التشكيلي أحمد الصوفي والنحات إياد بلال في معرض مشترك بدار الأوبرا في دمشق
07 شباط 2015
أعمال فنية تتقاطع بالمواضيع الإنسانية
افتتح في صالة المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق بتاريخ 2 شباط 2015 المعرض المشترك للتشكيلي أحمد الصوفي والنحات إياد بلال، حيث يعرض الفنانين السوريين مجموعة من الأعمال المتنوعة تتقاطع في الميل إلى تبسيط الأشكال في تصوير المواضيع التي تطرق إليها الفنانين.
استعمل الصوفي في لوحاته التشكيلية تدرجات واسعة من الألوان المنتظمة بالشكل العام للمواضيع، وتوحي أشكاله القريبة من التجريد بشخوص حقيقيين وحيوانات حقيقية عبر اسلوب واسع الخيال مجسداً قصصاً ومشاهد يخفيها التجريد الظاهر للأشكال والألوان حيث تصور أعماله عالماً ذو أفق واضح والمواضيع المفتوحة تبحث عن أمل حتى خارج اللوحة ذاتها.
يقول الفنان أحمد الصوفي لاكتشف سورية: «كل ما اعرضه اليوم هو من وحي المرحلة المعاصرة، ولا تجسد الأزمة بشكل مباشر، وذلك لأن الإنسان هو هدفي الأساسي عبر كل ما ارسمه».
ويضيف قائلاً: «اركز كثيراً على اللونين الأبيض والأسود أعبر من خلالهما على حالات مختلفة في الانسانية، وفي جلّ لوحاتي هناك خيط ابيض بارز وهو خيط الأمل والتفاؤل».
وعن المساحة الواسعة للون الأسود في أغلب لوحاته يقول: «وشحتنا السنوات الأربع التي مرت بالسواد، واحتل هذا اللون مساحة واسعة من حياتنا وركن في دواخلنا وأحلامنا وعالمنا، ولذلك الانسان الموجود اليوم في لوحاتي والذي أحاول أن اتحدث عنه هو نوع من الانعكاس للحالة ولكنه متحرر عبر نافذة تجسد أيام فرحة قادمة».
وعن تجسيده الأسطورة في أعماله ينهي حديثه قائلاً: «أنا ابن بيئة أو منطقة جغرافية اسمها سورية تعتبر منبع للتاريخ والأساطير، وهنا أخذت ببعض الموتيفات الصغيرة ذات ألوان مختلفة بدلالتها ورموزها، واكرسها كحالة بدون ما اتطرق للأسطورة بشكلها المعتاد، بل أخذت منها بعض الدلالات، ولاسيما موضوع اللون وخاصة اللون البني الذي له علاقة بالأرض والتراب، مع بناء مختلف للوحة عبر نوافذ له علاقة بعوالم الآخرين و أضع في كل نافذة أحلام وأفق واضحة».
تقاطعت الأعمال النحتية عند الفنان إياد بلال مع شريكه في المعرض وكأن المواضيع عند الفنانين تكمل بعضها، حيث هناك حيرة غريبة تأخذ المتلقي وهو يتأمل الأعمال النحتية في هذا المعرض، ربما يكون مصدرها ذلك الغموض العابث الذي يحيط بمصائر أبطاله، فهم ليسوا فرحين تماماً، ولا تحاصرهم الكآبة، ولا يتألمون، ولا يفكرون ومنشغلون تماماً بلحظتهم غارقون في تفاصيل المهمة التي وجدوا أنفسهم مكلفين بها، فهم يلعبون دورهم في الحياة تماماً كما في الأعمال النحتية المشغول بحرفية عالية.
يقول النحات إياد بلال لاكتشف سورية: «البحث عن الانسان هو موضوعي الأساسي مع سبق اصرار وترصد، لأني اعتبر الأنسان هو الغاية الفن الأولى ومادة الفن الأولى، رغم وجود جهات كبرى تقصي الانسان، ولكني مع حضوره الدائم في العمل التشكيلي والأعمال النحتية».
يضيف قائلاً: «الأعمال لا تنتمي إلى بعد زماني محدد، ولكن من جانب آخر حيث الرموز والدلالات أقول فيها باني انتمي لهذا الأرض ولهذا الانسان ولهذه الثقافة، من خلال الزمان المفتوح والصراعات مفتوحة أيضاً».
وقال أيضاً: «اشتغل على الخشب والبرونز لأهميتهما الفنية كمادة، انقش عليه الانسان الخارج من العذابات والسجون والقيود، الخارج من موته، وهو انسان المستقبل».
وعندما قلنا له بأن الفنان لابد من أن يقول شيئاً ما فأضاف: «أردنا أن نقول في هذا المعرض الذي هو استمرار لمعرض اقمناه في وسط حمص، لنقول من خلاله نحن ضد دمار هذا البلد نحن مع وحدة أرض سورية وضد أي تدخل أجنبي، ونؤمن بالإنسان السوري الذي باستطاعته أن يكون خلاقاً كما كان، وخلاقاً في اعادة بناء بلده».
وينهي حديثه قائلاً: «لسنا معنيين برسم الشخوص، لان الفنان أو المثقف معني أن يشعل شمعة عندما تسود الظلام، اردنا أن نقول بأنه هناك حياة أفضل وأجمل ونؤمن بأن الانسان قادر على أن يخلق الجمال في كل مكان».
الفنان أحمد الصوفي من مواليد حمص 1969 ، تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1999 وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وقد أقام العديد من المعارض الفردية والمشتركة خارج وداخل سورية.
أما الفنان والنحات إياد بلال من مواليد حمص ايضاً عام 1972، خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1997، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ومدرس في معهد الفنون التطبيقية قسم النحت، وقد أقام العديد من المعارض الفردية والمشتركة في سورية وخارجها.
ومن الجدير ذكره بأن المعرض يستمر لغاية 10 شباط الجاري.
إدريس مراد
اكتشف سورية
أعمال التشكيلي أحمد الصوفي والنحات إياد بلال في دار الأوبرا |
أعمال التشكيلي أحمد الصوفي والنحات إياد بلال في دار الأوبرا |
أعمال التشكيلي أحمد الصوفي والنحات إياد بلال في دار الأوبرا |