نوري اسكندر

نحن الأبناء الشرعيين لموسيقانا السورية
نوري اسكندر يخوض المؤلف الموسيقي نوري اسكندر منذ عام 1964 وحتى الآن في تجارب موسيقية من أجل تطويع المقامات والأجناس بمرونة وأصالة ضمن حركة حوارية ديناميكية، لخلق حوار موسيقي وفكري في آن واحد ولخلق موسيقا جديدة مستمدة من التراث السوري والعربي وبلغة موسيقية محلية، مستفيداً من المعطيات الايجابية في الموسيقا العالمية في علوم الهارموني والصيغ المفتوحة. كما اشتهر باشتغاله على الموسيقا السورية وبحثه عن جذورها وجمعها ونقلها من تراث شفوي معرض للضياع، إلى مدونات يمكن أن تعطي فكرة واضحة عن التطورات التي مرت فيها في مختلف العصور.

وبذلك يعتبر أكثر الباحثين والمؤلفين الموسيقيين السوريين اهتماماً بتوثيق الموسيقى السورية القديمة ولاسيما السريانية (الكنسية أو المدنية) التي تعود لكل من مدرسة الرها "أورفا" ومدرسة دير الزعفران، حيث قام بجمعها ضمن كتابين وفق نظام الكتابة الموسيقية الحديثة "التنويط"، وله أعمال هامة بدا فيها شغوفاً بتحقيق تداخل الأجناس والعلاقة بين المقامات الشرقية والغربية.


"التراث الموسيقي السوري هو حصيلة مجموعة ألحان فولكلورية شعبية وأصيلة ومعبرة عن روح الشعب وأفراحه ومعاناته".

وبرأيه، فإن أبرز مميزات هذه الموسيقا الأصيلة هي:
- بناؤها على أساس الأجناس الشرقية (تتراكورد) مثل جنس الراست، البياتي، السيكاه، الحجاز، الصبا... إلخ
- تراكيبها الايقاعية بسيطة ومركبة ومتميزة، بعضها خاضع للوزن الشعري للنص وبعضها مخالف
- تراكيبها اللحنية مؤلفة من خلايا وجمل موسيقية خاصة، حيث لا نجد أمثالها إلا في الموسيقا الشعبية حالياً في العراق وسورية ولبنان والأردن وفلسطين


"تعتبر الموسيقا السريانية مرجعية هامة للموسيقا السورية ذات الشخصية المتميزة وهي تتألف من قسم من الألحان القديمة، التي كانت تغنى في المعابد قبل المسيحية، والقسم الآخر هو من الألحان الشعبية، وقسم من تأليف وإبداع أناس آخرين يحبون الموسيقا، منهم الفخارون الذين لعبوا منذ القديم دوراً متميزاً في الموسيقا. إضافة إلى ذلك هناك تأثيرات أخرى للألحان اليونانية حيث تتجاوز خمسين لحناً جاءت من جزيرة قبرص وكريت في القرن السابع والثامن وقام بترجمتها يوحنا الدمشقي ثم ترجمت إلى السريانية وتم غناؤها. مجموعة التراتيل هذه، ورغم اسمها الديني، هي ألحان شعبية تعود إلى ما قبل المسيحية حيث يمكننا القول إنها تشكل مرجعية الموسيقا السورية".

مؤخراً، وفي حفل موسيقي موازٍ لفعاليات "دمشق، عاصمة الثقافة العربية 2008"، قامت دار الأوس للنشر بإصدار الألبومين الجديدين للموسيقي السوري الكبير، هما "رؤية" و"تجليّات".


رؤية: Vision
يضم هذا القرص عملين هامين هما كونشرتو العود وكونشرتو الكمان الجهير (التشيلّو Cello)، مع أوركسترا حجرة الوتريات في المعهد العالي للموسيقا، قادها في كونشرتو العود المايسترو ميساك باغبادوريان، وفي كونشرتو الكمان الجهير نوري اسكندر بنفسه.

العملان هما خلاصة تجارب نوري اسكندر، في تعدد الأصوات (البوليفونية Polyphony) والتوافق أو الانسجام (الهارمونية Harmony) على بعض المقامات الشرق-عربية، وأيضا في علاقة أبعاد الأجناس "المسافات الصوتية" في المقامات ببعضها، لاسيما ما يتعلق منها بأرباع الصوت التقريبية.


تجليّات: Revelations
يعتبر هذا العمل من الأعمال الجادة الجديرة بالتأمل، والذي يجب على المستمع أن يتعايش معه ليكتشف منابع السحر والجمال والحداثة، وليكتشف أيضاً أنه خرج عن المألوف الذي اعتدناه في موسيقانا العربية، إلى جديد نحتاجه وننسى به ما عفا عليه الدهر تأليفاً وعزفاً وغناءً، وهذا يتطلب كما فعل نوري اسكندر توظيف الطاقات الآلية والصوتية توظيفاً مثالياً كي تخدم العمل الموسيقي فكرياً تأملياً كان أو طرباً شعبياً.

في هذا العمل، نجد أنه دمج الأصالة الشرقية بروح الموسيقى الغربية برؤية عربية خالصة هادفاً من وراء لغته الموسيقية التي يتقن، الوصول إلى المحبة بين الناس، ونجد أيضا إنه اختار آلات بعينها بعد أن درسها دراسة موضوعية فيما إذا كانت تخدمه أم لا، لأن دراسة الآلات الموسيقية وقدراتها وإمكانياتها فن قائم بذاته، ومن أولويات أي عمل موسيقي. فليست أية آلة موسيقية وطاقتها تفرض على المؤلف والملحن الآلة التي يريد أن يعبر من خلالها عن المضمون.


من مؤلفاته المطبوعة:
بيت كازو، الألحان السريانية الرهاوية، الصادر عن دار ماردين، حلب سورية، في 746 صفحة من القطع 17×24سم
بيت كازو، الألحان السريانية بالنوطة، الصادر عن دار ماردين، حلب سورية، في 592 صفحة من القطع 17×24سم


نوري اسكندر في سطور




















































مواليد حلب،
1938

1964
حصل على ليسانس في التربية الموسيقية بالقاهرة

1964-1989
درّس مادة التربية الموسيقية في إعداديات حلب ودور معلميها وبهذه الفترة قام بتجارب موسيقية غنائية آلية على المقامات الشرقية-العربية، البوليفوني، الهارموني، وفي تداخل الأجناس وعلاقات المسافات الموسيقية ذات الأرباع

1986-1989
من هذه التجارب "الثلاثي الوتري":
كونشرتو لآلة العود مع أوركسترا الحجرة
كونشرتو لآلة التشيللو مع أوركسترا الحجرة
تأليف وتلحين قصيدة خطامة للكورال وأوركسترا الحجرة للشاعر حسين حمزة

1989
مجموعة حفلات موسيقية في السويد

1990
مشروع مشترك مع الجالية السورية في السويد، في تسجيل ألحان الموسيقا السريانية

1995
إعداد "حوار المحبة"

2002
تأليف موسيقى للمسرحية اليونانية "باخوسيات Bacches"، لمؤلفها اليوناني يوريبيدس عام 400 سنة قبل الميلاد. وتم تقديم هذه المسرحية الغنائية بالاشتراك مع الفرقة المسرحية الهولندية Z. T. Hollandia، في مهرجانات صيف عام 2002 في بروكسل، فيينا، كولن، أثينا، وأمستردام

1986-2003
جمع الألحان السريانية من مدرسة الرها (أورفا) ومدرسة دير الزعفران ضمن كتابين، وقام بكتابتها وفق نظام الكتابة الموسيقية الحديثة "التنويط".

1996-2002
مديراً للمعهد العربي للموسيقى بحلب

2003
تأليف "الآهات"

2007
تأليف "يا واهب الحب" مدخل إلى الصوفية، الكلمات للفنان التشكيلي ياسر حمّود


نوري اسكندر


المراجع:
1. لقاءات مباشرة مع السيد نوري اسكندر
2. صحيفة تشرين، 7 شباط 2008
3. أرشيف مجلة حويودو