إمارة حلب بين المماليك والدولة العثمانية في القرنين الثامن والتاسع الهجري


ملخص بحث الدكتور محمد يحيى خراط - سورية
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة


كانت إمارة حلب تعتبر الحدود الشمالية لدولة المماليك وكانت حدود هذه الإمارة تمتد إلى جنوب تركيا الحالية لتضم عين تاب وأضنة واسكندرونة وأنطاكية وغيرها من البلدات، وعندما أصبحت الدول العثمانية على درجة عالية من القوة بدأت تتحرش بدولة المماليك ابتداءً من ولاية حلب، وكان الدافع الرئيسي لهذا التحرش هو التمدد جنوباً وصولاً إلى مكة والمدينة تلك المدينتين المقدستين عند المسلمين وذلك لاستقطاب المسلمين في شتى أنحاء الأرض وتمكيناً لسلطة الخلافة التي كان مقرها مدينة استانبول.

وعلى أطراف حلب بدأت الاحتكاكات بين الدول العثمانية وبين الدول المملوكية، مما اضطر «طوغان الساعي» أمير قلعة «كولك» إلى تسليم القلعة للأتراك العثمانيين سنة 890هـ/1485م، وهذا ما دعا نائب حلب الأمير أزدمر لطلب العون من السلطان المملوكي قايتباي.

وفي سنة 891هـ/1486م، استطاع الجيش المملوكي أن يوجه ضربة شديدة للجيش العثماني على حدود حلب، واستمرت الحملات المتبادلة بين الجيش المملوكي وجيش حلب من جهة والجيش العثماني من جهة ثانية بين كر وفر حتى سنة 922هـ/1519م حيث زحف السلطان سليم الأول تجاه حلب.

وأمام الجيش المملوكي فقد زحف من حيلان إلى مرج دابق حيث استطاع الجيش العثماني أن ينتصر على الجيش المملوكي وأن يدخل حلب.

وبعد بقاء السلطان الأول في حلب لمدة أسبوعين توجه بعدها لفتح بقية بلاد الشام ومصر حيث تم له ذلك سنة 922هـ/1517م.

وبعد أن استتب الأمر للعثمانيين في بلاد الشام أصبحت جزءاً من الدولة العثمانية واهتم بها السلاطين العثمانيون اهتماماً خاصاً حتى أن مفتي الإمبراطورية العثمانية في آخر عهدها كان من مدينة حلب.


==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: