أعمال الموسيقي السوري سعيد يوسف في دار الأسد للثقافة والفنون

23 أيلول 2013

رحلة ممتعة بين المقامات الموسيقية الشرقية

الحديث عن عازف البزق السوري الكبير سعيد يوسف يجرك إلى عوالم متعددة من الموسيقا. فرغم أن آلة البزق التي رافقته طوال ما يقارب الخمسين عاماً مرت، هي آلة موسيقية شرقية بحتة بل محصورة ببعض مناطق شرقنا، وفي مناطق أخرى تستخدمها القليل من الفرق والموسيقيين كتجربة الرحابنة مثلاً، ولكن يمكن القول بأن يوسف أوصلها إلى كل بقاع الأرض عبر مسيرته الفنية وعزف عليها على مسارح أوربا وأمريكا وأفريقيا، ناهيك عن أسلوبه الفريد في العزف والتلحين الذي لا يشبه أحد، لا ممن سبقه ولا من نجده على الساحة اليوم، مكوناً لنفسه مدرسة خاصة بات ينهجها أغلب عازفي البزق.

والموسيقا الآلية (الصرفة) جانب آخر من مسيرة يوسف الفنية، ومنها ما قدم في الحفلة التي أقامتها دار الأسد للثقافة والفنون مساء أمس الثلاثاء 17 أيلول 2013، بعد أن وزعتها أوركسترالياً، مجموعة من أميّز الموسيقيين السوريين الشرقيين وهم جوان قره جولي، كمال سكيكر، نزيه أسعد، وقادها الموسيقي السوري نزيه أسعد، لتكون أول حفلة شرقية مخصصة للموسيقا الآلية بدون غناء ولمؤلف واحد، فكانت رحلة ممتعة بين رحاب المقامات الشرقية الملونة، والتنقل البارع الذي يجيده هذا المؤلف بين مقام وآخر، وليبرهن لجمهوره أنه بارع في التأليف أيضاً وليس في العزف على البزق وحسب.

تنوعت عناوين المقطوعات وأسلوب توزيعها، حيث بدأت المجموعة الموسيقية المؤلفة من ثلاثين عازف وعازفة بآلاتهم الموسيقية المختلفة والتي تم جمعها من قبل الموسيقي نزيه أسعد خصيصاً لهذه الحفلة بمقطوعة بعنوان حلقة شعبية، توزيع نزيه أسعد، ومن ثم تتالت المقطوعات حيث أدت المجموعة من توزيع أسعد أيضاً المقطوعات (حبور، بشرى، كل العلامات، خواطر) ومن توزيع جوان قره جولي أدت (فتنة، فكرة، شراعي، ظلال)، أما من توزيع كمال سكيكر، استمعنا إلى (حنيني، زيارة، سلام، شي من البيات).

في نهاية الحفل التقى اكتشف سورية بالموسيقي نزيه أسعد ليتحدث لنا عن هذه الفعالية. وبدأ بالحديث قائلاً: «سعيد يوسف، موسيقي سوري يستحق التكريم بكل ما تعنيه الكلمة من المعنى، فهذا الرجل له دور كبير في نشر الموسيقا السورية الملونة على مسارح العالم، ويعتبر قامة موسيقية كبيرة، وخرج من عباءة المحلية بعكس كل موسيقيي منطقة الجزيرة، وحاول أن يشتغل على إيصال فسيفساء الموسيقا في الجزيرة السورية إلى الداخل ومن ثم إلى العالم، وهذه الحفلة هي بمثابة احترام وتكريم لهذه القامة الموسيقية».

وأضاف قائلاً: «أما بالنسبة لهيكلية الحفل وما تضمنه من القطع الموسيقية الآلية (الصرفة) هي ليس إلا فتح باب آخر لأسلوب جديد أتمنى أن يترسخ على مسارحنا وبين موسيقيينا، وتكون هناك حفلات قادمة للموسيقا الآلية، فوحدها من ستوصل موسيقانا إلى العالمية، لأن الكلام ربما يكون حاجز بيننا وبين الآخر، وأقصد بالكلام الموسيقا المغناة».

وأنهى حديثه قائلاً: «أتمنى أن نكون قد نجحنا بإيصال ما أراده الأستاذ سعيد يوسف أن يقوله عبر مقطوعاته الجميلة».

يشار أن سعيد يوسف هو أول من أدخل آلة البزق إلى منطقة القامشلي، حيث شكل لنفسه أسلوباً خاصاً بالعزف مستنداً إلى خليط موسيقي بين الكردي والعربي والفارسي والتركي، وقد أصبحت معزوفاته وأغانيه اليوم من تراث الموسيقا السورية.

غنى كلماته وألحانه العديد من الفنانين، ومنهم شفان برور، شيرين، كليستان، سميرة توفيق..، والفرنسي جوني أوبير، والتركي علي شان وغيرهم، أحيا سعيد يوسف العشرات من الحفلات في العديد من البلدان العربية والأوروبية والإفريقية، ونال العديد من الجوائز العالمية وأهمها طابع تذكاري عليه صورته من إحدى الجمعيات السويسرية، كما سجلت له منظمة اليونسكو أسطوانة ذهبية أواسط السبعينات عندما قام هو وعازف العود العراقي منير بشير بعدد من الحفلات في الدول الأوروبية.

أما الموسيقي نزيه أسعد فقد درس في المعهد العالي للموسيقا بدمشق وتخرج منه عام 2000 اختصاص آلتي العود والكونترباص. مؤلف للموسيقا لعدد من الأعمال التلفزيونية الدرامية والوثائقية والبرامجية منها الجمر والجمار، حكاية أم، فيلم الجولان في عيونهم وغيرها.. إضافة لبعض الأعمال المسرحية الغنائية وأعمال الفنون الشعبية لفرق أمية، جلنار، المهرة، الرقة للفنون الشعبية، فرقة أجيال، ومن هذه الأعمال سحر الشرق، بانوراما الدلعونة، القطن، الجاهة، المجاوز، أبواب المجد، شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات الموسيقية المحلية والعربية والدولية.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

أعمال الموسيقي السوري سعيد يوسف في دار الأسد للثقافة والفنون

أعمال الموسيقي السوري سعيد يوسف في دار الأسد للثقافة والفنون

أعمال الموسيقي السوري سعيد يوسف في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق