مهرجان شعر الشباب في دار الأوبرا

29 كانون الأول 2014

الروح الشبابية ابداً لا تنفصل عن الثقافة..

في خطوة هي الأولى من نوعها أقامت دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق، على مدى يومين 22- 23 كانون الأول 2014 في قاعة المتعددة الاستعمالات مهرجان الشباب للأدب والشعر حيث استضافت ما يقارب أربعين شاعراً وشاعرة من مختلف المناطق السورية، واستمع الحضور إلى أساليب مختلفة من الشعر «التفعيلة، الموزون، النثر، المحكي» أنشدوا فيها المشاركون للوطن والأرض والحبيبة، ويأتي هذا المشروع ضمن توجهات وزارة الثقافة لدعم الابداعات الشبابية باتجاهاتها المتنوعة، وقد خصص اليوم الأول للأعمار ما دون الثلاثين، واليوم الثاني للأعمار ما دون الأربعين، لاشك كان هناك تباين في النصوص ولكن يبقى هذا المشروع مهم جداً بالنسبة لشعرائنا الشباب وهو دافع معنوي قبل أي شيء حيث يحلم أي أديب باعتلاء خشبة مسارح الأوبرا السورية هذا الصرح الذي يضاهي دور الأوبرا العالمية.


من مهرجان شعر الشباب الأول

الشعر السوري بخير
حضر اكتشف سورية المهرجان على مدار اليومين والتقى بعض المشاركين وكانت البداية مع الشاعر قحطان بيرقدارالذي قال: «إنه لمن المهم جداً إقامة مهرجان شعري للشباب في دار الأوبرا بدمشق بوصفها هيئة ثقافية شاملة في سورية، ولاسيما إذا ما لاحظنا أن نصيب المهرجانات الشعرية على لائحة الأنشطة الثقافية للدار منذ افتتاحها محدود جداً بالمقارنة مع الأنشطة الثقافية الأخرى كالموسيقا والمسرح مثلاً».

وأضاف: «شاركتُ في هذا المهرجان، في يومه الثاني، وألقيت من قصائدي قصيدتين: "وجه لأنثى من زمان الوصل"، و"أطلي"، واستمعت إلى الشعراء المشاركين، وكان الحضور جيداً في قاعة المهرجان، ولاحظت التنظيم الدقيق للمهرجان من حيث طريقة دخول الشعراء إلى المسرح وخروجهم منه، وتقنيات الإضاءة وما إلى ذلك، وهي طريقة أقرب إلى الأسلوب المسرحي إن صح التعبير، وربما أربكت قليلاً بعض الشعراء المشاركين».


من مهرجان شعر الشباب الأول

وأنهى بيرقدار حديثه قائلاً: «بقي أن أشير إلى ضرورة تكريس مثل هذه المهرجانات في دار الأوبرا بشكل دوري، سواء أكانت للشباب أم لغيرهم، مع ضرورة الدقة في اختيار الأسماء المشاركة على نحو يفسح المجال في المشاركة للمستويات الجيدة والمميزة شعرياً، سواء أكانت من الشباب أم من غيرهم، فإقامة مهرجان شعري للشباب تعني أن نبحث بدقة عن التجارب الشعرية الشبابية الواعدة والمميزة، للأخذ بيدها، وتشجيعها، وإظهارها بصورة يُفترض أن توحي بأن الشعر في بلادنا لا يزال بخير».

بالثقافة وحدها يمكن قهر الحرب
ولقائنا الثاني كان مع الشاعر أحمد كرحوت، حيث قال: «مهرجان الشعر الأول في دمشق للشباب، كانت لي تجربة في هذا المهرجان الذي بدأ للتو وأكاد لا ارى نهاية لهذا الانجاز الذي سيحل ضيفا سنوياً موسمياً على دار الأوبرا في دمشق، كم نحن بحاجة لمثل هذه المشاريع الثقافية في بناء مجتمع ثقافي متكامل انطلاقاً من مقولة، الثقافة هي السلاح الأقوى للإنسان وبالثقافة وحدها يمكن قهر الحرب، بالثقافة فقط وبكل ما تحتويه تلك المفردة من فن خالد يمكن للإنسان أن يرتقي ويمكن للأمة أن تصنع حضارة سرمدية».


من مهرجان شعر الشباب الأول

وأضاف كرحوت: «مهرجان الشعر للشباب، والذي يبحث في دخائل الشباب الشفافة هو خطوة جريئة في مثل هذا الزمان والمكان، ومن موقعي كمشارك في اولى مواسم المهرجان أوقع جازماً على استمراره لما فيه من جهود تدخل ارواح الشباب، والأرواح الشبابية ابداً لا تنفصل عن الثقافة».

ومن جانبها قالت الشاعرة ليال عياش: «مواهبُ شابّة، عيونٌ حالمة وأرواحٌ تطالُ بطموحِهَا عنانَ السَّماء، كُلُّها تجمَّعَت في دار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق، الصَّرح الثقافي المميز والأرقى، ضمن فعاليات مهرجان الشعر والأدب الأول للشباب والذي تستضيفهُ الدّار في خطوة رائدة من إدارتها مُتيحةً المَجال للمواهب الأدبية بالظهور للعلن ودونَ أيَّةِ قيود وشروط إلا الموهبة الصّرفة، كان لي شرفُ المشاركة في هذا المهرجان لألتقي بعددٍ من الأدباء السوريين من ذوي الأعمار الفتيّة. وبعيداً عن حكايات الألم والحُزن خارج حدود الدّار، كانت السعادة والأمل تملآنِ داخِلها وتغمرانِ قلبي. السعادة بهذا العدد من عشاق اللغة وفرسان الشعر والأدب، والأمل ببلادٍ لم تستطع أشرسُ الحروب وأكثرُها لؤماً أن تُفقِدَها روحَها».

وأنهت عياش حديثها قائلاً: «من دار الأسد للثقافة والفنون نقول: إنَّ مُستقبل سورية هو ثقافيّ بامتياز، وهذا الشعبُ العظيم سيعملُ على تحويل كلّ ما عاناهُ إلى نتاجاتٍ وإبداعاتٍ ثقافيّة في مختلف المجالات يُبهِرُ بها شعوبَ الأرض مثلما أبهَرَها بصمودِه. شكراً إدارة دار الأسد للثقافة والفنون، شكراً وزارة الثقافة، شكراً سورية».


من مهرجان شعر الشباب الأول

أما الشاعرة هبة ديب قالت: «إنها لخطوة مهمة وتشجيع كبير لفئة الشباب وتنمية مواهبهم على مختلف الثقافات، هؤلاء الشباب الذين أتوا من كل المحافظات ليجتمعوا في قلب سورية في عاصمتها الأولى المأهولة على سطح، في رحلة بحث عن الثقافة والقصيدة، كم كنت أتمنى مرافقة الموسيقا مع الشعر وإيجاد طريقة لخلق سينوغرافيا خاصة وعنوان ملفت لمهرجان يستحق أن يكبر ويكون الأفضل، ولكن لا ننكر الجانب الايجابي الذي جمع فئات مختلفة من عدة محافظات، وبالنسبة لي كنت تجربة مهمة وقدمت لي الكثير».

التعبير عن الإنسان السوري
وقالت الشاعرة منهال السهوي: «خلال السنوات الماضية أهمل دور الشباب بما يخص الكتابة وهذا المهرجان يأتي كخطوة قوية لدعم القلم الشاب السوري وإلقاء الضوء عليه ومتابعته لنتمكن من خلق جيل كتاب جديد يعبر عن الإنسان السوري ضمن هذه الأزمة وبعدها، المهرجان كان غني فقد كان لدينا الشعر، النثر والقصة وقد سمعنا نصوص مهمة بالفعل مع وجود بعض النصوص الضعيفة والتي تمنيت لو تم العمل عليها بشكل أفضل ففي النهاية كلنا هنا هواة وبحاجة لمن يوجه قلمنا، في النهاية هذه تجربة مهمة لي كشاعرة تبحث عن نور لها وسط هذا الظلام».


من مهرجان شعر الشباب الأول

لعله دفء الشعر
أما الأديبة ديمة داوودي قالت: «إن لمهرجان الشعر للأدباء الشباب أثر أكثر من المتوقع بالأخص من حيث التحضير والاهتمام بالتفاصيل ما جعل المشاركين يقدمون أفضل ما عندهم وربما كنت من أكثرهم حظاً لأني قدمت قصة بعنوان "رجل.. وابتسامة غبار" ما يعني أن اللجان القائمة على تقييم النصوص كانت تعنى بنوعية النص وخاماته أكثر من التقيد بجنس أدبي محدد وهو ما يفتح الباب للأدباء على مصراعيه فالمشاركة في هذا المهرجان علامة فارقة في تاريخ أي أديب لا سيما انه الاول وأقيم في دار الأوبرا السورية».

وقالت لنا الشاعرة نورا محمد علي: «المهرجان هو فرصة رائعة لجيل شاب من الشعراء يعتبر نفسه مهمش ويملك الكثير وينتظر فرصته، فمن كان لديه تلك الموهبة سمح له المهرجان بأفضل فرصة واضخم منبر ثقافي الا وهو دار الاوبرا».

وأضافت: «كانت المشاركات متفاوتة ومتقدة بحماس المشاركين الذين سيذكرون التجربة طويلاً الجهد المقدم كان واضحا من التنسيق والموظفين والفنيين ومشكورة ادارة الدار على هذه اللفتة».


من مهرجان شعر الشباب الأول

وأنهت محمد علي حديثها قائلاً: «في اليوم الثاني اعتبر حضور الشعراء الاكبر سناً كان بمثابة تكريم لتجربتهم، وايضاً كانت لفتة ذكية من المنسقين، اتمنى ان يدوم هذا الاهتمام والذي رغم تلقائيته اعتبره شخصياً اهم من اي تظاهرة شعرية شبابية يتم صناعتها اعلامياً وضخ الملايين عليها وبالتالي تنطفئ مع نجومها، ومن مفاجآت المهرجان كان الجمهور المصغي والذي تابع رغم برودة الطقس واضاف جمالاً للشعر من يدري لعله دفء الشعر».

ومن جانبها قالت الشاعرة رولا حسن: «تأتي أهمية هذه الفعالية من ناحيتين الأولى أنها تقدم مشهد ثقافي مختلف لسورية في زمن الحرب، أعداد لابأس بها من الشباب شارك في الامسيتين وهذا دليل على أن الرغبة بالغد الأفضل متجذرة داخل الجيل الجديد».

وقالت أيضاً: «من ناحية ثانية احتضان وزارة الثقافة وتقديمها لهذه المواهب فقد حفلت دمشق بالفترة الماضية بالملتقيات الثقافية التي قدمت الكثير من هؤلاء الشعراء الشباب، وهذه الفعالية هي محاولة لإعادة احتضان هذه المواهب. والأهم من ذلك هو تقديم الدعم لهذه المواهب عن طريق طبع مجموعات شعرية للمتميزين وليس فقط تقديمهم إلى المنابر».


من مهرجان شعر الشباب الأول

الجمال الإنساني النقي
وأخيراً حدثنا الشاعر مزاحم الكبع قائلاً: «الشعر حالة إبداع فردية يجول من خلالها الشاعر مع هواجسه وأحلامه فيعبر عن تراكم الآلام لديه، وأيضاً ينشر آماله وينميها، وذلك حين يعيش حالة تتأرجح بين قمة الوعي وقمة الجنون فلا هو بالواعي التام ولا هو بالمجنون التام ليُمتِع بعد ذلك قرَّاءه ومستمعيه بنتاج أشبه بالسحر وهو قمة الجمال الإنساني النقي حيث لا يفوقه جمالاً إلا حين يكون الشعر جماعياً كحالة المهرجان الشعري الذي أقامته وزارة الثقافة في دار الأسد للثقافة والفنون حين شكل فرصة رائعة بالنسبة للشعراء الشباب الذين شاركوا فيه رغم تفاوت مستواهم بين الجيد والمتدني والمتوسط ولكنها كانت بالنسبة لهم نقطة بداية مهمة وهم في أول الطريق».

وأنهى الكبع حديثه قائلاً: «كان لحضور بعض الشعراء والشاعرات الأكبر سنَّاً في اليوم الثاني للمهرجان طعماً آخراً حيث تبدَّت خبرة ومهارة الشاعر السوري كونه سليل من اخترع الأبجدية الأولى في العالم، وكان لي الشرف والفخر مشاركتي في هذا المهرجان لأهميته زمانياً كونه وجَّه رسالة واضحة بأننا السوريون مستمرون بالحياة وبالإبداع رغم كل الظروف السوداء التي يعيشها وطننا الحبيب، وأيضاً مكانياً لأنه أقيم في دار الأوبرا بدمشق وهي المعلم الثقافي والحضاري المميز».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

شعراء مشاركون بمهرجان الشعر والأدب الأول

شعراء مشاركون بمهرجان الشعر والأدب الأول

شعراء مشاركون بمهرجان الشعر والأدب الأول

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق