أسبوع السينما الإيرانية «سينما المقاومة» في دار الأوبرا بدمشق

09 كانون الثاني 2015

.

بحضور رسمي وجماهيري افتتح أمس في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق أسبوع السينما الإيرانية «سينما المقاومة»، مع فيلم «أيام الحياة» انتاج 2014 للمخرج مصطفى الشيخ طاري، يروي الفيلم منعطفاً من حياة زوجين يعملان في مشفى ميداني جنوب ايران خلال فترة الحرب الايرانية العراقية بين عامي 1980 – 1988، ومع انتهاء الحرب واعلان وقف اطلاق النار تأخذ حياتهما منحى جديد.

يؤدي الادوار في الفيلم نخبة من نجوم السينما في مقدمتهم حميد فرّخ نجاد وهنكامة قاضياني وكريم اكبري مباركة وكوروش سليماني، وللمخرج الفيلم «شيخ طاري» اسمه البارز في الساحة السينمائية الايرانية وله تجربة إخراجية مميزة أهمها «صياد السبت، كتاب من السماء، ديناصور، خلف ستار الضباب..».


الفيلم الإيراني أيام الحياة


وفي تصريح له لاكتشف سورية قال الاستاذ عصام خليل وزير الثقافة: «أي تعاون بين الجانبين السوري والإيراني له أهمية، وهذا التعاون له أهمية خاصة لأنه يكرس ثقافة المقاومة ثقافة المواجهة، وكلنا يعلم بأن ما تعانيه سورية سببه الأساسي هو خيارتها السياسية وموقفها من المقاومة، ولولا موقف السوري الحاضن للمقاومة والمساند لها لما شننت هذه الحرب العدوانية الهمجية ضدها».

وأضاف: «عندما نعمل على تعزيز ثقافة المقاومة، نعمل على خلق أجيال قادمة ننقل اليها تجربتا بواسطة الفن الذي يمثل ذاكرة الشعوب، ننقل اليها الحالة التي مثلتها سورية كصلابة وكموقف في وجه هذه الهجمة الشرسة والتي يعبر عنه بأشرف وأصدق وأنبل تعبير الجيش العربي السوري البطل المشبع بروح المقاومة وروح الاستشهاد وثقافة المواجهة ولذلك ينجز يومياً ما نراه من الملاحم الذي يفخر بها الشعب السوري».

وقال أيضاً: «بالتأكيد أن الآداب بشكل عام والسينما خاصة، تمثل ذاكرة جمعية تنقل خلاصة وفكر المجتمعات إلى الأجيال القادمة، فعندما نمسك الزمن ونثبت لحظة معينة بمشهد سينمائي ونحول إلى الاجيال القادمة هذه اللحظة المثقلة بالفكر والحس التي تعيشها الاجيال بنبض وجدانها، وتالياً تستطيع من خلالها أن تعبر في المراحل اللاحقة وتعيد نتاج الذهنية تمكنها باستمرار اتخاذ الموقف السياسي السليم والصحيح».

وأنهى وزير الثقافي حديثه قائلاً: «الموقف الوطني دائما يرتكز على المعتقدات التي اكبر مستلزماته هي الحالة الفنية التي تعبر عنها السينما لذلك نعتقد أن السينما بشكل عام لها دور بالغ الأهمية في تعزيز ثقافة المقاومة وفي رفد الاجيال القادمة بخلاصات وتجارب من سبقوهم».

أنور حبيبي الملحق الثقافي رئيس المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في سورية قال: «في إطار تطوير علاقاتنا الثقافية بين البلدين حددنا موعداً لإقامة اسبوع افلام المقاومة وبالتنسيق مع المؤسسة العامة للسينما».

وقال أيضاً: «إن الهدف من عرض هذه الافلام هو بث ثقافة المقاومة بين الشعوب وخصوصاً في تلك الظروف التي تمر بها سورية الحبيبة، ولاسيما أن الجمهورية الايرانية لديها باع طويل في انتاج افلام حول المقاومة العدو في أي مكان وخاصة في منطقتنا وضد عدونا المشترك وهو الكيان الصهيوني».


الفيلم الإيراني أيام الحياة


وأضاف: «خلال السنوات التي تلت انتصار الثورة الايرانية، دعمت الثورة السينما لإنتاج افلام المقاومة وهذه الأفلام لها مكانة خاصة في ايران، وحالياً بعد مرور 36 عاما من انتصار الثورة الاسلامية، لدينا مخرجين حتى من جيل الشباب الذي يعمل في مجال الانتاج افلام المقاومة التي من خلالها يتم إيصال رسالة تكمن في اهمية ثقافة المقاومة إلى العالم».

وأنهى حبيبي حديثه قائلاً: «في بلدنا ايران انتاج كبير من الافلام، وخاصة الافلام التي تجسد مواضيع المقاومة وخلال هذه الايام نعرض أحدثها، ونأمل من خلال هذه الفعالية أن نطور علاقتنا مع الصديقة سورية في مجال انتاج سينمائي مشترك، طبعاً في السنين الماضية كان لدينا انتاج مشترك مثل فيلم المتبقي وافلام اخرى خاصة مع الفنانين والمخرجين السوريين ونأمل من هذه الفعالية أن تطور هذه العلاقات وهذه التبادل الفني والثقافي».

الأستاذ محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما قال: «قبل عقدين من الزمن حدثت تجربة ابداعية مهمة فقد التقت المواهب السينمائية من البلدين لتصنع فيلماً عن القضية الفلسطينية.‏ و أن هذا الاسبوع هو خطوة هامة وجديدة في طريق هذا التعاون الثقافي بين شعبين تربطهما طموحات وآمال وهموم مشتركة».‏

وأنهى حديثه قائلاً: «أن الأفلام التي ستعرض خلال الأسبوع هي مثال ممتاز على النبل والإتقان والدقة في تصوير الواقع وجمال الفن وهذا ما ميز السينما الإيرانية، وحقق لها نجاحات عالمية ومكنها أن تزاحم أعرق مؤسسات السينما في العالم».

الاستاذ منعم السعيدي كاتب ومنتج سينمائي قال لنا: «أهمية هذه التظاهرة تكمن انه هناك مأساة انسانية موجودة مطروحة بالساحات المختلفة من حياة الناس سواء كان في سورية تحت ظل الازمة أو في ايران تحت ظل الحروب أو في أي مكان ثاني، وبالتالي أفلام المقاومة تروي حكايات انسانية من باب سرد الكاتب والمخرج لتجسيد بعض اللحظات الخاصة بإنسانية الانسان من خلال ظروف الحرب وظروف الازمات».

وأضاف: «كثيراً يرون أن لولا سينما المقاومة لما كانت هناك جيوش لذلك يجب على الانسان حتى وهو في الرخاء والسلام أن يهتم بأفلام المقاومة حتى يستعد لأي مكروه قد يحدث في مجتمعه ووطنه وعليه أن يدافع عن وطنه ومن خلال تجارب عاشتها بعض الناس الآخرين بظروف مختلف».


مشهد من الفيلم الإيراني أيام الحياة


وأنهى حديثه قائلاً: «أعتقد أن السينما الإيرانية وصلت إلى تجربة ممتازة جداً لأنها ركزت على هموم الانسان من خلال ظروف قاسية جداُ، الحربية والظروف الازمات، وبالتالي أعتقد أن أي عمل مقاوم يجب أن يجسد اللحمة الوطنية والعلاقة الانسان بالإنسان وخلال رواية شيقة تكون مثيرة للمتلقي».

ومن جانبه قال الاستاذ غسان كلاس: «لاشك بأن السينما الايرانية يشهد لها بأدائها المتميز ونوعية انتاجاتها سواء في مجال الموضوع أو في مجال الاخراج أو في مجال الإكسسوار، والأهم من كل ذلك هو الموضوع، فقد اهتمت الجمهورية الاسلامية الايرانية بالموضوع الذي يضمن ويحافظ على حقوق الشعوب ومقدراتها وطموحاتها وآمالها ومكتسباتها، ولذلك اكتسب موضوع المقاومة بأهمية خاصة لدى ايران بأطيافها الثقافية والفكرية والاعلامية».

وأنهى كلاس حديثه قائلاً: «يأتي هذا المهرجان، مهرجان سينما المقاومة كواحد من المهرجانات الدورية المقامة في أيران والمتعددة والمتنوعة والتي غالباً ما تجوب عواصم العالم، معظم الدول العالم تشارك هذه المهرجات، عندما حضرنا مهرجان سينما المقاومة في طهران شهدنا الكثير من الافلام النوعية من سورية ولبنان ومكسيك وايران ايضاً، وهناك بعض الفعاليات في دول أوربة بعضها تقدم نتاجات سينمائية رائعة ومتميزة يشار لها بالبنان».

يستمر مهرجان سينما المقاومة حتى الخميس 8 كانون الثاني الجاري حيث يعرض ستة أفلام سينمائية ايرانية حديثة.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

لقطات من الفيلم الإيراني أيام الحياة

لقطات من الفيلم الإيراني أيام الحياة

لقطات من الفيلم الإيراني أيام الحياة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق