أوهام الاستشراق عن المدينة العربية في العصر العثماني


ملخص بحث الدكتورة بغداد عبد المنعم - سورية
في مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة

قراءة الاستشراق المتعلق بالمدينة العربية وخاصة في العصر العثماني تبدأ من بناء منهج نقدي، ومن تجاوز راشد لأي منظور صدامي مسبق.. فقد ظل الاهتمام بدراسة المدينة العربية بشكل عام في زوايا الرؤيا ومنطلقات البحث صدى وردة فعل وتقليداً إما لاهتمام الغرب بها وما يحمل ذلك من طابع استشراقي ورؤية خارجية، وإما أن هذه الأبحاث نسخة طبق الأصل من أبحاث غربية، وكل ذلك أدى إلى أن اهتمامنا بالمدينة كتكوينات وشخصية معمارية مجتمعية كان استناداً إلى نموذج الدراسات التي تمت على المدينة الغربية، ومن جهة أخرى غابت الدراسات المحلية والإقليمية والدراسات الإجمالية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وهي ثغرات شديدة الحساسية في تاريخ المدن.

الدراسات الاستشراقية على المدينة العربية اتسمت بالانعزال فتحولت (المدينة) عندهم إلى موضوع على ورق في دائرة بحثية تنظر من زاوية صغيرة من مكان بعيد.. يتداولونها وحدهم دون تفاعل مع السوية الثقافية الموجودة.. ومع الشروط الحقيقية للمدينة التاريخية.

إن الفترة العثمانية لم تمثل انحطاطاً للمدن ـ مثلما عمم الخطاب الغربي الاستشراقي ـ بل إنها على العكس تميزت بحركة نمو حضاري.. إن لم يكن في كل المرحلة العثمانية، فخلال القرنين الأولين منها على الأقل، فكانت الأوقاف الكبرى وتنظيم المكان في حلب والقاهرة في القرنين 16 و17 وكان ثمة خصوصيات وميزات في الإدارات المدنية.

وهذا التعميم غير المفهوم نظراً لوجود مصادر هذه الفترة أغزر وأكثر تنوعاً مما هو موجود لأية فترة من فترات التاريخ غير المعاصر للبلدان الإسلامية خاصة فيما يخص وثائق السجلات المحفوظة، والإمكانية التي قدمتها هذه الوثائق لدراسة المجتمع المدني بعمق وتفصيل، وتقديم نظرة جديدة مدققة.

نقد مفهوم (اللا مدينة) الاستشراقي.
نقد أساس آخر من أسس النظرية الاستشراقية الذي تمثل مقارنة المدينة الإسلامية مع المدينة الكلاسيكية القديمة وأسهم بالحط من قيمة هذه المدينة، وإن تاريخ المدن بقي لفترة طويلة من اختصاص مؤرخي الفن.
نقد مصطلح (القرون الوسطى) المعمم عالمياً وعلاقته المشبوهة بالمدينة العربية في هذه الفترة.
نقد دور السوسيولوجيين والأنثربولوجيين، الذين ربطوا دراساتهم ونتائجها بدراسة أي مدينة.


==
المصدر نشرة مؤتمر العرب والأتراك.. مسيرة تاريخ وحضارة 2010.

مواضيع ذات صلة: