دار الأسد للثقافة والفنون


دار الأسد للثقافة والفنون
لقطة من ساحة الأمويين ويظهر جانب من نصب السيف الدمشقي

صرح ثقافي فني جمالي يتوج قلب دمشق

تتربع دار الأسد للثقافة والفنون في وسط دمشق مضفية على المكان جمالاً يزيد على جماله الأصلي لمسة الأناقة المطعمة بأناقة وجمال الثقافة والفكر والمعرفة، كونها واحداً من بيوتها الشهيرة، وموئلاً للفنانين السوريين وأقرانهم في عرض ما يبدعونه من نتاج جميل.

وقد ولدت دار الأسد للثقافة و الفنون مع صدور المرسوم التشريعي رقم /19/ للعام 2003 الذي ينص على إحداث هيئة عامة باسم «دار الأسد للثقافة و الفنون». والتي أناط بها المرسوم تحقيق المهام التالية:

أ- نشر الثقافة الموسيقية و المسرحية و تطويرها و رفع مستواها و إحياء التراث الشعبي والاجتماعي والفني.

ب- تعريف المجتمع بالفنون العالمية الموسيقية منها والمسرحية وتنمية الذوق الفني لدى الجمهور.

ج- تشجيع حركة الإبداع الوطني فنياً واجتماعياً وثقافياً.

د- النهوض بمستوى الفنون الموسيقية والمسرحية والرقص الفني والمساهمة بنشر هذه الفنون لدى الجمهور السوري وإطلاعه على خير ما أنتج في هذا المضمار.

افتتاح الدار:
تم افتتاح الدار برعاية و حضور السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته، في السابع من أيار عام 2004، بحضور الملك الماليزي يانغ دي برتوان آغونغ الثاني عشر والسيدة عقيلته راجابيرمايوري آغونغ، و عدد من الوزراء وحشد من أعضاء السلك الدبلوماسي والفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.

واستمرت نشاطات افتتاح الدار من 7 أيار و لغاية 3 حزيران 2004، قدمت الدار خلالها عرضاً راقصاً في موقعها العام الخارجي لفرقة إنانا عنوانه «ليلة مرصعة بالنجوم». و تصدر مسرح الأوبرا الفرقة الوطنية للموسيقى العربية مع جوقة الغناء العربي، ثم الفرقة السيمفونية الوطنية مع الكورال الكبير.

ساحة الأمويين ودار الأسد للثقافة والفنون
لقطة من جبل قاسيون

موقع الدار ضمن مدينة دمشق:
تتوضع دار الأسد للثقافة والفنون في الزاوية الجنوبية الشرقية من ساحة الأمويين خلف النصب التذكاري للسيف الدمشقي، مقابل مكتبة الأسد، ومجاورة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومشرفة على نهر بردى، ويتم الدخول إلى إليها عبر بوابتين على شارع شكري القوتلي، الأولى مخصصة للمراسم والجمهور والأخرى مخصصة للمعاهد المسرحية والموسيقية.

الدار من الخارج:
تشكل الدار كتلة معمارية واحدة مع المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للموسيقى ومدرسة الباليه محتضنةً فناءً داخلياً متعدد الوظائف.

طراز الدار المعماري قائم على إدخال العمارة الشرقية الدمشقية القديمة بالعمارة الحديثة، وذلك من خلال توظيف عناصر كثيرة من العمارة العربية توظيفاً معاصراً حديثاً.

وتشتمل الدار على الكتلة المعمارية وما يحيط بها من حدائق وطرقات ومواقف للسيارات ومحطة توليد الكهرباء، إضافة إلى مسرح الهواء الطلق، أما المساحة الطابقية للبناء فتبلغ 37 ألف متر مربع، وتبلغ مساحة الحدائق و الطرقات 23 ألف متر مربع، وهي تضم مواقف تستوعب 240 سيارة.

تطل الدار على المدينة عبر خمس بوابات، اثنتان منها تطلان على شارع شكري القوتلي، الأولى مخصصة للمراسم والأخرى للمعهدين المسرحي والموسيقي، كما يمكن الدخول إلى الدار من شارع الشهيد باسل الأسد عبر ثلاثة مداخل، الأول يفتح على جسر يصل الشارع بمبنى الدار وهو مخصص للشاحنات التي تنقل التجهيزات و الديكورات مباشرة إلى مواقعها المسرحية، والآخر- وهو المدخل الرئيسي للدار- يطل على ساحة الأمويين مباشرة من خلف السيف الدمشقي، وهو مخصص للجمهور والموظفين والإداريين والفرق الزائرة.

البهو الرئيسي

الدار من الداخل:
يستطيع الجمهور والفنانون والموظفون الدخول إلى الدار عبر ثلاث بوابات تتوزع على جهات الدار المختلفة، في كل منها ركن للاستعلامات والاستقبال، عدا عن بوابات الطوارئ وبوابات الخدمات وبوابات المطاعم.

يتألف المبنى من خمسة مناسيب يضم كل منها بهواً ضخماً للاستراحة والاستقبال وندوة ومجموعة من المرافق الخدمية، كما يطل كل منها على عدد من الشرفات. وتتصل المناسيب ببعضها البعض عبر ثلاثة مصاعد رئيسية، ومصعد لكبار الزوار، ومصعد للخدمات، إضافة إلى أربعة مصاعد للموظفين والعاملين.

تزاوج العمارة الداخلية في الدار بين التراث المعماري العربي و فخامة دور الأوبرا الغربية الحديثة، من حيث الإكساء الداخلي وأثاثها الشرقي وتأثيث مكاتبها العصري البسيط.

المدخل الرئيسي

وتحتضن الدار ثلاث قاعات شرف، وصالة للمعارض الفنية، وفيها مطعمان، أحدهما باسم الصالة الخضراء، وهو من طراز مطاعم الخدمة الذاتية و يتسع لـ 230 شخصاً، والثاني وهو المطعم الرئيسي يتألف من طابقين و يتسع لـ 150 شخصاً.

وتضم الدار ثلاث صالات مسرحية هي: صالة الأوبرا وصالة الدراما والصالة متعددة الاستعمالات، و يتبع هذا الصالات قاعات للتمرين و الإحماء وغرف النجوم والمرافق التابعة لهذه الغرف كغرف الماكياج والأزياء وتصفيف الشعر والحمامات.

ولخدمة العروض وتسهيل أمورها، تضم الدار مجموعة من الورشات الفنية و التقنية مثل: ورشة الديكور والنجارة، ورشة الحدادة، ورشة الدهان، ورشة التكنيك وورشة الخياطة. إضافة إلى مجموعة من المستودعات لتخزين الديكور والإكسسوارات والأزياء، إضافة إلى الآلات الموسيقية وأجهزة الإضاءة والصوت.

الصالة الرئيسية (الأوبرا):
وهي صالة فخمة مهيأة لاستيعاب 1135 شخصاً يتوزعون على مدرج وشرفتين وعشرين مقصورة، فالصالة تتألف من 657 مقعداً بالإضافة إلى مدرج احتياطي يتألف من 141 مقعداً. تتألف الشرفة الأولى من 168 مقعداً والثانية من 285 مقعداً، وتضم المقصورات 80 مقعداً.

صالة الأوبرا

تبلغ فتحة الخشبة 15×9 أمتار و يبلغ عمقها الكلي 34 متراً، و هي تضم ثمانية مصاعد أرضية متحركة، اثنان منها مخصصان للأوركسترا، والستة الباقية للديكور المتحرك بكافة أشكاله، ويسمح البرج فوق الخشبة بتخزين حوالي ثمانين مشهداً وفق نظام المشاهد الجاهزة المعلقة، إضافة إلى أربع روافع نقطية. وهذه الخشبة مزودة بجهازي إدارة منصة على يمينها و يسارها. كما تتسع حفرة الأوركسترا لـ 110 عازفاً.

والصالة مجهزة أيضاً بجسور إضاءة أفقية وشاقولية/جانبية، حيث تستوعب لوحة الإضاءة في الصالة حوالي 400 مسلط ضوئي.

وهي مجهزة أيضاً بأجهزة صوتية متطورة وبشاشة عرض سينمائية وجهازي عرض إسقاط فيديو.

ملحق بالصالة عشرون غرفة للفنانين مجهزة بحمامات مياه ساخنة، إضافة إلى توابع هذه الغرف. و يتم دخول الجمهور إلى قاعة الأوبرا عبر مدخلين للصالة و مدخلين للبلكون الأول و مدخلين للبلكون الثاني، و مدخل كبار الضيوف، عدا عن المداخل المخصصة للفنانين و العمال و الموظفين و مداخل الطوارئ و الخدمات.

صالة الدراما:
وهي صالة متوسطة الحجم تحتوي 662 مقعداً، 306 منها تتوضع في الصالة الوسطى و50 مقعداً في الصالة اليمنى و49 مقعداً في الصالة اليسرى و258 في الشرفة.

صالة الدراما

تتميز هذه الصالة بشكل خشبة المسرح فيها حيث تتقدم الخشبة باتجاه الصالة، إضافة إلى المنصتين الجانبيتين المتحركتين، وهذه الخشبة مجهزة بفتحات أرضية متصلة بأنفاق تؤدي إلى الكواليس، وهي مجهزة أيضاً بنظام المشاهد المعلقة المتحركة، وبمصعد خاص بالبيانو، وبجهاز إدارة منصة في الجزء الأيمن من الكواليس، و يتصل بهذه الخشبة كواليس نظامية مكتملة الخدمات.

و الصالة مجهزة بأجهزة صوتية متطورة و بلوحة إضاءة تستوعب 200 مسلطاً ضوئياً.

يتبع للصالة سبع غرف للفنانين مزودة بحمامات مياه ساخنة ودورات مياه.

و يتم دخول الجمهور إلى صالة الدراما عبر بابين رئيسيين للصالة و بابين رئيسيين للبلكون، و هناك أيضاً الأبواب الخدمية و أبواب الموظفين و الفنانين.

الصالة متعددة الاستعمالات:
تتألف من صالة وشرفتين، الأول مخصص للجمهور والثاني تخديمي، وهي تضم 237 مقعداً، فهناك 142 مقعداً في الصالة و95 مقعداً في الشرفة. ويتم دخول الجمهور عبر بوابتين إضافة إلى البوابات المخصصة للفنانين والعاملين والبوابات الخدمية.

الصالة متعددة الاستعمالات

هذه القاعة ذات خشبة على مستوى الأرض، دون وجود لكواليس أو إطار مسرحي، وهي مزودة بجهاز إدارة منصة، وبجهاز عرض سينمائي، وبأجهزة صوتية متطورة، وبلوحة إضاءة تستوعب 130 مسلطاً ضوئياً.

ويتبع للصالة 5 غرف للنجوم وما يلحق بهذه الغرف.

تختلف هذه الصالة عن الصالتين السابقتين بإمكانية تكيفها بسرعة مع الوظيفة المطلوبة منها، حيث تم تركيب المقاعد على عربات قابلة لإعادة توزيعها ميكانيكياً مما يسمح بإعادة تشكيل الصالة لتتلاءم مع النشاطات المختلفة.

و تستخدم هذه الصالة للنشاطات المختلفة والمسرحيات الصغيرة وعروض المسرح التجريبي والحفلات الموسيقية الصغيرة والعروض السينمائية والمحاضرات.

أبهاء الدخول والاستقبال:
ترتبط الصالات بأبهاء مشتركة للدخول والاستقبال عبر مناسيبها المختلفة بحيث يمكن الوصول عبرها إلى الصالات الثلاث ومن مختلف المناسيب، وتتيح المرافق المتوفرة فيها للجمهور خدمات متكاملة بدءاً من الاستقبال مع استلام المعاطف وكوى قطع التذاكر والاستعلامات، ثم مكتبة تضم مجموعة من الكتب حول المسرح والموسيقى والفنون المختلفة، وصولاً إلى مركز بيع الهدايا والتذكارات ثم المشارب والاستراحات. كما يوجد ركن مخصص لإقامة المعارض الفنية.

وقد تم تخصيص ممر خاص للمعاقين يسمح بالوصول لمنطقة المصاعد ومنها لمختلف الصالات.

ويتوفر في هذه الأبهاء مطعم مجهز بأحدث التجهيزات يعمل بشكل متواصل خلال وخارج أوقات العروض مما يعطي المنشأة حيوية دائمة.

وهناك الصالة الخضراء، وهي صالة جميلة مهيأة لتقديم الوجبات الخفيفة ولإقامة الحفلات والاستقبالات.

مقتنيات الدار الفنية:
تعرض دار الأسد للثقافة والفنون مجموعة من الأعمال الفنية التشكيلية الهامة في أبهائها و مكاتبها، إضافة إلى مجموعة من المنحوتات للفنانين التالية أسماؤهم بحسب توزع أعمالهم في الدار:

أكثم عبد الحميد، محمد بعجانو، صادق الحسن، إياد بلال، ومصطفى علي.

كما تضم الدار مجموعة من اللوحات لفنانين سوريين نذكر منهم:

خالد المز، حمود شنتوت، أحمد معلا، هالة الفيصل، منصور حناوي، علي الخالد، نبيل رزوق، أسماء فيومي، عبد الله مراد، خزيمة علواني، فؤاد دحدوح، غسان السباعي، أسعد عرابي، سليم شاهين، سعيد طه، عبد السلام عبد الله، زهير حسيب، موفق مخول، إدوار شهدا، محمد غنوم، سعد يكن، طلال العبد الله، عبد الكريم فرج، باسم دحدوح، مازن غانم، عصام درويش، أحمد إبراهيم، علي مقوص، ليلى نصير،نزار صابور، كرم معتوق، نذير إسماعيل، حسان أبو عياش، وأسعد فرزات.

بالإضافة إلى صالة للمعارض الفنية مهيأة لاستضافة معارض فنية.

يهو الدار

النشاطات التي استضافتها دار الأسد للثقافة والفنون:
وقد استضافت الدار بدءاً من افتتاحها وحتى نهاية العام 2008، 21 معرضاً للفن التشكيلي، إضافة إلى المعرض الدائم الموجود في أبهاء الدار وعلى جدرانها الداخلية لمقتنيات الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون من الأعمال الفنية (لوحات فن تشكيلي، وأعمال نحت ...الخ).

كما عرضت صالاتها ما يزيد عن 400 عرض، من مسرح ورقص وموسيقى وغناء بينها 216 حفلة لفنانين سوريين، و60 حفلة لفنانين عرب، و134 حفلة لفنانين أجانب. وبلغ عدد حفلات الموسيقى والغناء الشرقي خلال الأعوام 2004-2008، 82 حفلة. حيث تم تقديم 74 عرض مسرحي، و58 عرض مسرحي راقص، و42 حفلة للعزف المنفرد، و138 حفلة للموسيقى الأوركسترالية وموسيقى الحجرة، و92 حفلة غناء.

ولم تخل الدار من العروض السينمائية والأمسيات الفكرية والأدبية، حيث استضافت 16 مهرجاناً سينمائياً، ناهيك عن العروض السينمائية، عرضت فيه ما مجموعه 382 فيلماً. كما استضافت 24 ندوة ومؤتمراً ومحاضرة.

أهم عروض الدار:
وقد استقبلت دار الأسد للثقافة والفنون بين جنباتها العديد من كبار الفنانين والمسرحيين والراقصين والموسيقيين والمفكرين، في مهرجان مستمر ودائم للثقافة والإبداع، كان من أهمهم محلياً: الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة الفنان ميساك باغبودريان، وفرقة إنانا للمسرح الراقص، والمايسترو السوري نوري الرحيباني، وعازف البيانو السوري غزوان الزركلي، والمايسترو السوري نوري اسكندر، بالإضافة للعديد من الفرق الغنائية السورية المختصة بالغناء الشرقي الأصيل، بالإضافة إلى عدد كبير من الفرق العربية والأجنبية وكبار الفنانين الذين قدموا في صالاتها أجمل إبداعاتهم.


اكتشف سورية