العلاقات التركية العربية خلال الفترة العثمانية


ملخص بحث الدكتور توفا بوزبنار - تركيا
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة

شهدت العلاقات التركية العربية مرحلة فريدة من نوعها خلال الحكم العثماني الذي استمر لنحو 400 سنة عل بعض الأراضي العربية.

وقد أسس العرب والأتراك علاقتهما، قبل وبعد الفترة العثمانية، كأعضاء في دول مختلفة، ولكن أثناء الحكم العثماني كانوا رعايا دولة واحدة، وقد ناضل العرب والأتراك كأعضاء في دولة واحدة ونفس الدين، من أجل نفس القضية ضد الأعداء الخارجيين.

ومنذ أن ورث العثمانيون التراث الإسلامي وعملوا على تعزيزه، كان من الضروري بالنسبة لهم تعلم اللغة العربية واستخدام المصادر العربية لنشر الإسلام في المناطق التي افتتحوها حديثاً، وبشكل رئيسي في منطق البلقان، علاوة على ذلك كتب العديد من العلماء ورجال الدولة التركية أعمالهم باللغة العربية، لكن الموقف نفسه لم يكن مناسباً للعرب، عل الأقل في السنوات الأخيرة من الحكم العثماني، فخلال ذلك الوقت، كان هناك عدد متزايد من (العرب المتعلمين للتركية) من أجل الاندماج في نظام الدولة العثمانية، واتخاذ مناصب مهمة في البيروقراطية العثمانية.

تأثرت العلاقات التركية العربية في العهد العثماني بأحد العوامل المهمة، فلم ينظر العثمانيون إلى الأقاليم العربية بعين إمبريالية بل اعتبرت المقاطعات العربية كجزء أساسي من الدول أو البر الرئيسي.

والعامل الأهم من ذلك، هو المدن المقدسة في الإسلام مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس، لقد أولى العثمانيون اهتماماً خاصاً لأمن ورفاهية الأراضي العربية لبلاد الشام والحجاز، وهذا ما مهد الطريق لعلاقات جيدة بين الأتراك والعرب، ويمكن للمرء القول أنه حتى بدء التغلغل الأوروبي وأثره على تطور الأوضاع في الأراضي العربية وحتى ظهور النزعة القومية، كانت العلاقات التركية العربية مبنية على التعاون وعلى أساس المصالح المتبادلة.


==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: