أسواق استانبول كمركز لتسويق الفن الدمشقي في أوروبا في القرن الـ17

ملخص بحث الدكتور يحيى محمد محمود - مصر
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة

لقد كانت أسواق اسطنبول في القرن السابع عشر الميلادي مركزاً لتسويق الفنون الدمشقية في بلدان أوروبا المختلفة، ولدراسة دور هذه الأسواق، وانتقال تلك الفنون إلى أوروبا ستدرس الورقة مجموعة من القطع الفنية المحفوظة في متحف الكرملين في موسكو، هذه القطع التي انتقلت إلى بلاط قياصرة موسكو في القرن السابع عشر الميلادي من خلال أسواق اسطنبول، وأصبحت هذه القطع تمثل قمة الرقي في الفنون الإسلامية، وجعلت من الفنون الدمشقية سفيراً للفن والحضارة الإسلامية في القرن السابع عشر.

من هذه القطع الفنية قبعة «أريحا» الخاصة بالإمبراطورة كاترينا، والتي أنتجت في دمشق، واشتراها من اسطنبول دبلوماسي روسي بناء على طلب من الإمبراطورة كاترينا، وتعتبر القبعة تحفة فنية إسلامية دمشقية، حيث كتبت آيات من سورة الجن في إطار حولها، كما كتبت الشهادتين على مقدمة القبعة، بينما كتبت أسماء الله الحسنى على قطعتي الأذن، وبالتالي تعتبر قطعة إسلامية دمشقية رفيعة المستوى، وستناقش الورقة الدلالات التاريخية لاستخدام هذه الإمبراطورة الأرثوذكسية لهذه القبعة المزودة بالآيات القرآنية.

من القطع الفنية الدمشقية المحفوظة بمتاحف الكرملين أيضاً مجموعة من السيوف والشفرات المزودة بالشهادتين وعبارات الله أكبر، التي أنتجت في دمشق ونقلت لاستانبول وبيعت من هناك في أسواق أوروبا واشتراها القياصرة واستخدموها في بلاطهم الأرثوذكسي وحفظت بعد ذلك في متاحف الكرملين.

وستناقش الورقة تأثير هذا الفن الدمشقي على صناعة السيوف في أوروبا بعد ذلك حيث حملت السيوف التي أنتجت في موسكو الشهادتين والعبارات الإسلامية رغم أنها أنتجت في مصانع بلدان مسيحية تقليداً للمنتجات الدمشقية، ليس فقط في موسكو ولكن في بولندا والعديد من البلدان الأوروبية، أي أن الفن الدمشقي كان سفيراً للفنون الإسلامية من خلال أسواق استانبول مما يبين مدى التواصل العربي التركي وتأثيره في تمثيل الفن الإسلامي في أوروبا.

==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: