فن الخط في مؤثرات الثقافة التركية العربية

ملخص بحث الدكتور خسرو صوباشى - تركيا
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة


إن كتابة القرآن الكريم بالخط العربي أتاحت فرصة مهمة لتطور الحرف العربي واكتسابه خصائص جمالية وإبداعية بمرور الزمن.

وقد قطع الخطاطون الذين نذروا أنفسهم لكتابة كلام الله سبحانه وتعالى أشواطاً طويلة من أجل تحسين الخط العربي وإبداعه بشكل يليق لعظمة الخالق جل جلاله، بحيث أصبح الخط فرعاً مستقلاً من فروع الفن.

إن الذين عملوا في مجال الخط تلقوا اهتماماً ودعماً كبيراً من رجال الدولة ومن الطبقات المثقفة في المجتمع كسائر العاملين في ميادين الثقافة والفنون الأخرى، وقد كان لهذا لدعم والرعاية دور هام بلا شك في تطور وارتقاء فن الخط.

لقد اكتسب الخط أشكالاً جمالية جديدة بفضل جهود الخطاطين العظام أمثال قطبة وابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي، إذ تطور تطوراً ملحوظاً عبر القرون الطويلة خلال العصور الأموية والعباسية والفاطمية والمملوكية.

ثم كان للخطاطين الأتراك في العصر العثماني دوراً هاماً في تطور الخط العربي ووصوله إلى قمة الجمال والإبداع، حيث ساهموا مساهمة كبيرة في الفترة التي مر بها الخط في طريقه إلى أن يكون فناً مستقلاً لذاته، إذ جهدوا في تثبيت قواعد الخط المتمثلة في أشكال الحروف ونظام الأسطر وتركيب الكلمات، وغير ذلك من مظاهر الجمال والإبداع.

عن الرعاية التي أبداها السلطان بايزيد الثاني إلى أستاذه في الخط الشيخ حمد الله الاماسي، والإمكانيات التي قدمها له في قصره، جعل من الشيخ حمد الله أن يكون العلم الأكبر بين خطاطي ذلك العصر، كما أصبحت استانبول عاصمة لفن الخط مع هذا الخطاط، ثم تبع ذلك ظهور مجموعة مميزة من الخطاطين وتشكيل مدرسة فنية للخط في استانبول بدعم من القصر العثماني، وأصبح العالم الإسلامي يتابع هذه الحركة الفنية، كما بدأ الخطاطون من هذا المجال، وكان مجيئهم يع وسيلة من وسائل الفخر والاعتزاز.

ومع هذا إن معظم المصطلحات التي استخدمت في فن الخط كأسماء أدوات الخط والطرق الفنية في الكتابة تستخدم باللغة العربية.

نشاهد اليوم أمثلة رائعة من هذا الفن الذي أخذه العثمانيون من الخطاطين العرب في سورية والعراق ومصر وطوروه وأبدعوا فيه في المتاحف والمجموعات الخاصة، حيث يقوم الباحثون والخطاطون في جميع أنحاء العالم الإسلامي بدراستها وتحليلها والاهتمام بها مثلما يقوم بذلك الخطاطين والباحثين في تركيا.

ويبذل مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (أرسيكا) جهوداً كبيرة من أجل الوصول إلى الطرق السليمة في فهم وتقييم التراث الفني والثقافي في العصر الحديث وذلك عن طريق تنظيم اللقاءات العلمية بين رجال الفن في العالم الإسلامي.


==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: