البيان الختامي لمؤتمر العرب والأتراك يدعو إلى توثيق القواسم المشتركة بين الجانبين

04 آب 2010

من النتائج الواضحة لمؤتمر العرب والأتراك الذي امتدت أعماله على مدى يومين في العاصمة السورية دمشق، واختتمت أعماله مساء يوم الاثنين الماضي إلقاء الضوء وإثارة الانتباه إلى عوامل التاريخ والثقافة التي تشكل الركائز الأساسية لبناء علاقة بين أي دولتين أو حضارتين أو شعبين، وتوسيعها على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وعليه فقد خلص الباحثون الذي أغنوا محاور المؤتمر بمحاضراتهم القيمة في بيانهم الختامي إلى «ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات العلمية والفكرية التي تسهم في رسم خطوط التواصل والتفاهم للارتقاء بالعلاقات العربية التركية إلى مسار متقدم في مجالات الثقافة والاقتصاد والسياسة المبنية على أسس المصالح المشتركة» كما ذكر البيان.

ويؤكد الباحثون المشاركون على الأهمية الكبرى لترجمة الوثائق وزيادة حركة النشر والترجمة في الاتجاهين والتركيز على تعليم اللغتين العربية والتركية بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والعلمية.

وأشار البيان إلى أهمية اعتماد الشفافية والصراحة في دراسة العلاقات العربية-التركية وخصوصاً في مجال كتابة التاريخ وضرورة تأليف لجان لإعادة صياغة هذا التاريخ الذي يمتد في عمقه إلى بدايات الدولة العربية الإسلامية.


جانب من جلسات المؤتمر
في مكتبة الأسد الوطنية

موضوعات مهمة يستحق كل منها ندوة منفردة:
وكان قد تم تقسيم أعمال المؤتمر إلى عدة محاور مهمة، وشارك فيها عدد كبير من الأساتذة الباحثين السوريين والعرب والأتراك، وقد تميزت المحاور بغناها الشديد، إلى درجة أثارت بعض الانتقاد لقصر المدة المخصصة لمثل هكذا مواضيع مهمة، فكل محور منها، وأحياناً كل محاضرة تستدعي مؤتمراً منفصلاً بحد ذاته لمناقشة تفاصيل الموضوعات المطروحة التي تناولت إشكاليات كبيرة وعلامات مهمة ومضيئة في مسيرة العلاقات العربية-التركية منذ ما يقارب ألفاً وخمسمئة سنة.


وقد ارتأى «اكتشف سورية» نشر ملخصات الأبحاث المنشورة من قبل وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية بانتظار إصدار كتاب شامل يتضمن أعمال المؤتمر بشكل تفصيلي كما وعد السيد الوزير وممثل مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) في افتتاح المؤتمر.


الدكتور رياض نعسان آغا
وزير الثقافة

وكان الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة- قد ألقى كلمة هامة في حفل افتتاح المؤتمر، أتت بعنوان :قراءة في تاريخ العرب والأتراك نُشرت في مقدمة كراس المؤتمر. تتالت بعدها محاور المؤتمر.

وقد قسم المؤتمر إلى المحاور التالية:
المحور الأول: أواصر العلاقات العربية-التركية
ترأس الجلسة الأولى من المحور الأول الدكتور عفيف البهنسي وشارك فيها كل من الباحثين: الدكتور وليد رضوان في محاضرة بعنوان «العرب والسلاجقة والدفاع ضد الغزو الأجنبي»، الدكتور جنكيز تومار (تركيا) في محاضرة بعنوان «العلاقات التركية العربية قبل الإمبراطورية العثمانية»، الدكتور نذير العظمة (سورية) في محاضرة بعنوان «العرب والأتراك والدفاع عن الدولة ضد الغزو الأجنبي»، الدكتور توفاز بوزبنار (تركيا) في محاضرة بعنوان «العلاقات التركية العربية خلال الفترة العثمانية»، والدكتور محمد فاتح زغل (الإمارات العربية المتحدة) في محاضرة بعنوان «رحلة مطراقي زادة لنصوح أفندي السلاحي الشهير بمطراقي زادة».

وترأس الجلسة الثانية من المحور الأول الدكتور وجيه كوثراني وشارك فيها كل من الباحثين: الأستاذ أحمد المفتي (سورية) في محاضرة بعنوان «الأتراك والعرب وقافلة الحج (الخط الحديدي الحجازي)»، الدكتور محمد يحيى خراط في محاضرة بعنوان «إمارة حلب بين المماليك والدولة العثمانية في القرنين الثامن والتاسع الهجري»، الدكتورة خيرية قاسمية (فلسطين) في محاضرة بعنوان «من سيرة ضابط عربي في الجيش العثماني: آراء وانطباعات»، والدكتور أمر الله إيشلر (تركيا) في محاضرة بعنوان «السياسة الخارجية الجديدة لتركيا، وانعكاساتها على العلاقات التركية – العربية».

المحور الثاني: الأدب واللغة
وترأس جلسة هذا المحور الدكتور محمد يحيى محمود، وشارك فيها كل من الباحثين: الدكتور علي القيم (سورية) في محاضرة بعنوان «الموسيقى العربية والتركية والقواسم المشتركة»، الدكتور موسى يلدز (تركيا) في محاضرة بعنوان «التأثير المتبادل بين اللغتين التركية والعربية»، الدكتور برهان كورأوغلو (تركيا) في محاضرة بعنوان «إسهامات الأتراك في تطور العلم والفكر الإسلامي»، الدكتور خسرو صوباشي (تركيا) في محاضرة بعنوان «فن الخط في مؤثرات الثقافة التركية العربية»، والدكتور نور الدين جفيز (تركيا) في محاضرة بعنوان «الترجمة الأدبية بين الأصيل والوسيط في الساحة التركية».

المحور الثالث: الفنون والعمارة
ترأس جلسته الأولى الدكتور أمر الله إيشلر وشارك فيها كل من الباحثين: الدكتور عفيف البهنسي (سورية) في محاضرة بعنوان «تحول عمارة بلاد الشام منذ القرن السادس عشر»، الدكتورة بغداد عبد المنعم (سورية) في محاضرة بعنوان «أوهام الاستشراق عن المدينة العربية في العصر العثماني»، المهندس المعماري محمود زين العابدين (سورية) في محاضرة بعنوان «رؤية معمارية حول مساجد سورية في العصر العثماني»، والدكتور يوسف نعيسة في محاضرة بعنوان «ملامح من فن العمارة عند العثمانيين وآثارها في دمشق ما بين القرن 16 ومطلع الـ20».

وترأس الجلسة الثانية من المحور الثالث الدكتور علي القيم، وشارك فيها كل من الباحثين: الدكتور صبحي ساعتجي (تركيا) في محاضرة بعنوان «لمحات عن الفن المعماري السوري في العهد العثماني»، الدكتور وجيه كوثراني (لبنان) في محاضرة بعنوان «مفاهيم لقراءة موضوعية للتاريخ العثماني (إعادة رؤية التاريخ العثماني)»، والدكتور يحيى محمد محمود (مصر) في محاضرة بعنوان «أسواق استانبول كمركز لتسويق الفن الدمشقي في أوروبا في القرن الـ17».

ويذكر أن المؤتمر شهد إقبالاً كثيفاً وخصوصاً في جلستي الافتتاح والختام، كما شهد اهتماماً رسمياً واسعاً أظهره حضور وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا جلستي الافتتاح والختام وبعضاً من فعاليات المؤتمر، كما اختتم المؤتمر من قبل معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن التركماني الذي شدد في كلمته الختامية على أهمية الثقافة في تعزيز أواصر العلاقة المتجددة بين العرب والأتراك في مختلف المجالات.



اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق