احتفالية صدى السنوية الثالثة للموسيقى العربية

15 كانون الثاني 2011

ألحان قديمة بتوزيع جديد

بالتعاون بين دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) وجمعية صدى الثقافية الموسيقية وشركة إم تي إن، أقيمت على مسرح الأوبرا مساء الخميس 13 كانون الثاني 2011 احتفالية صدى السنوية الثالثة للموسيقى العربية، أحيتها الفرقة الوطنية للموسيقى العربية بقيادة الموسيقي عصام رافع.

وهي المرة الثالثة التي يقام فيها احتفال من هذا النوع يتصل بالموسيقى العربية في سورية، إذ كانت كل من جمعية صدى الثقافية الموسيقية والفرقة الوطنية للموسيقى العربية قد أقامتا هذا الحدث في العام 2007 ضمن عدد آخر من الأنشطة والمشاريع سعياً لتقديم محتوى مميز لجمهور الموسيقى العربية الراغب في التعرف على مكوناتها، وأبرز ما يميز هذه الاحتفالية السنوية هو تقديمها لبرامج موسيقية عربية متطورة واسعة وأكثر تنوعاً. هذا وتحاول الفرقة الوطنية للموسيقى العربية تقديم محتوى فني متطور للمتلقي مع مراعاة إحداث توازن بين الغناء والآلات الموسيقية كي لا تظل الحالة الإبداعية مرهونة بالأغنية فقط، ومن الملاحظ أن هذه الفرقة تختار من تراث الموسيقى العربية أعمالاً متميزة، تستغرق ما يلزم من البحث والتنقيب لاستخراج إرث موسيقي متميز وبالتالي تقديمه بصيغ مطورة لجمهور ذي ذائقة فنية خاصة، ولكون الموسيقى بطبيعتها وحيدة اللحن، تحرص الفرقة على أن يلعب التوزيع الموسيقي دوراً بارزاً في إضفاء بعد جديد إلى المقطوعات المقدمة دون المساس بهويتها الأساسية وذلك في محاولة لتوسيع اهتمام المستمع وتعميق مستوى استمتاعه، ولا تنسى تقديم عدد من الأعمال التجريبية الإبداعية الجديدة، والتي خصصت لها جزءاً أساسياً من أدائها في حفلتها للموشحات، وتعد الموشحات نموذجاً فريداً من فن التوشيح الغنائي الذي ظهر في العصر الأندلسي واستمر إلى يومنا هذا حاملاً معه البصمات الموسيقية والفنية من كل مراحل حضارتنا العربية، وقد تم تأليف هذه الموشحات في أوائل القرن الماضي وانتقلت إلينا بالتناقل والتواتر جيلاً بعد جيل عبر الزوايا و التكايا الصوفية بحناجر المحبين والعاشقين للموسيقى والتراث، وارتبط الموشح بشكله الحالي بالمقام حيث جرى تلحين الدور الأول والثاني وفقاً لسير المقام، أما الخانة فتركت لذوق الملحن ليستعرض مهاراته المقامية وليعود في الغطاء وهو الجزء الأخير من الموشح إلى المقام الذي بدأ منه، وتظهر هذه الموشحات مقامات الأوج والبيات والجهاركاه وهي مقامات عربية أصيلة.


من احتفالية جمعية صدى للموسيقى العربية
في دار الأسد للثقافة والفنون

كما اعتمدت الفرقة في حفلها بهذا العام على التراث القديم بتوزيع جديد، منها ست أعمال وزعها الموسيقي السوري كمال سكيكر وهي: «كللي يا سحب تيجان الربا» من مقام جهاركاه، «فيك كل ما أرى حسن» من مقام البيات، «ذات الوشاح» من مقام أوج، «رقصة حجاز»، أغنية «على الله تعود» لفريد الأطرش أداها المغني أيهم أبو عمار، أغنيات من منطقة الجنوب أداها الكورال المرافق، كما وزع قائد الفرقة الموسيقي عصام رافع ثلاثة أعمال في هذه الحفلة وهي: وصلة سماعي جهاركاه لمحمد رجب، سماعي نهوند لوجدي سيحون، أداء منفرد فراس شهرستان (قانون)، أيمن الجسري (عود)، بالإضافة إلى عمله المعروف «على عجلة».

وفي نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالموسيقي عصام رافع قائد الفرقة الوطنية للموسيقى العربية حيث بدأ بالحديث عن الفرقة قائلاً: «تعمل الفرقة الوطنية للموسيقى العربية منذ تأسيسها على أداء مختارات متنوعة من التراث إضافة إلى أعمال تجريبية وإبداعية بهدف إعادة التنقيب في الآثار الماضية وبث روح العصر فيها انطلاقاً من الهوية المحلية والتي هي الخطوة الأساس في مسيرة العالمية. تبرز هنا أهمية التوزيع الموسيقي ودوره في الأعمال التي تقدمها الفرقة خاصة أن الموسيقى العربية هي ذات لحن وحيد، وذلك دون المساس بشخصية اللحن وروحانيته».

وأضاف الموسيقي رافع: «إن الفرقة الوطنية للموسيقى العربية بانتهاجها منهج التجريب وتشجيع التطوير والإبداع لا تخرج عن الطرق التقليدية وإنما تعتبرها من الأسس والمرتكزات الرئيسة في عملها لقناعتنا بأنه لا يمكن الانطلاق نحو التجريب والتجديد والإبداع إلا بعد الإحاطة بكل ما هو قديم وأصيل. تعمل الفرقة الوطنية للموسيقى العربية على كافة أشكال وقوالب الموسيقى العربية الآلية منها والغنائية، وكذلك العمل على تطوير القوالب الآلية العربية رغم ندرتها وذلك لاهتمام العرب كنتيجة لأهمية وموقع الشعر المميز في الثقافة العربية في القوالب الغنائية دون سواها».

وأنهى حديثه قائلاً: «تعمل الفرقة منذ سنين على إحياء هذا الجنس الموسيقي بكل ما أوتيت من إمكانيات، يعود ذلك بشكل أساسي لقناعة عميقة بصلة الموسيقى العربية بالهوية العربية وتعزيز مكانتها في زمن العولمة، حيث تذوب الهويات وتتماهى، ورغم التحديات التي تواجهها الفرقة وخاصة فيما يتصل بالشق الاقتصادي التمويلي، إلا أنها استمرت في جهدها الحثيث في التنقيب عن الإرث الموسيقي وإعادة إحيائه وتقديم بعضه بصيغ جديدة».

الفرقة الوطنية للموسيقى العربية
بقيادة الموسيقي عصام رافع

أما الأستاذ بشار عظمة – مدير جمعية صدى - فقال في حديث له مع «اكتشف سورية» عن هوية جمعية صدى: «هي مؤسسة ثقافية موسيقية غير حكومية وغير ربحية، عضويتها مفتوحة للمشتركين ضمن النواظم المحددة، وتعتمد الأسلوب الديمقراطي في اختيار مجلس إدارتها دورياً من قبل جمعيتها العامة».

وتابع في حديثه قائلاً: «إن التسارع الكبير في نمو المشروع الحضاري الموسيقي في سورية من جهة ونمو عدد الموسيقيين السوريين المؤهلين تأهيلاً أكاديمياً وعالياً وحاجتهم لتوسيع آفاق نشاطاتهم وعملهم وإبداعهم ضمن مؤسسات مناسبة عامة وخاصة في بيئة ثقافية ومادية مناسبة ولضمان استمرارية النمو والتطوير نحو آفاق جديدة غير مطروقة في مجال الموسيقى، نشعر نحن المؤسسون بضرورة أن يقدم جمهور المتمتعين بهذا النتاج الموسيقي مؤازرة أكثر جدوى من مجرد التصفيق في الحفلات، وذلك عبر مجموعة من المحاور يفترض أن تساعد موسيقيينا وفرقهم ومؤسساتهم على النمو والانطلاق نحو العالمية».

وأنهى حديثه قائلاً: «حفلة اليوم هي الثالثة من هذا النوع التي نقيمها للفرقة الوطنية للموسيقى العربية بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، وهنا أود ومن خلالكم أن أشكر كل العاملين في هذه الدار كما أشكر شريكنا الثالث إم تي إن على دعمها ومساندتنا لإقامة هذا الحفل الذي هو بشكل أو بآخر دعم للموسيقيين والموسيقى السورية».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الفرقة الوطنية للموسيقى العربية تقدم احتفالية صدى السنوية الثالثة للموسيقى العربية في دار الأسد للثقافة والفنون

الفرقة الوطنية للموسيقى العربية تقدم احتفالية صدى السنوية الثالثة للموسيقى العربية في دار الأسد للثقافة والفنون

الفرقة الوطنية للموسيقى العربية تقدم احتفالية صدى السنوية الثالثة للموسيقى العربية في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق