إسهامات الأتراك في تطور العلم والفكر الإسلامي

إسهامات الأتراك في تطور العلم والفكر الإسلامي

ملخص بحث الدكتور برهان كورأوغلو - تركيا
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة


لم تكن خدمات الأتراك للإسلام محدودة في المجالات السياسية والعسكرية فقط، فالأتراك الذين أثّروا تأثيراً كبيراً في كل العالم الإسلامي في مجالي إدارة الدولة والبنية العسكرية قدموا خدمات كبيرة في مجال تطوير الحضارة الإسلامية أيضاً، وكان لجو الأمن والأمان اللذين وفرتهما الدولتان السلجوقية والعثمانية دوراً كبيراً في التطورات التي حصلت في العالم الإسلامي في مجالات العلم والفنون والآداب.

المدارس النظامية (1066) التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك في بغداد كانت ذائعة الصيت لدرجة أن هذه المدارس قبلت على أنها النموذج الأول للمدارس الإسلامية. ولقد لعبت هذه المدارس دوراً ريادياً كنموذج للجامعات الحديثة لأنها كانت سابقة لعصرها في تدريس العلوم العملية إلى جانب العلوم الدينية.

حركة ترجمة الكتب والتيارات الفلسفية للحضارتين اليونانية القديمة والهيلنستية كانت قد بدأت على يد العرب والفرس في العصر العباسي، لكن هذه الحركة وصلت للقمة في الفترة التي بدأ الأتراك فيها يتسلمون زمام الأمور في بعض أنحاء العالم الإسلامي.

ثورة العلم والفلسفة الإسلامية التي بدأ بها العلماء والفلاسفة العرب والإيرانيين شهدت مساهمة كبيرة لا يستهان بها من قبل علماء وفلاسفة من أصول تركية مثل الفارابي والبيروني.

فبالإضافة إلى مئات الرسائل والكتب التي كتبها في مواضيع مثل الرياضيات والفيزياء وعلم الفلك، فإن النظام الفلسفي الذي جاء به الفارابي (870-950) جمع بين الاتجاه العقلاني للفلسفة اليونانية والعقيدة والفكر الإسلامي وبقي ينير ضوءاً أمام الفكر الإسلامي والغربي ولمئات السنين.

ومن الجهة الأخرى فإن للعالم التركي الشهير البيروني أعمال علمية حققت له شهرة حصل عليها بجدارة في مجالات الرياضيات والطب والهندسة وعلم الفلك، وعدا عن ذلك فإن لهذا العالم الجليل أعمال ما زالت تثير استغراب وإعجاب علماء العصر الحالي على الرغم مما وصل إليه العلم في يومنا الحاضر، ومنها أن البيروني طور آلات ذات حساسية عالية في قياس سمت النجوم وحتى أنه استطاع قياس محيط الكرة الأرضية بشكل قريب من الصحة.


==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: