العطار تقلد المؤرخ محمد محفل وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة

20 حزيران 2012

.

قلدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية اليوم المؤرخ الدكتور محمد محفل وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة الذي منحه السيد الرئيس بشار الأسد للدكتور محفل تقديراً لإنجازاته الهامة في مجال دراسة تاريخ سورية وبلاد الشام وتبيان دورها في تشكل الحضارة الإنسانية جمعاء.

وكان الرئيس الأسد أصدر مرسوما في الخامس من الشهر الجاري يقضي بمنح الدكتور محمد محفل عضو مجمع اللغة العربية وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وذلك لإنجازاته الهامة.

وأكدت نائب رئيس الجمهورية في كلمة ألقتها بالمناسبة أن الأمم تصنع التاريخ بنضالها وعطائها وبما تقدم من وقائع وأحداث وإنجازات وإبداعات، يتشكل منها هذا التاريخ، وأن عمل المؤرخين في تدوين هذه الوقائع ومرتسماتها، وتحليلها، وفهم ترابطها ومداليلها وتشابكاتها، يعد إنجازاً كبيراً، تحتاجه الأمة والحضارة والبشرية جمعاء.

وأشارت الدكتورة العطار إلى أن تكريم الرئيس الأسد للدكتور محفل بمنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة تقديراً لإسهاماته الهامة، وريادته الطويلة، في إبراز حقائق التاريخ إلى النور هو تكريم لكل الذين عملوا ويعملون على جبهة الفكر وتقدير ورعاية لجميع المثقفين والمبدعين والباحثين الذين هم جديرون بمثل هذا التكريم.

وقالت " ان هؤلاء المؤرخين يضيئون بعملهم شموع المعرفة التي تتمثل العصور، فيكون منه نتاج علمي رائع، من خلاله ترتسم حياة الأقدمين كما المعاصرين.. صفحات تجسد آفاقاً إنسانية.. ذاهبة في أعماق الوجود الإنساني، بكافة ألوانه ومعطياته، وهي في النهاية ذلك التاريخ الغني الزاخر الذي يربط الأزل السحيق بالحاضر الراهن، نبوءةً بمستقبل نبنيه من رؤانا الباحثة عن الحقيقة في التاريخ البشري".

ونوهت الدكتورة العطار بالباحث والمؤرخ محفل باعتباره أحد الأعلام الرواد الذين وهبوا عمرهم للعمل على جبهة الفكر والدرس، وأغنوا بدراساتهم واستكشافاتهم مسيرة حضارية بهية وأمضى ردحاً من حياته باحثاً في طوايا الماضي البعيد، بالمفهوم الإنساني الشمولي، ليضيف إلى سفر هذه الحضارات المجيد، ما استخرجه من حقائق وصور وحكايا، للتعريف بالتراث الإنساني الحضاري الذي كانت سورية موطناً له على امتداد العصور.

وأشارت إلى دور الدكتور محفل وإسهامه في تأسيس لجنة كتابة التاريخ العربي، ومتابعة عملها، حرصاً على التعريف بتاريخ بلاد الشام، والوطن العربي، والنهوض بمسؤولية مجلة «دراسات تاريخية»، وفاءً لحق الوطن على باحثيه في الكشف عن مكنونات تاريخهم، وجوهر حقيقته، بمصداقية البحث، التزاماً وطنياً قومياً، ودفاعاً عن قيم المعرفة، وتصدياً لمحاولات اغتيال حضارتنا، وتزوير تاريخنا، والانتقاص منه إلى جانب ما قدمه الكاتب من أعمال الترجمة والتأليف ودراسة اللغات التي أصبحت مراجع للباحثين والدارسين.

كما نوهت الدكتورة العطار بمدينة حلب منبت الدكتور محفل التي نشأت والمقاومة سمة من سماتها والذاهبة في العراقة ذهاب دمشق وتاريخها الفكري المضيء بأمثال الفارس الكبير سيف الدولة وشاعرها المتنبي الذي اهتزت الدنيا على وقع إنشاده وإبراهيم هنانو فارس الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي.

وفي كلمة له قال الدكتور محفل .."أقف اليوم في حضرة سدة الرئاسة وقد عهد السيد رئيس الجمهورية إلى رفيع مقامكم في تقليدي وسام الاستحقاق السوري الذي تكرم بإصدار مرسومه، فإلى السيد الرئيس فائق الشكر والامتنان".

وأضاف محفل .."بعد ستة عقود من نهاية المرحلة الجامعية الأولى في عام 1953 أشعر بحنين المستقبل . . مستقبل ما بقي لي من أيام وسنين . . إلى الماضي إلى ربوع الجامعة السورية ام جامعات بلاد الشام وإني أهدي هذا الوسام إلى جامعة دمشق هذا الصرح العلمي الوارث الشرعي للجامعة السورية وإلى أرواح أساتذتنا الذين أصبح بعضهم أعضاء في مجمع اللغة العربية من حسني سبح إلى جميل صليبا وكامل عياد وعبد الكريم اليافي وسائر شيوخنا.. ومن واجب طالب العلم أن يعترف بفضل أساتذته".

وتابع محفل.. أما أنا كطالب في مدرسة التأريخ والتاريخ فأقول.. جار الدهر علينا وأدخلتنا نوائبه مدخلا صعبا وهو حال الوطن العربي في شتى أصقاعه وأقاليمه وعسى أن تسود حكمة العقلاء ويخرج المولى عز وجل أمتنا العربية مخرجا حسنا.

واكد عدد من اعضاء مجمع اللغة العربية أهمية هذا التكريم على أنه تكريم للمجمع ودعم اللغة العربية والفكر العربي و قال الدكتور مروان محاسني رئيس مجمع اللغة العربية في تصريح لوكالة سانا إن تكريم الدكتور محفل "هو تكريم للمجمع على اعتبار أننا جميعا في خدمة اللغة العربية وعضوية محفل في المجمع تؤكد اننا نهتم باللغات العربية القديمة لنجعلها جزءا من تاريخنا وننظر اليها كمكتسب حقيقي حضاري على مد التاريخ ".

ورأت الدكتورة لبانة مشوح استاذة في جامعة دمشق وعضو مجمع اللغة العربية في تكريم محفل مكرمة كبيرة وفي مكانها فالعلم والتعمق والتبحر في شؤون التاريخ انقاذ للحاضر والمستقبل وقالت "لا يمكن لأمة ان تنهض دون ان يكون لها رؤية مستقبلية وتفهم تاريخها وتتمثله وتعي أخطاءه وحسناته".

وأضافت مشوح "أنه الوقت الأنسب لتكريم عضو في مجمع اللغة العربية له اياد بيضاء في دراسة وإعادة كتابة التاريخ وما أكثر ما في تاريخنا العربي من أمور علينا اعادة التفكير فيها".

بدوره قال الدكتور انور الخطيب عضو مجمع اللغة العربية " إن هذا التكريم هو" تطلع الى المستقبل ولدعم اللغة العربية والفكر العربي لان الفكر اعمق من اللغة وانفتاح في العقل البشري ومسيرة طيبة لمستقبل هذه الامة".

ولد محمد محفل في حلب عام 1928 وحصل على الشهادة الثانوية عام 1949 وعلى إجازة في التاريخ عام 1953 وكان الأول بين الخريجين فأوفد عام 1954 إلى جامعة السوربون لتحضير الدكتوراه في التاريخ القديم وفي فرنسا درس العديد من اللغات ثم استكمل دراسته في جنيف حيث تعلم اللغة الألمانية ثم درس اللغات اليونانية والآرامية في جامعة عمان وساهم في تأسيس لجنة كتابة التاريخ العربي ثم درس في جامعة دمشق وقدم عدة مؤلفات أكاديمية لطلاب قسم التاريخ فيها كتاريخ الرومان والمدخل إلى اللغة اللاتينية ومن أعماله أيضاً تاريخ العمارة لطلاب هندسة العمارة وهذه المؤلفات ما زالت تدرس حتى يومنا هذا.

وترجم محفل كتبا ودراسات كثيرة يدور أغلبها حول الصهيونية وتعريتها كما ترجم كتبا تظهر دور العرب في نشر الحضارة العربية في الغرب وهو من دعاة إعادة النظر في كتابة التاريخ وقد ترأس مجلة دراسات تاريخية وانتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية عام 2008.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق