مديرية ثقافة حلب تكرم الفنان الكبير الراحل فريد الأطرش
02 كانون الثاني 2011
وأبرزت أهمية ما قدمه في مسيرته المميزة في الغناء والفن والسينما
احتفلت مديرية ثقافة حلب بذكرى رحيل الفنان الكبير فريد الأطرش، حيث تضمنت الاحتفالية عدداً من النشاطات المنوعة التي استمرت على مدار يومين أبرزت أهمية ما قدمه الفنان فريد الأطرش في مسيرته المميزة في الغناء والفن والسينما.
وقد تضمنت الاحتفالية في اليوم الأول افتتاح معرض للصور الوثائقية نظمه الصحفي رياض النعيم، تلاه محاضرة للأديب نصر الدين البحرة تحدث فيها عن حياة فريد الأطرش وفنه بمرافقة العازف على العود الأستاذ خالد سليمان؛ بعدها جرى تقديم حفل فني غنائي لألحان وأغاني فريد الأطرش من قبل الفرقة الموسيقية بقيادة الأستاذ عبد الحليم حريري ومشاركة الفنانين صفوان العابد، عبد القادر أصلي، ومجد الأصيل. أما اليوم الثاني فقد تضمن عرض فيلم سينمائي بعنوان «لحن الخلود» من بطولة المكرم فريد الأطرش، تلاها حوار حول الفيلم بمشاركة المخرج فاضل كواكبي والدكتور وانيس باندك.
وتأتي هذه الاحتفالية ــ كما يقول مدير ثقافة حلب الأستاذ غالب البرهودي ــ لتسليط الضوء على إنجازات أحد المبدعين الكبار الذين ساهموا في تطوير الأغنية العربية لحناً وأداءً، مضيفاً بأن الفنان الأطرش كان من أوائل من غنى للوحدة العربية من خلال عدد من الأغاني المنوعة التي قدمها منها أغنيتا «بساط الريح» و«نشيد الفداء» وغيرها، كما قدم الكثير خلال مسيرته عل صعيد العالم العربي.
بدوره قال المحامي ماجد الأطرش القادم خصيصاً من محافظة السويداء للمشاركة في احتفالية ابن عمه الموسيقار فريد الأطرش بأنه يشعر بالسعادة لتواجده في هذه الاحتفالية ويضيف: «شرفني مدير الثقافة في حلب الأستاذ غالب البرغوثي بدعوتي لحضور ذكرى الموسيقار فريد الأطرش الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 1974. وإني مهما تحدثت عن حياة هذا الفنان الكبير التي عايشتها شخصياً خلال سنوات طويلة لن أعطيه حقه، خصوصاً وأني تواجدت معه في عدد من الدول التي كان مقيماً فيها مثل القاهرة ولبنان وسورية».
ويقول الأستاذ ماجد الأطرش بأن المكرم كان يتصف بعدد من الأمور الحميدة والمميزة منها صراحته التي لا تعرف الخوف، وجرأته في قول الحقيقة مهما كان الظرف، والصلابة الكبيرة التي كانت له إضافة إلى حبه للصيد ومطاردة الغزلان وموهبته الكبيرة الخاصة بالصيد ويضيف: «كما أن لفريد الأطرش قلب كبير حيث كان يحث الناس على طلب العلم وكان ينفق من أمواله الخاصة ليقدم منحاً دراسية لصالح الطلاب الفقراء لكي يتلقوا تعليمهم. وعندما قمت بصفتي كمحامٍ بحصر تركته، وجدت أن لديه 23 طالباً من سورية ومصر يدرسون على حسابه وينفق عليهم من جيبه الخاص».
الباحث والأديب نصر الدين البحرة كان أحد الذين شاركوا في هذه الاحتفالية بتقديم محاضرة عن الفنان يقول عنها: «سأقدم في محاضرتي بعضاً من الأمور التي كان يتمتع بها المكرم، منها تقديمه للفيلم الغنائي العربي الذي كان رائداً فيه، حيث كان ينطلق من أمرين أساسيين الأول هو التراث الفلكلوري العربي الشعبي من ناحية، ومن ناحية أخرى الروح القومية العربية. هذا الأمر نلاحظه في عدد من الأفلام التي قدمها وخاصة فيلم "انتصار الشباب". كما أننا عاصرنا له عدة اسكتشات تتحدث عن الوحدة العربية الشعبية وعدم الإحساس بالغربة لدى انتقاله من بلد عربي إلى آخر. كما تطرقت إلى أنه كان عازف عود لا يشق له غبار وملحناً قدم عدداً من الألحان المميزة المهمة منها ما كان له، ومنها ما كان لأخته أسمهان ومنها ما كان لمطربين عرب».
وقد قدم الصحفي رياض النعيم مدير المكتب الصحفي في محافظة السويداء معرضاً توثيقياً عن حياة فريد الأطرش تضمن 75 عملاً معروضاً ما بين صور لفريد الأطرش وأخته أسمهان ومقالات وجرائد تحدثت عن الفنان وصور لبوسترات المهرجانات التي تحدثت عنه وغيرها حيث يقول: «يعتبر هذا المعرض المعرضَ رقم 125 من المعارض الوثائقية التي قدمتها سواء على المستوى العربي أو الدولي. حمل هذا المعرض عنوان "من جذر السنديان: فريد وأسمهان"، وأعتبر هذا المعرض أحد المعارض المميزة التي قدمتها في مسيرتي. وقد أبرزت بعض الصور التي تجسد حياة فريد الأطرش وأسمهان منذ ولادتهما في مصر ولقائهما مع الفنانين والمطربين، كما قدمت مجموعة من المقالات الصحفية التي تشير إلى مكانة هذين الفنانين ليس في مصر فقط، إنما على صعيد سورية ولبنان والوطن العربي كله».
ويضيف بأن عدد اللوحات الأساسي كان 150 لوحة، إلا أن حجم الصالة دفعه لاختيار75 صورة فقط منها مقدماً الشكر لمديرية الثقافة التي استضافته وقدمت له الفرصة لتقديم هذا المعرض ويضيف: «اعتمدت على عدة مصادر منها التواصل مع أقارب الفنانين، ومنها جلب كل ما نشرته الوسائل الإعلامية عنه وغيرها من المصادر المتنوعة».
ويؤكد الأستاذ النعيم بأن أهمية هذا التكريم تكمن في إبراز ما قدمه المطربون السوريون خارج سورية من إنجازات وعمل كبير مضيفاً بأن القائمة لا تقتصر فقط على فريد الأطرش وأسمهان بل تشمل العديد من الناس الذين عملوا في مجالات الفن والعلوم والإبداع والاختراع. مختتماً قوله بأننا في سورية في وطن يصدر الأدمغة والمكانة العالمية في كل الاختصاصات، ومن المهم تسليط الضوء على هذه النقاط المضيئة التي ظهرت على مستوى العالم.
وتعود فكرة الاحتفالية إلى العازف خالد سليمان، والذي يقول بأنه فكر فيها منذ عامين تقريباً أثناء تواجده في الإمارات العربية المتحدة ويضيف: «كانت الفكرة تتحدث عن إحياء ذكرى هذا المطرب إما بالتزامن مع يوم ولادته، أو يوم وفاته. السبب الأساسي لهذه الفكرة هو أنني سوري فكرت بتكريم هذا المواطن السوري لما قدم من إنجازات. ويكفي أن هذا الفنان عاصر العمالقة في زمن العمالقة، واستطاع أن يتميز بعزفه وغنائه. حيث حفلت تلك الفترة بالعديد من المطربين والملحنين الموجودين في مصر، إلا أنه تميز عنهم كلهم بجمعه لعدد من القدرات في مجالات التلحين والغناء والتمثيل. يشرفني أن تكون الفكرة لي وأن أكون أحد المساهمين في إحياء أعماله».
إضافة إلى مساهمته بالفكرة، سيقدم العازف خالد سليمان عدداً من المقطوعات الموسيقية التي يقول عنها: «سأقدم خلال الاحتفالية عزفاً منفرداً لمدة ساعة حيث اخترنا عدداً من أعماله التي تميز بها والتقاسيم التي قدمها على آلة العود. سأقدم اليوم مقطوعات مثل "الربيع" و"عش أنت" و"الحياة حلوة" و"عوازل" و"لاكتب عـاوراق الشجر" و"حبينا" و"أنا وأنت لوحدينا" والتي تعتبر أعمالاً ما زالت موجودة في الذاكرة حتى هذا اليوم. كما سيقدم الفنان الأستاذ عبد الحليم الحريري عدداً من الأعمال الغنائية المعروفة للفنان».
في ذاكرة التاريخ فنانون مميزون قدموا الكثير للفن في الوطن العربي، وما فريد الأطرش إلا واحداً من هؤلاء الفنانين العظماء الذين قدموا الكثير، وكان لا بد من تكريمهم وتسليط الضوء على ما تميزوا به أمام الأجيال القادمة.
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية
جانب من الحضور في احتفالية تكريم فريد الأطرش في ثقافة حلب |
من معرض الصور الوثائقية المرافق لاحتفالية تكريم فريد الأطرش في ثقافة حلب |
من معرض الصور الوثائقية المرافق لاحتفالية تكريم فريد الأطرش في ثقافة حلب |
مازن جاموس :
أشكر مدير الثقافة شخصيا و مديرية الثقافة بحلب على هذا الحدث الفني تخليدا للفنان و الموسيقار فريد الأطرش ، و من دواعي سروري هو النشاطات المتميزة التي يقوم بها مدير الثقافة بحلب لاستضافة مثل هذه الأمسيات الرائعة التي تدل على مدى الوعي الثقافي الذي يتمتع به مدير الثقافة ، و أحب أن أنوه بأنني لا أعرفه شخصيا و لكن أرى و من وجهة نظري بأنه انسان مثقف وواع و يحب أن يقوم بنشاطات منوعة لكي يحافظ على التراث و يرعى الفن الأصيل . اتمنى له دوام الصحة و الهناء و أرجو منه المزيد من الأنشطة الفنية في مدينة حلب الشهباء التي هي منبع للفن العربي الأصيل .
و تفضلوا بقبول فائق الاحترام و التقدير .
مازن جاموس
Syria