ملامح من فن العمارة عند العثمانيين وآثارها في دمشق ما بين القرن 16 ومطلع الـ20


ملخص بحث الدكتور يوسف نعيسة - سورية
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة


استخدم العثمانيون في مجال العمارة، (أشكالاً وتعابير) موروثة جرى تطويرهان على ضوء العقائد العائدة في دولتهم، وكذلك بفعل الموروث الحضاري، من المناطق التي ضمتت إلى امبارطوريتهم، بفعل التوسع والفتح. فكان ذلك مزيجاً من الحضارات الآشورية والأوروبية السابقة، فحصل ذلك النتاج من تلك الحضارات والتقاليد العثمانية والإسلامية، فكان التأثير الفارسي والمغولي والسلجوقي والمملوكي والبيزنطي والبلقاني وبلدان البحر الأبيض المتوسط ومنها البلدان العربية.

ولعبت الحركات الفنية التي رعتها الدولة العثمانية دوراً مهماً في ذلك الأخذ والعطاء، فلم تنجح الدول العثمانية في ذلك الأخذ والاستيعاب فحسب، بل طورت ذلك الموروث وأبدعت في العديد من الأشكال والمظاهر الفنية، وبذلك تكونت للعثمانيين ثقافتهم الخاصة في هذا المجال.

واستطاع المهندسون والمعماريون والفنانون وطوائف الحرف المختلفة التي تعنى بتلك الفنون أن تصوغ تلك العبقرية المبدعة للدولة العثمانية..

ومن خلال ذلك نرصد أربع مراحل هي:
1-مرحلة التقليد التي امتدت من القرن الرابع عشر حتى القرن الخامس عشر، ولن نرصدها في دمشق أو بلاد الشام لأن الأخيرة كانت في حوزة المماليك.

2- المرحلة الثانية: على امتداد القرن السادس عشر، وهي مرحلة الأخذ والارتقاء في فن العمارة في الدولة العثمانية.

3- المرحلة الثالثة: وتشمل القرن السابع عشر والثامن عشر، وفيهما ارتقى فن العمارة في الدولة العثمانية إلى درجة الإبداع.

4- أما المرحلة الرابعة: وتشمل القرنين التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ويبرز فيهما نتاج المرحلة السابقة إضافة إلى تزايد التأثير الغربي.

وقد لعب العاملون في الورش العثمانية الرسمية وتحت حماية السلطات، وخاصة السلاطين دوراً بارزاً في صياغة العبقرية الخلاقة للدولة، وأسهم في ذلكم مهندسون ومعماريون وخطاطون ومدنيون وغيرهم، فأبدعوا أيما أبداع، وكان هؤلاء من قوميات مختلفة، كونت جسم الدولة ولم يكن ما أنجزوه خليطاً نشاذاً، بل كان كلاُ متناغماًُ من الجمال والإبداع، يميزه عما عداه من الفنون ويطلق عليه فن العمارة العثماني.

وأصبحت العاصمة استانبول المركز الإشعاعي لهذا الفن إلى كل الأقطار التابعة لها، ومنها بلاد الشام وخاصة دمشق، ففيها الكثير من المنشآت الدينية والدنيويةـ التي ظهرت خلال الحكم العثماني ومازالت باقية حتى وقتنا الحاضر التي تشهد على ذلك الفن، فمنها على سبيل المثال لا الحصر: التكية السليمية والسليمانية، وجامع سنان باشا ودرويش باشا، وخان أسعد باشا العظم وقصره في البزورية، ثم مدرسة عبد الله باشا العظم، وقصر الكنج يوسف باشا، وبناء عزت باشا العابد، والعديد من الخانات والزوايا والربط والأسواق، وبعض البنايات الرسمية وغيرها.



==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: