الحبيب، في حين أن الأشكال الهندسية بأبعادها الثلاثية ومزجها بالحروف في أعمال الفنان حسان فلست في مستوى فك ألغازها».


اكتشف سورية في حوار مع التشكيلي أنور رحبي


التشكيلي ومدير صالة لؤي كيالي بشير بشير تحدث لنا قائلاً: «نحاول استقطاب مجموعة من الفنانين ممن لهم باع طويل في الفن التشكيلي لإتاحة الفرصة أمام جيل الشباب للتعرف عليهم والاستفادة من خبراتهم، من هنا جاءت فكرة هذا المعرض الذي هو عبارة عن «فلاش باك» لأعمال الفنانيّن المخضرمين حسان أبو عياش ولبيب رسلان، فالمعرض يختزل مسيرتهم الفنية الحافلة، في النهاية نحاول جاهدين المشاركة بعودة الحياة التشكيلية بزخمها السابق لقاعة لؤي كيالي في الرواق العربي».


زين ص. الزين - اكتشف سورية

تصوير : عبد الله رضا

Share/Bookmark

صور الخبر

التشكيليان لبيب رسلان و نذير اسماعيل

من أعمال التشكيلي لبيب رسلان

من أعمال التشكيلي لبيب رسلان

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق