خبراء الموسيقى الروس في بيتهم الثاني سورية

07 تشرين الثاني 2010

مكرمون عرفاناً بالجميل

تحت رعاية السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية، قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بالتعاون مع جمعية صدى الثقافية الموسيقية احتفالية تكريم لخبراء الموسيقى الروس العاملين في الموسيقى السورية، خلال مراحل زمنية عديدة منذ بداية الستينيات وحتى اليوم وذلك يومي 3-4 تشرين الثاني 2010 على مسرح الدراما.

ربما لا يعرف الكثير من الناس أن كل موسيقي سوري أكاديمي منذ تأسيس المعهد العربي بدمشق في بداية الستينيات، وبعده بحوالي ثلاثين عاماً المعهد العالي للموسيقى بدمشق ورائه موسيقي روسي، سواء الذين درسوا الغناء الأوبرالي أو العزف على كل الآلات دون استثناء بما فيها آلاتنا الشرقية.


من حفل التكريم

لذلك كانت لفتة جميلة من جمعية صدى الثقافية الموسيقية أن تكرّم هؤلاء الخبراء الذين أصبحوا من أهل البيت، طالما أن لهم الدور الأكبر في تطوير موسيقانا، وليس هذا فحسب بل هناك منهم من هو عضو في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، يدفعون بسيمفونيتنا جنباً إلى جنب مع الكوادر الوطنية نحو التطور والتقدم الدائم.

والجميل في هذه الخطوة أيضاً أنها جعلتنا نستمع لحفلين جميلين على مدى اليومين المذكورين، حيث عزف في اليوم الأول الموسيقي فلاديمير زاريتسكي مقطوعتين على البيانو لفرانز ليسزت ورخمانينوف، وأدى عازف الكمان ميخائيل سيروف وعازف الباصون ألكسندر ديكتيرينكو بمرافقة عازفة البيانو تاتيانا باتيريفا عملاً موسيقياً جميلاً للمؤلف ميخائيل لفانوفيتش، والعمل الأقرب للنفس الشرقي أداه عازف العود عسكر علي أكبر بمرافقة يفغيني أفرامينكو (بيانو)، وعزف في هذه الأمسية أيضاً كل من الموسيقيين يفغيني لوغينوف (فيولا) وميخائيل كوتشوروف (بيانو) عملاً لسكريابين وبيزيه، وقدم الباريتون فلاديمير مالشينكو رافقته عازفة البيانو ناتاليا كوتشوروفا أغنية من أعمال فيردي وأخرى لبيزيه، ومن ثم عزفت أوليانا غوليكوفا (كمان) وهي العازفة الأولى في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بمرافقة تاتانيا باتيريفا (بيانو) عملاً للمؤلف فرانسيس بولينغ، ليختتم الحفلة ثنائي البيانو تاتانيا باتريفا وناتاليا كوتشوروفا بعمل للمؤلف الكبير رخمانينوف.

وفي اليوم الثاني كان الموعد مع أمسية مشابهة أخرى وبدأها عازف البيانو المخضرم ميخائيل كوتشوروف والعمل كان لشوبان، ومن ثم عازف الترومبيت فلاديمير كراسنوف بمرافقة يفغيني أفرامينكو (بيانو) وعمل لآرتر براير، ومن بعده عزف ديمتري روغوف (كونترباص) بمرافقة تاتانيا باتريفا (بيانو) عملاً موسيقياً لسشيمان، كما قدم عازف البيركشن نيكولاي دولسكي رافقه على البيانو ناتاليا كوتشوروفا من مؤلفات موتزارت، ليأتي دور الفلوت والعازف أوريست سيفيرين حيث عزف لأندرسون وبورنه وبيزيه، ومن ثم شكل كل من مارينا أنيسيموفا (فيولا) وكيريل أنيسيموفا (فيولا) وناتاليا بافايفا (هارب) ثلاثياً موسيقياً في عمل موسيقي لأشيل ديبيس، وانتهت الأمسية برباعي موسيقي شارك فيه أورست سيفيرين (فلوت)، ميخائيل سيروف (كمان)، كيريل أنيسيمفوف (فيولا)، ديمتري روغوف (كونترباص) حيث عزفوا عملاً لهايدن.

هكذا كنا أمام أمسيتين من الأماسي الرائعة التي تشهدها دار الأسد للثقافة والفنون تنوعت فيهما أشكال الآلات وأساليب العزف واختيار الأعمال الموسيقية.

الدكتورة نجاح العطار راعية الحفل
والمهندس بشار العظمة رئيس جمعية صدى يحضران الحفل

وعن هذا التكريم قال الأستاذ بشار العظمة رئيس مجلس إدارة جمعية صدى الثقافية الموسيقية (الجهة المكرمة) لـ «اكتشف سورية»: «المشروع الثقافي الموسيقي السوري يتطور بتسارع لمرحلة النضوج، قائده الراحل صلحي الوادي وضع ورعيله الأول من الأكاديميين الموسيقيين السوريين لبناته الأساسية بدعم ورعاية من وزيرة سابقة للثقافة على قدر كبير من المعرفة والاستنارة والطموح، تؤكد من خلال رعايتها لهذا الحفل التكريمي استمرار دعمها ومتابعتها لتطور المشروع من موقع رسمي و ثقافي أسمى في هذه المرحلة».

وقال أيضاً: «الشريك الأساسي الآخر البالغ الأهمية والمتواضع الظهور في إحداث ما اصطلح على تسميته بالطفرة الموسيقية السورية هي مجموعة الأساتذة والخبراء السوفييت/الروس الذين رفدوا بإخلاص هذا المشروع الموسيقي الهام من خلال تفعيل الاتفاقيات الثقافية مع الاتحاد السوفييتي سابقا وروسيا الاتحادية والدول الصديقة لاحقاً و ذلك باستقدام عدد هام من أفضل أساتذة وموسيقيي روسيا والدول الصديقة والاعتماد عليهم بشكل أساسي، بداية لتعليم الموسيقى بدءاً بالأطفال في المعهد العربي الموسيقي (معهد صلحي الوادي حالياً) وانتهاء بتدريس وتدريب طلاب المعهد العالي الموسيقي.

وأضاف العظمة قائلاً: «ضمت هذه المجموعة التي عملت بتفان وفعالية كبيرة عدداً من خيرة الموسيقيين و فناني الشعب وعملت بإخلاص وتفانٍ على الارتقاء بمستوى التعليم الموسيقي لآفاق جديدة لم يكن بإمكان الأساتذة السوريين تحقيقها لندرتهم وتشتت غالبيتهم في تلك المرحلة في أصقاع العالم (ربما إلى الآن لأسباب ما زال بعضها قائماً، ناهيك عن الصعوبات الإدارية/القانونية للتعاقد بشكل لائق مع السوريين متميزي الكفاءة في هذا المجال). و لتأكيد الهوية الموسيقية العربية تم رفد المعهد العربي الموسيقي ومن ثم المعهد العالي ببعض الخبراء من روسيا والدول الصديقة لتدريس الآلات الشرقية كالعود والقانون، بعد أن أدخل تعليم الموسيقى العربية في مناهج المعهد العالي للموسيقى بشكل مناسب، مكن من الشروع في تطوير قواعد أكاديمية لتعليم الموسيقى العربية وآلاتها».

وأنهى حديثه قائلاً: «يسرنا ويشرفنا في "صدى" تكريم مجموعة الخبراء السوفييت سابقاً والروس والدول الصديقة لاحقاً اعترافاً بفضلهم التراكمي خلال عقود من العمل الدؤوب المخلص في تأهيل جيل متميز من الموسيقيين السوريين الذين أثبتوا وجودهم محلياً وعلى نطاق عالمي، بتنوع موسيقي واسع تتعمق وتتفاعل جذوره باستمرار، فشكرنا لهم من أعماق القلب».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية والمهندس بشار العظمة رئيس جمعية صدى يحضرون حفل تكريم الخبراء الموسيقيين الروس المكرمين لجهودهم الكبيرة في تطوير الموسيقى السورية

الخبراء الموسيقيون الروس المكرمون من قبل السيدة نجاح العطار وبتنظيم من جمعية صدى في دار الأسد للثقافة والفنون يقدمون معزوفاتهم من روائع الموسيقى الكلاسيكية

الخبراء الموسيقيون الروس المكرمون من قبل السيدة نجاح العطار وبتنظيم من جمعية صدى في دار الأسد للثقافة والفنون يقدمون معزوفاتهم من روائع الموسيقى الكلاسيكية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

sadek Pharaon:

Fine and good. If you like I can pass to you my articles about concerts of classical music in Damascus... also in english if you like. Dr. Sadek Pharaon

Syria