الفرقة السيمفونية الوطنية في حفلها السنوي الكبير

29 أيار 2010

اختيار صائب لبرنامج مختلف

للعام الرابع على التوالي تنظم جمعية صدى للثقافة الموسيقية بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون وبدعم من شركة توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية الحفل السنوي الكبير للفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان.

في حفلة هذا العام التي أقيمت مساء الخميس 27 أيار 2010 على مسرح الأوبرا، اختارت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية برنامجاً مختلفاً عن كل الأعوام السابقة، حيث قدمت أعمالاً عالمية مستلهمة من الموسيقى الغجرية، وشارك الفرقة بعض العازفين المنفردين السوريين وهم: كنان العظمة (كلارينيت)، مياس اليماني ( كمان)، والفائز في المسابقة التي نظمت للمشاركة في هذه الاحتفالية عازف الكمان وليد خطبا، وهي أول مشاركة له كصولو مع الفرقة.

بدأت الفرقة التي عزفت بقيادة قائدها الأساسي ميساك باغبودريان حفلها بافتتاحية أوبريت «البارون الغجري» ليوهان شتراوس الثاني، وتنطلق هذه الافتتاحية بإيقاعات متميزة تذكّرنا بهنغاريا وتشبه ما ألفه ليست وبرامز من أعمال تعتمد على الموسيقى الشعبية، وتخلل الافتتاحية وقفات درامية وتقاسيم على آلة الفلوت.

العمل الثاني الذي قدمته الفرقة كان مقطوعة «ألحان غجرية» للمؤلف بابلو دي ساراسات وهي مقطوعة من مقام دو الصغير للكمان والأوركسترا والبيانو كتبها هذا المؤلف الأسباني عام 1878 وعزفت لأول مرة في العام ذاته في مدينة لايبزيغ، وتعتمد على ألحان الشعب الروماني وبشكل خاص على إيقاعات التشارداش. وفي هذه المقطوعة عزف الموسيقي الشاب وليد خطبا على آلة الكمان كصولو.

العمل الثالث كان من نصيب المؤلف الموسيقي السلوفاكي فرانز ليهار وجاء بعنوان «الحب الغجري، أغنية ورقصة»، وهذه المقطوعة مأخوذة من الفصل الثالث لأوبريت ليهار المسماة «الحب الغجري» وتمتلك قدراً كبيراً من الإبداع اللحني والهارموني والجرأة على التلوين الآلي، وهي من الأوبرات القليلة في العالم التي تعتمد على الموسيقى الشعبية.

بعد ذلك عزفت الفرقة عملاً عنوانه «الرابسودي الهنغارية رقم 2» لفرانز ريترفون ليست، ويتألف من مقطعين متمايزين، الأول بعنوان «لاسان» يُفتتح بمقدمة درامية ومؤثرة ومن ثم يجول المؤلف بين السلالم والمقامات الموسيقية بألحان حزينة وسوداوية مع القليل من المرح في بعض الأحيان، وفي المقطع الثاني يكون العزف تصاعدياً من هادئ إلى أعلى وأعلى ومن ثم ينتهي مثلما بدأ.

ومن ثم استمعنا إلى عمل للمؤلف الهنغاري بعنوان «رقصات من كرونود» وزعها الموسيقي السوري سرمد الخوري وهي رقصة سريعة وساحرة، ومزيج من التقاليد الرومانية والهنغارية بالإضافة إلى تقاليد الموسيقى الغجرية، وقام بعزف صولو كلارينيت فيها الموسيقي كنان العظمة.


الموسيقي مياس اليماني
يعزف صولو كمان مع الأوركسترا السورية

ومن ثم عزفت الفرقة عملين للموسيقي السوري مياس اليماني وعزف بنفسه (كمان صولو) في الأول وشاركه في الثاني كنان العظمة (صولو كلارينيت) وجاء عنوان العملين «رقصة قوقازية»، و«مقطوعة غجرية» على التوالي، والأول عبارة عن رقصة غجرية سريعة بالأسلوب الأوربي الشرقي يرافقها إيقاع ذو بنية معروفة في التقليد الغجري، وهناك بساطة في المقطع الأوسط يتناسب مع الطبيعة الغجرية الموسيقية مع إيقاع «شفتاتالي» وتظهر هذه المقطوعة الصلة بين الموسيقى الغجرية والعربية التي يسود فيهما استعمال سلالم موسيقية متشابهة. أما العمل الثاني فمشتق من مهرجان ربيعي يحتفل فيه الغجر في بلاد البلقان وفي العالم بعودة الربيع.

وقد أنهت الفرقة حفلتها بعمل اسمه «كالاشينكوف» للمؤلف البوسني غوران بريغوفيتش، وهي مقطوعة مأخوذة من فلمه السينمائي «المقاومة»، وقد نال هذا الفيلم جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 1995.

هكذا استمع الحضور إلى أجمل حفلات فرقتنا السيمفونية التي عزفت بتقنية عالية نالت إعجاب الحضور الكبير، هنا لابد أن نشكر إدارة جمعية صدى التي استمرت بتعاونها مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية لتقديم مثل هذه الحفلة في كل عام ببرنامج مختلف.

وفي نهاية الحفل تحدث المهندس بشار العظمة رئيس مجلس إدارة صدى لـ «اكتشف سورية» حيث قال بداية: «هذه هي الحفلة الرابعة التي نتعاون فيها مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، باعتبارها من أهم الفرق السورية، والتي تستطيع أن تقدم برنامج تجذب الحضور وترضينا كمجلس إدارة صدى».

وعن فكرة هذه الاحتفالية قال: «فكرة الاحتفالية الكبرى (الغالا) فكرة جديدة بالنسبة للجمهور السوري، ويعني التعبير إقامة حفل موسيقي متميز ومتنوع من حيث البرنامج وتقدم فيه مقطوعات موسيقية لا تعزف عادة في البرامج التقليدية لحفلات الفرق السيمفونية، وتقوم الفرق الأوربية بشكل عام بإقامة مثل هذه الاحتفالية لمرة واحدة سنوياً».

وأضاف العظمة: «بتنظيم من صدى قامت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية عام 2007 ولأول مرة في تاريخها وفي تاريخ سورية بإحياء مثل هذا الحفل على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون، ليتحول فيما بعد إلى تقليد مهم في الحياة الموسيقية السورية».

وأنهى حديثه بالقول: «أشكر توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية التي تتعاون وتدعم كل عام هذه الفعالية الكبيرة، كما أشكر كل أعضاء مجلس إدارة صدى الذين بجهدهم المشترك خرجت هذه الاحتفالية إلى الوجود».

الموسيقي كنان العظمة
يعزف صولو كلارينيت مع الأوركسترا السورية

كما التقى «اكتشف سورية» بالموسيقي السوري مياس اليماني المقيم حالياً في قطر حيث يعزف في الفلهارمونية القطرية وتحدث لنا قائلاً: «درست الموسيقى الكلاسيكية، وأثناء دراستي كان لي اهتمام كبير بموسيقاي الشرقية التي أحبها ولا يمكن أن أستغني عنها، ولذلك أحاول اليوم أن أقدم شيئاً لها سواء في العزف أو في التأليف وبمقاييس عالمية، وهذا ما حاولت أن أعبر عنه في الحفلة من خلال ما قدمته».

وعن عمله في الفلهارمونية القطرية قال: «في الحقيقة الأوركسترا القطرية فرصة كبيرة لي، فهي مساحة لتطوير مهاراتي وأدائي، باعتبارها تضم عازفين من مختلف أنحاء العالم وهناك إمكانية لتبادل الخبرات».

وتابع في حديثه: «في قطر لدي فرقة اسمها "مقام" وتضم العازفة السورية ماريا أرناؤوط وحسام حجاج وحسن معتز من مصر ورامي طراف من لبنان، حيث نقدم حفلات عديدة ويمكن القول بأننا بهذا الفريق نمثل حفلات الحجرة للفلهارومونية القطرية».

وأنهى حديثه بالقول: «تتحسن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية من ناحية سرعة التحضير حيث قدمت ثلاث برامج مختلفة خلال شهرين وهذه تسجل لها، كما أن المايسترو ميساك باغبودريان قد رعى هذه الطبيعة المرنة ليعمل مع الأوركسترا في الظروف الراهنة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

عازفات الفرقة يضعن الورود الحمراء احتفالاً بالغالا

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفلتها السنوية الكبرى (الغالا)

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفلتها السنوية الكبرى (الغالا)

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق