فعاليات مهرجان الأغنية الوطنية في دار الأوبرا بدمشق
28 حزيران 2014
أغاني من الذاكرة أشادت بسورية وجيشها الباسل
انطلقت مساء الأربعاء 25 حزيران 2014 فعاليات مهرجان الأغنية الوطنية في المسرح الكبير «الأوبرا» في دار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق، وذلك بحضور الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء، وزير التربية الدكتور هزوان الوز والدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة والدكتورة كندا الشماط وزيرة الشؤون الاجتماعية وعمران الزعبي وزير الإعلام، وعدد من أمناء الأحزاب في الجبهة الوطنية التقدمية، وحشد كبير من الفنانين ومحبي الأغنية الوطنية.
بدأت هذه التظاهرة الكبيرة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء سورية العزيزة، لتعزف بعدها الأوركسترا التي تضمنت ما يقارب مائة موسيقي بقيادة المايسترو أسعد الخوري النشيد الوطني السوري.
ويبدأ الاحتفال مع إطلالة جميلة للفنانة القديرة جيانا عيد حيث تلت قصيدة بأسلوب مونودرامي أشارت فيها إلى الحضارة السورية بدأتها بجملة «مين قال الحجر ما بيحكي». وتضمن البرنامج بين مشاهدها العديد من الفقرات بهذا الشكل قدمها الفنانين لينا حوارنة، محمد خير الجراح، يوسف مقبل، علي صطوف، جسدوا آلاف السنين من الحضارة منذ عهد أبولودور الدمشقي مروراً بجوليا دومنا وزنوبيا تدمر وصولاً إلى عصرنا الراهن.
كما تخللت العديد من لوحات راقصة مرافقة وصرفة قدمتها من فرقة جلنار للمسرح الراقص ومدربها الفنان علي حمدان، كما شارك في المهرجان طلاب مدرسة الباليه بقيادة الفنان محمد شباط، ليعطوا معاً صورة جميلة للرقص التعبيري بأبهى حالاته عبر رقصات تراثية سورية وأخرى معاصرة بنكهة وطنية خالصة.
لم تكن الصورة البصرية غائبة عن هذه التظاهرة الضخمة وذلك من خلال مواد سينمائية تحدث عن كبار الموسيقيين الذين كتبوا ولحنوا للوطن وحرب تشرين التحريرية والجيش السوري الباسل في كل مراحله الدفاعية عن وحدة البلاد واستقلاليته، وعلى رأسهم المونولجيست سلام الأغواني و عيسى أيوب ومعن دندشي وسهيل عرفة و شاكر بريخان ومها الجابري، ومحمد عبدالوهاب والرحابنة والسيدة فيروز وجل من غنى للشام وسورية.
وبدأ الغناء مع أغنية «ياطير سلم عالسورية» أداها مجموعة من الفنانين، هذه الأغنية التي تمر على كل الجغرافية السورية، من القامشلي ومروراً بدير الزور والرقة والساحل والبادية ودمشق انتهاءاً بدرعا والسويداء.
لتغني كورال فرح وقوس قزح الذي جهزه ودربه الموسيقي حسام بريمو، ومن الأغاني التي أداه الكورال «سورية يا عزتنا».
وأدت المغنية ميراي بيطار أغنية «راحت أيام، رجعت أيام»، و بإطلالة جميلة من الفنان إيهاب بلان حيث أدى مقاطع من بعض الأغاني الوطنية لوالده الراحل فهد بلان، كما أدت المغنية ريم مصطفى نصري أغنية «يابلادي عمار»، لتطل علينا المغنية ميس حرب بصوتها الجميل مؤدية مقاطع لأغاني السيدة فيروز التي غنت فيها للشام، ومن أجمل القصائد وأصعبها التي استمعنا إليها في هذا المهرجان كانت «يا عروس المجد» للشاعر عمر أبو ريشة، أدتها المغنية شذا حايك، بصوتها القوي، واستطاعت أن تجذب الحضور بأدائها المنسجم ما بين المساحة الصوتية الواسعة وإحساسها المعتاد، ووقوفها البهي على خشبة المسرح، وكان لوجود الفنانة نور عرق سوسي في هذا المهرجان وقع كبير بأدائها الرائع لأغنية «من قاسيون».
واختتمت فعاليات اليوم الأول من مهرجان الأغنية الوطنية مع الفنان الكبير الياس كرم بأغنية «على طول الأيام» ليشدو بصوته الوديعي «نسبة إلى وديع الصافي» أجمل الجمل الغنائية.
مع اكتشف سورية
حضر «اكتشف سورية» افتتاح المهرجان والتقى بعض المشاركين والمعنيين، حيث قال الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء في تصريح له للإعلام: «إن مهرجان الأغنية الوطنية أعاد إلى الذاكرة كل المآثر القيمة التي يحملها هذا النوع من الغناء بما يعكسه من مخزون ثقافي وفكري عال وما تحمله الأغنية الوطنية من معاني المحبة للوطن والتمسك بالأرض والشهادة والمثل العليا».
وأضاف الدكتور الحلقي: «إن الأغنية الوطنية كانت دائماً في حالة تجدد وعطاء واستنهاض للوجدان وتجسيد القيم والمعاني التي طالما تمسكنا بها على مر التاريخ ولاسيما في هذه المرحلة التي تمر بها سورية التي اثبت فيها الشعب السوري حبه لأرضه وتمسكه بالعادات والتقاليد والعطاء والفداء والتلاحم بين الجيش والوطن».
وختم حديثه قائلاً: «في هذه الظروف التي تعيشها البلاد نشعر أن كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وحتى حناجر المواطنين كانت تتغنى بالأغنية الوطنية».
بينما قال رامز ترجمان مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون «الجهة المنظمة للمهرجان»: «هذا المهرجان يأتي بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة من العدوان الهمجي على سورية وهو عبارة عن سرد تاريخي لبطولات الشعب السوري وخاصة في هذا القرن وهو تأكيد أن الوطنية لا يمكن أن تتغير بتغير الزمان وبتغير العدوان وأشكاله وأدواته».
وأضاف ترجمان: «أن هذا المهرجان جاء ليؤكد أن أجدادنا واجهوا الاحتلال العثماني وانتزعوا الجلاء من الاستعمار الفرنسي الغاصب وخاضوا حرب تشرين التحريرية واليوم أبناؤهم يخوضون معركة العزة والشرف والنصر موضحا أن سورية كما انتصرت في السابق».
وأنهى حديثه قائلاً: «سوف تنتصر سورية قريباً لا محال، وهذا المهرجان هو دلالة على أن إرادة الحياة والعيش لدى الشعب السوري لا يمكن أن تكسر أو أن تهزم وأن الشعب السوري لا يليق به إلا الانتصار وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وسوف تورق ربيعنا نحن، الربيع الأخضر».
وقالت لنا الفنانة ميس حرب: «المهرجان بشكل عام هو غناء للوطن، لأن هذا الشكل الغنائي هو بشكل أو آخر تخدم الوطن في محنته ويرفع من معنويات الناس الذين عانوا من الحرب وعواقبه، وتقف هذه الأغنية جنب إلى جنب في الدفاع عن الوطن واستقلاليته».
بينما قال الفنان إيهاب بلان: «هكذا المهرجان له أهمية كبيرة وخاصة بإعادة الوعي لبعض الناس في حب الوطن والتكاتف معاً، وأتمنى أن تصل رسالتنا اليوم لكل الحضور، وخاصة سورية اليوم تشن عليها أبشع الحروب ومؤامرات كبيرة، ومن هنا تأتي أهمية الأغنية الوطنية. شرف لي أن أشارك في هذا المهرجان».
وأخيراً قالت الفنانة ميراي بيطار: «المهرجان يضم نجوم وقفوا وصمدوا مع الوطن، فعالية اليوم هي احتفالية للوطن، وانشاء الله سنحتفل بالنصر قريباً، كما هي احتفال بمناسبة انتخاب الدكتور بشار الأسد رئيساً للبلاد، وأرى أن صمود سورية بصمود هذا الرجل».
وأنهت بيطار حديثها قائلة: «الشخص الذي يؤدي الأغنية الوطنية يعطي الحب الكامن بداخله لبلده ولشعبه، وتالياً هو دعم للناس الذين وقفوا مع الوطن وحاربوا ضد الإرهاب بشتى الوسائل».
أقيمت هذه التظاهرة برعاية من الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء وبالتعاون بين وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسة العربية للإعلان، ووصل عدد الفنانين المشاركين فيها ما يقارب مائة وخمسين فنانة وفنان.
إدريس مراد
اكتشف سورية
مشاهد من حفل اختتام مهرجان الأغنية الوطنية في دار الأوبرا |
مشاهد من حفل اختتام مهرجان الأغنية الوطنية في دار الأوبرا |
مشاهد من حفل اختتام مهرجان الأغنية الوطنية في دار الأوبرا |