انطلاق سلسلة الأمسيات الموسيقية الشهرية في حلب

11 كانون الثاني 2011

في نشاط مشترك بين نقابة الفنانين ومديرية الثقافة في حلب

في أذهان العديد من الناس، سيشكل الاثنين الثاني من كل شهر مناسبة مميزة بالنسبة لهم، ألا وهي «الأمسيات الموسيقية الشهرية»، وهي باكورة النشاطات المشتركة بين كل من مديرية ثقافة حلب وبين نقابة الفنانين في المدينة، وشهد يوم الاثنين العاشر من كانون الثاني الحالي أمسية موسيقية قدمتها فرقة الرباعي الموسيقي الشرقي بقيادة الأستاذ عبد الحليم حريري نقيب الفنانين الحالي.

وفي تصريح خاص لـ «اكتشف سورية» يقول نقيب الفنانين الأستاذ عبد الحليم حريري عن الفكرة: «كان هدفي منذ سنوات طويلة ـ وقبل انتخابي نقيباً للفنانين ـ دعم الثقافة والفن في مدينة حلب، والنهوض بالواقع الثقافي والفني للمدينة. وحاولت عندما كنت خارج إدارة نقابة الفنانين العمل على هذا الموضوع والتحرك في هذه المجال وحققت بعض النجاحات. وحالياً وبعد توليتي منصب نقيب الفنانين بمساعدة زملائي، فكرت أن يكون نشاطنا الأول تقديم أمسيات فنية وثقافية بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب».


الأستاذ عبد الحليم حريري

ويتابع بأنه عرض الفكرة على مدير الثقافة الذي أيدها نظراً للصداقة الشخصية التي تربط بين الاثنين حيث يضيف: «عندما كلمت الصديق غالب مدير ثقافة حلب عن الموضوع، أعجب بالفكرة ووافق عليها فوراً. وخلال دقائق أطلقنا الفكرة وبدأنا بالتحضير لها. قمت بعدها بدراسة الفكرة فنياً حيث خططت بأن تكون هذه الأمسيات شهرية وعلى عدة محاور: المحور الأول سيكون فنياً بحتاً يتضمن أمسيات تقدمها فرق موسيقية مثل أمسية اليوم، إضافة إلى أمسيات تعريفية بآلات موسيقية معينة، مثل الأمسية التي سنقدمها الشهر القادم والمخصصة لآلة القانون والتي سيعزف فيها أربع موسيقيين على آلة القانون وسنتحدث عن الآلة ونعرّف بها وبأهميتها. كما سنقدم أمسية ثالثة عن موسيقى الجاز ورابعة عن آلة العود. أما المحور الثاني فهو محور جديد من ابتداعي حيث استنبطنا ما سندعوه "ليالي المقامات" والذي اعتبره أفضل طريقة لتعليم المقامات الشرقية. لن نقوم بالتدريس وتقديم المحاضرة عن هذه المقامات، إنما سنقدم كل الأغاني المعروفة للناس والتي يحبونها والمقطوعات التي كتبت باستخدام هذا المقام. مع مرور الوقت سيعتاد الناس على التمييز بشكل سماعي بين كل مقام وآخر، وتصبح لديهم القدرة على المقارنة بين هذه المقامات والتمييز بينها وبالتالي تعلم أصول المقامات الشرقية بدون محاضرات».

ويضيف الأستاذ حريري بأن المحور الثالث سيكون محور «شخصيات ورواد» وسيتحدث عن الموسيقيين الحلبيين العباقرة الذين أغنوا الذاكرة الحلبية بموسيقاهم عن طريق التحدث عما قدموا من موسيقى مع إرفاقها بعزف مقطوعات قاموا بتأليفها. وأخيراً هناك المحور الأخير والذي سيكون المحور الثقافي الموسيقي والذي يقول عنه: «قدمت العام الماضي محاضرة موسيقية كانت عن "أنماط الغناء في حلب"، وأنوي خلال العام تقديم محاضرة سأتحدث فيها عن "القصيدة في الغناء العربي" مقدماً فيها أنماط القصائد المغناة والأمثلة الغنائية عنها بشكل مبسط. هدفي هو تقديم العلم بشكل بسط عن طريق تقديم المعلومة من غير تلقين، وبدون أن تبدو كدرس، وأتمنى أن ننجح في هذا الموضوع».

ويقول الأستاذ حريري بأن أعضاء النقابة من الفنانين تحمسوا جداً لموضوع الأمسيات هذه مقدمين جهودهم بشكل طوعي حيث يضيف: «أبدى كل أعضاء النقابة تقريباً استعدادهم للتعاون معنا في سبيل إنجاح هذه الأمسية. كما أننا قمنا بالعمل مع عدد من العازفين المميزين من خارج النقابة مثل عملي اليوم مع الأستاذ محمد شيحان أحد عازفي الناي المميزين غير النقابيين. كلنا نعمل اليوم، وسنعمل خلال الأشهر القادمة في هذه الأمسيات، بشكل تطوعي غير مادي أو ربحي وذلك من أجل حب البلد والموسيقى».

وعن أمسية اليوم يقول الأستاذ حريري بأنها تتضمن أمسية موسيقية مقدمة من قبل فرقته الخاصة والتي يقول عنها: «تتألف فرقتنا من كبار الأساتذة العازفين، حيث سيشاركني اليوم الأستاذ سالم بادي على آلة البيانو، والأستاذ غسان عموري على آلة القانون، والأستاذ محمد شيحان على آلة الناي، وأنا على آلة الكمان. ولدينا اليوم كذلك الأستاذ عبود شمعون على آلة الإيقاع. سنقدم اليوم أسلوباً موسيقياً متميزاً سنعزف فيه ارتجالات شرقية بالإضافة إلى تقديم عدد من المقطوعات الموسيقية غير المألوفة بالنسبة لجمهور لمدينة حلب».


الموسيقيون الحلبيون في افتتاح الأمسيات الموسيقية الشهرية

أما عن فكرة اختيار الاثنين الثاني من كل شهر فيقول بأنه أراد اختيار توقيت يرسخ في ذكر الجمهور حيث يقول: «اختيار التوقيت جاء لكي يرسخ بالذاكرة. فبدلاً من أن نقول العاشر من كل شهر، قررنا أن يكون الاثنين الثاني منه. والتوقيت هو بدءاً من الساعة التاسعة ليلاً ولمدة ساعة ونصف على الأكثر حيث اخترنا التوقيت الذي تغلق فيه معظم المحلات والعيادات لكي يتسنى للجمهور حضور الحفلة».

أما عن نشاطاته المستقبلية كنقيب للفنانين فيقول بأنه سيعمل على دعم الفئة الشابة من الفنانين بغض النظر عما إذا كانوا نقابيين أم لا حيث يضيف: «حلب كانت شبه مهملة موسيقياً في رأيي، وعندما قررت الترشح لكي أكون نقيباً للفنانين حملت شعار "النقابة راعية وليست جابية"، أي أن هدف النقابة ليس جبي الأموال والاشتراكات بقدر ما هو دعم الموسيقى والموسيقيين، والفنانون الشباب الهواة جزء من الفن، صحيح أنهم ليسوا من النقابة حالياً إلا أنهم بحاجة إلى رعاية كما كان هناك من رعانا في الماضي لكي نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم. سنحاول تأسيس مكتب لدعم هؤلاء الشباب، ومن يريد أن يكون زميلاً لنا في النقابة، فنحن نرحب بالجميع معنا حيث لا تمنع قوانين الانتساب للنقابة أن يكون المنتسب يحمل شهادة جامعية في الطب أو الهندسة أو غيرها. أنا مثلاً محامٍ ورغم ذلك عضو في نقابة الفنانين حيث ساعدتني دراستي للمحاماة على رؤيتي للحياة بشكل أوضح وزادتني ثقافة».

بدورها قال مدير ثقافة حلب الأستاذ غالب البرهودي بأن هذه الأمسيات تمثل بداية عام مميز لمديرية ثقافة حلب تكملة للعام المنصرم الذي حققت فيه النقابة نجاحات متميزة حيث يضيف: «نفخر بأننا في عام 2010 أنجزنا بعض المبادرات المهمة مثل "احتفالية نيسان للطفولة"، و"لقاء الأجيال الأدبي الأول"، و"المنتدى الأدبي الشهري" و"احتفالية الموسيقار فريد الأطرش"، وغيرها. كما تمثل هذه الأمسية بداية عام ثقافي مميز لمدينة حلب حيث نخطط للاحتفال بالموسيقار ضياء السكري في ذكرى رحيله، وسنحتفل بإعادة إحياء النادي السينمائي مع الندوة التي تعقبه، حيث سيكون هذا النشاط خلال شهر شباط وسيكون الفيلم مفاجأة وكذلك مخرج الفيلم».


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

افتتاح الأمسيات الموسيقية الشهرية في حلب بالتعاون مع ثقافة حلب

افتتاح الأمسيات الموسيقية الشهرية في حلب بالتعاون مع ثقافة حلب

جانب من حضور افتتاح الأمسيات الموسيقية الشهرية في حلب بالتعاون مع ثقافة حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق