فريد الأطرش وسامي الشوا.. ذكرى الميلاد والرحيل على مسرح دار الأوبرا
10 أيار 2015
.
أعادت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية ذكريات الزمن الجميل للموسيقار فريد الأطرش في ذكرى مئوية ميلاده التي ترعاها هذا العام وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو العالمية حيث استطاع المايسترو عدنان فتح الله تحقيق أمسية عالية المستوى في هذه المناسبة التي دمجتها الفرقة مع الذكرى الخمسين لرحيل الموسيقي سامي الشوا.
الحفل الذي قدمته الفرقة الوطنية مساء اليوم على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون كان عامرا بفقرات ومقطوعات برنامجه الحافل والذي كانت افتتاحيته مع مقطوعة “توته” للراحل الأطرش وضع توزيعها الفنان رشيد هلال لتعقبها مقطوعة «زمردة» للأطرش أيضا من توزيع الفنان فرانك بورسيل لتتجلى في هاتين المقطوعتين عبقرية ابن مدينة السويداء الذي قدم روائع الفن العربي في قلب عاصمته القاهرة منذ خمسينيات القرن الفائت.
المقطوعات والأغنيات التي أدتها الفرقة الوطنية للموسيقا العربية كانت بأداء لافت لكل من الفنانين محمد الحجار ومحمد قباني وهمسة منيف وبلال الجندي حيث أدى هؤلاء على التوالي جنبا إلى جنب مع المايسترو فتح الله باقة من أغنيات الفنان السوري الراحل كان أبرزها أغنية «أجل بهواك» من كلمات خالد الفيصل وألحان الأطرش وبتوزيع لافت للفنان كمال سكيكر.
«علشان ماليش غيرك» كانت الفقرة التالية في هذه الأمسية التي عادت بجمهورها إلى لآلئ غنائية تعتبر من أعذب ما فاضت به القريحة الموسيقية العربية والتي استطاع «الفريد» أن يهبها طابعا موسيقيا خاصا لطالما كان من الصعوبة تقليده أو محاكاته بسهولة لتؤدي الفرقة الوطنية بعد ذلك أغنيته الشهيرة «أحبابنا يا عيني» من كلمات الشاعر بيرم التونسي وبأداء لافت للمغنية الشابة همسة منيف.
«ختم الصبر بعدنا بالتلاقي» القصيدة الشهيرة للشاعر حسن شفيق المصري كانت حاضرة كذلك من ألحان الموسيقار الذهبي وبتوزيع خاص للفنان كمال سكيكر وبأداء لافت من الفنان بلال الجندي حيث برع هذا الأخير في صياغة الجمل اللحنية الصعبة والتي تميز بها أداء الأطرش ولا سيما قدرته النادرة في تلوين الأحرف والجمل الغنائية ليكون الجمهور بعد ذلك على موعد مع موسيقا أغنية «نجوم الليل» من كلمات مأمون الشناوي وتوزيع أنيق للفنان فرانك بورسيل.
كما قدمت الفرقة الوطنية بقيادة لافتة من الفنان فتح الله مقطوعة لموسيقا أغنية «حبيب العمر» أعقبتها بوصلة من أغاني الأطرش من إعداد الفنان كمال سكيكر حيث تميزت هذه الوصلة بمهارة عازفي الفرقة الوطنية وقدرتهم على صياغة ما يشبه حوارات مقامية ولحنية أضفت طابعا مميزا للحفل الذي أعاد إلى الذاكرة سيرة ملحن ومطرب سوري يعد واحدا من أعلام الفن العربي وبحرا من الحب والمشاعر لا ينضب أبدا وحصنا من حصون الموسيقا العربية.
اكتشف سورية
sana.sy