تحول عمارة بلاد الشام منذ القرن السادس عشر

تحول عمارة بلاد الشام منذ القرن السادس عشر

ملخص بحث الدكتور عفيف البهنسي - سورية
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة

ثمة تحول كبير في طراز العمارة تم في سورية منذ القرن السادس عشر، كانت قد استوحت عناصره وأسلوبه من العمارة العثمانية.

عدد من المساجد أنشئ في دمشق كان من أقدمها جامع الشيخ محيي الدين بن عربي ومن أضخمها التكية السليمانية ومجموعة درويش باشا وجامع سنان باشا، وكثيراً ما يضاف إلى بناء المسجد مدرسة أو مستوصفاً أو مكتبة أو تكية، لكي تتماشى وظائف المسجد مع متطلبات العصر وحاجات المجتمع.

ومن أبرز الخانات خان أسعد باشا وهو آبدة معمارية تفوق نظائرها في جميع أنحاء البلاد التي انتشرت فيها الخانات الإسلامية.

مازال أكثر البيوت في العصر العثماني قائماً وإذا وقفنا أمام قصر العظم في دمشق نراه يتألف من ثلاثة أقسام هي قسم الاستقبال وقسم المعيشة وقسم الخدم يضاف إلى ذلك الحمام والمرآب.

وأهم المنشآت في حلب الخسروية أو الخسروفية وتحمل اسم والي حلب خسروف باشا وصمم هذا المسجد المعمار الشهير سنان سنة 946هـ/1537م، وهو من طلائع أعماله.

كما شيد مجمع العثمانية في عهد والي حلب عثمان باشا ويتألف من مدرسة وتكية ومسجد، ومن الخانات في مدينة حلب: خان النحاسين، وخان الجمرك من أكبر خانات حلب وخان الوزير، وخان الشونة يتألف من قيسارية على شكل سوقين صارت سوقاً للصناعات.

تمتاز دور حلب بزخارفها الخشبية وببنائها الحجري المنحوت بزخارف رائعة وباتساعها لتستوعب جميع الأغراض السكنية والعائلية، والتي تحيط فناء الدار ذي البركة المرتفعة.

ومن أشهرها دار اجقباش وتمتاز بجدرانها الحجرية المزخرفة، وهي الآن مقر لمتحف التقاليد الشعبية في حلب.

وفي حماة أُنشأ لأسعد باشا قصراً يتألف من القسم الخاص حرملك وقسم استقبال سلاملك ومن حمام وإسطبل، ويقع خان المضيق في محافظة حماة قريباً من قلعة المضيق ومن آثار آفاميا الكلاسيكية، وهو خان عثماني أنشئ في عهد السلطان سليمان القانوني.

كان جامع خالد بن الوليد في حمص تربة أو مشهداً للبطل الصحابي خالد بن الوليد، وفي العهد العثماني أعيد إنشاؤه كلياً حسب الطراز ويمتاز هذا الجامع بمئذنتيه السامقتين المضلعتين، وبأحجاره ذات المداميك المتناوبة بلونين الأسود والأصفر.

وفي بيروت التي كانت جزءاً من بلاد الشام، عدد من المساجد الهامة نذكر منها، الجامع العمري الكبير، وجامع السرايا ويعرف باسم جامع الأمير منصور عساف، ومسجد النوفره ويقع قرب سراي الحكومة،ن ومسجد الأوزاعي.
ظهرت العمارة العثمانية في القدس منذ عهد السلطان سليمان القانوني، وكانت الفسيفساء تغطي قبة الصخرة من الخارج، فأمر بتغطيتها بألواح القاشاني لزوال أكثر الفسيفساء بسبب الرطوبة والعوامل الجوية، وأمر بإعادة بناء سور القدس، وأقام برج اللقلق قبالة متحف الآثار، وبرج الكبريت القريب من باب المغاربة، والأبراج الأخرى وأبواب المدينة مثل باب العمود بواب الساحرة وباب ستي مريم وباب الخليل وباب النبي داود وباب المغاربة، كما أنشأ عدداً من السبل في الطرق المؤدية إلى الحرم الشريف وفي الحرم الشريف أنشئ سبيل بركة.


==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: