وزارة الثقافة وبإشراف الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل.. ورشة عمل واعدة.. «كيف نرسم كتاباً للأطفال» في صالة الرواق بدمشق

30 تشرين الثاني 2016

.

تحت عنوان «كيف نرسم كتاباً للأطفال» أقامت وزارة الثقافة ورشة عمل تخصصية في رسوم كتب الأطفال لمجموعة من الفنانين الشباب بإشراف الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل استمرت على مدى عشرة أيام من 21 ولغاية 30 تشرين الثاني في صالة الرواق العربي بدمشق.

الورشة مهمتها التعريف بفنون كتب الأطفال وإطلاع الفنانين المشاركين على آخر المستجدات في هذا الفن على مستوى العالم ونقل الخبرات المتراكمة وتجنب العثرات التي قد تصادفهم.

وفي لقاء لـ «اكتشف سورية» مع التشكيلية لجينة الأصيل قالت: «إنه المشروع الذي أعمل عليه منذ خمسة عشر عاماً وهو اللوحة في الكتاب القصصي المتعلق بالطفل أي الرسم التوضيحي الذي يعبر عن النص بوضوح وأمانة حيث يقف الفنان فيها على الحياد مهمته توضيح فكرة الكاتب.. اليوم نشهد تطوراً كبيراً وسريعاً فيما يخص كتب الأطفال، وللأسف لم نواكب هذا التطور في منطقتنا العربية إلا في بعض البلدان ولكنه مع ذلك بقي محدوداً، والملفت أن الفنان لدينا مازال غير منفتحاً على هذه الثقافة لندرة المعارض المشتركة أو إقامة الملتقيات وورش العمل لتبادل الخبرات مع من سبقنا في هذا المجال».



وعن أهمية هذا الفن قالت: «ولأن الطفولة في مفهوم كل الأمم يعني المستقبل خاصة في ظل هذا التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات، من هنا حَتّم علينا الاهتمام في الأداة التي ينهل منها الطفل معرفته وهي الكتاب، لذلك تطور هذا الفن إلى درجة حمل معه هوية الرسام بالإضافة إلى أسلوب الكاتب، فإبداع الفنان يجب أن يوازي براعة الراوي لأهميته في تحريض مخيلة الطفل التي تلعب دوراً رئيساً في تكوين المستقبل الذي سوف يخطه لنفسه، فالإبداع لا يمكن عزله عن الخيال».



وتابعت التشكيلية لجينة: «إن تواجد لوحة في كتاب الطفل لم يعد يقتصر على توضيح الفكرة كما كان سابقاً بل أصبح مهمتها نقل الطفل إلى عوالم أخرى تُحرض مخيلته وتدعم ثقته بنفسه.. لذلك من المهم جداً أن يكون الرسام من نفس بيئة الطفل ليعزز انتماءه لمحيطه ويربطه بجذوره، أضف إلى أن تنوع التقنيات المستخدمة في اللوحات وتنقلها ما بين المدارس التعبيرية والسريالية وغيرها يرفع من الذائقة الفنية للطفل».



وأعربت التشكيلية لجينة الأصيل عن تقديرها لوزارة الثقافة في إقامة ورشة العمل هذه، وتأمين أماكن الإقامة للفنانين المشاركين القادمين من محافظات عدة، كما نوهت إلى أن بعض دور النشر تهتم فقط بالجانب المادي على حساب القيمة الفنية للأعمال المراد طباعتها للكتاب وعدم امتلاكها رؤية ثقافية واضحة حيث قالت: «من هنا تأتي أهمية هذه الورشة في تثقيف الرسامين وتطوير خبراتهم حتى تصبح لهم القدرة على رفض إملاءات دور النشر في التقليل من القيمة الفنية للرسومات أو تقليد رسومات لشخصيات مشهورة لا تمت لواقعنا بصلة أو خفض كلفة طباعتها».



السيدة عدوية ديوب مديرة أول مكتبة أطفال تفاعلية في سورية قالت عن مشاركتها: «بسبب شح الإصدارات في مضمار فنون كتب الأطفال واليافعين يأتي احتضان هذه الورشة تحت إشراف السيدة لجينة الأصيل للاستفادة من خبراتهم داخل سورية حيث أن معظمهم يعملون لدور نشر خارج البلاد». وأضافت: «إن لم شمل هذه المجموعة من التشكيليين العاملين في مجال رسومات الأطفال، وقدومهم من مناطق مختلفة في ظل الأزمة التي نعيشها يُعتبر تحدياً في حد ذاته بالإضافة لكونه تواصلاً فكرياً وثقافياً وفنياً يعود بالمنفعة على جميع المشاركين، وهذه قيمة مضافة تُحتسب لهذه المبادرة، ولا ننسى الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل التي أضفت بحضورهاً اللطيف بزخم فني ووجداني انعكس إيجاباً على سوية الأعمال المنتجة».



وعن مشاركة التشكيلية غادة حداد من مدينة حلب قالت: «إن قيام الأستاذة لجينة الأصيل الغنية عن التعريف بالإشراف على المبادرة يُضفي عليها أهمية خاصة في معايشة خبراتها العريقة في مجال فنون كتب الأطفال.. وبحكم إدارتي لمرسم خاص يقوم على تعليم الأطفال الرسم والمهارات اليدوية، جاءت الورشة فرصة مناسبة للغوص وفهم عوالم الطفل عن طريق الرسم.. لا أنكر أن الدخول إلى هذا العالم يُضفي رهبةً ما في بدايته، إلا أن التجربة تستحق الخوض فيها فعالم الطفل فيه الكثير من الحرية والعفوية لا يستند لمنطق الكبار».



التشكيلية مي أبو جيب قالت: «إن لقاء فنانين يحملون نفس الاهتمام والتفاعل فيما بينهم يغني الذاكرة البصرية لكل منا والشيء الأهم الذي تعلمناه من ورشتنا هو التفكير خارج الصندوق أي إطلاق العنان لمخيلتنا والتحرر من عبودية التكنولوجيا التي فقدنا معها متعة التعامل مع الريشة والألوان».



التشكيلية لما البيطار تعمل لدور نشر مختلفة قالت: «استفدت من الورشة من خلال تغيير النمط الذي كنت أعمل عليه سابقاً وتعرفنا على أساليب جديدة ومبتكرة على يد الفنانة الخبيرة لجينة الأصيل التي علمتني الرسم بحرية وعفوية.. من المهم استمرارية إقامة ورش العمل والملتقيات لرفع سوية الأعمال الفنية المتعلقة بفنون كتب الأطفال».



أسامة الهامش طالب في كلية الاقتصاد خريج معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية: «اتبع الأسلوب الانطباعي في أعمالي وأشارك بورشة اليوم لاكتساب الخبرة في مجال رسوم الأطفال للاستفادة منها في مشروع خاص بي.. تعلمت اليوم التفكير بطريقة مختلفة من ناحية استخدام الألوان أو المواد ضمن مواضيع تتعلق بالشهادة والأزمة التي نعايشها مع التركيز على الأمل القادم».



يذكر أن وزارة الثقافة تقوم بالتحضير لإقامة معرض لكل الأعمال التي تم تنفيذها في هذه الورشة مع طباعة كتيب تعريفي بالفنانين المشاركين. المعرض سيتم الإعلان عن إقامته في وقت لاحق.

- - - -
التشكيلية الرائدة بمجال رسوم الأطفال لجينة الأصيل :

من مواليد دمشق (1946) ، حازت على بكالوريوس في الاتصالات البصرية والعمارة الداخلية -كلية الفنون الجميلة - جامعة دمشق عام 1969. شغلت منصب رئيس قسم التصميم الفني- المؤسسة العربية للإعلان. تشغل منذ عام 1998 وحتى اليوم منصب المشرفة الفنية لمجلتي الأطفال «أحمد» و«توتة توتة» - لبنان. قدمت محاضرات وأشرفت على العديد من ورش العمل في مجال رسوم كتب الأطفال في كل من إيطاليا - الكويت - الشارقة- تونس - لبنان - سورية. أقامت مجموعة من المعارض الفردية والجماعية في كل من سورية والأردن وفرنسا وإيطاليا. لها أكثر من 200 لوحة مقتناة من قبل المتاحف أو بشكل فردي. حصلت على مجموعة من الجوائز الدولية أبرزها: 1995 الجائزة الأولى لتصميم ملصق جداري لمهرجان السينما العربية في فرنسا، ميدالية المجلس العربي للطفولة والتنمية - القاهرة لتصميم شخصية كرتونية للطفل 1996، ميدالية المسابقة الدولية لرسوم كتب الأطفال «نوما» NOMA اليابان 2006 والجائزة الأولى لأفضل كتاب للأطفال في معرض بيروت الدولي للكتاب 2008.

زين .ص الزين

اكتشف سورية

من ورشة كيف نرسم كتاباً للأطفال	من ورشة كيف نرسم كتاباً للأطفال	من ورشة كيف نرسم كتاباً للأطفال

بقية الصور..