فرقة حوار في قصر العظم بدمشق
09 آب 2010
أداء يدهش الحضور
برعاية وزارة الثقافة السورية والاتحاد الأوربي شهد قصر العظم بدمشق مساء السبت 7 آب 2010 أمسية موسيقية لدعم اللاجئين في سورية التي لجأ إليها الكثير من اللاجئين العراقيين والفلسطينيين ومن بلدان أخرى. وأحيت الحفلة فرقة حوار التي تضم مجموعة من خيرة الموسيقيين السوريين وهم: ديمة أورشو (غناء)، كنان العظمة (كلارينيت)، عصام رافع (عود)، عمر المصفي (إيقاع) وشاركهم عازف الأوكورديون الألماني مانفريد لويشتر.
بين هذه الجدران التاريخية وأمام بحرة جميلة قدمت الفرقة بتقنية عالية أعمالاً تعتمد على الدقة في العزف، والمهارة في القطع الموسيقية السريعة التي أدهشت الحضور، وذلك بطريقة الحوار بين الآلات وصوت البارعة ديمة أورشو التي أظهرت قدرتها على القيام بأداء صوتي خالٍ من الكلمات وموازٍ لكل الآلات الموجودة. وقد أدت الفرقة عدة قطع بعضها من تأليف الموسيقي كنان العظمة، وبعضها من التراث الكلاسيكي العالمي مثل: «رقصة»، «عرس»، «22 تشرين الثاني»، وتفاعل الحضور بكل حماس مع كل ما قدمته حوار وصفق لكل عازف في الفرقة.
في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالمغنية السورية ديمة أورشو التي قالت عن حفلة اليوم: «اليوم برنامجنا اختلف عن حفلاتنا في طرطوس وكما رأيت فقد شاركنا في بعض القطع عازف العود عصام رافع».
وعن الاستمرار في طريقة الأداء الصوتي مع فرقة حوار قالت: «لا أعرف إذا ما كنت سأغني الكلام في فرقة حوار أم لا، ولكن هذا الموضوع جدير بالبحث، وعموماً نحن في هذه الفرقة نعتمد بشكل أساسي على أن يكون صوتي موازياً لكل الآلات، في الشكل التقليدي الذي نعرفه في الغناء المرافق مع الموسيقى يكون الغناء هو الطاغي، ونحن في حوار نحاول أن نجعل دور الصوت يماثل دور الآلات، وإذا فكرنا يوماً بالغناء فسنكون قد خالفنا اتجاهات الفرقة ولذلك لا أعرف متى سأغني في هذا المشروع».
وعندما سألناها عما إذا كانت تخاف من جمهورها الذي تعود على صوتها في الغناء المعتاد قالت: «لا، لا أخاف من الأسلوب الذي أستخدمه في فرقة حوار ولا أعتقد أنه يبعدني عن الناس، وجميعهم يرون ما أقدمه في مشاريعي الأخرى سواء في تجربتي مع الأستاذ غزوان زركلي أو في شارات المسلسلات، وحتى في التجارب التي قدمتها خلال "رحلة بصرية" ضمن فعاليات موسيقى على الطريق، ومن هنا فالناس لا يقيمونني فقط من خلال تجربة فرقة حوار».
وعن نشاطاتها القادمة قالت: «سأعود خلال الأيام القادمة إلى نيويورك حيث سكني لأرتاح قليلاً من النشاطات الحافلة التي قمت بها خلال هذا الصيف في وطني سورية، كما أن لدي فكرة مشروع هناك سأعمل عليه، ولن أعلن عن تفاصيله الآن، وأعتقد أنه في الزيارة القادمة سأكون قد أنجزت قدراً كبيراً منه وسأعلم اكتشف سورية بذلك قبل أي وسيلة إعلامية أخرى».
وأنهت حديثها بالتعبير عن رضاها بنشاطاتها خلال هذا الموسم حيث قالت: «هذا الموسم كان حافلاً جداً ومتنوعاً فمع حوار قمنا بثلاث حفلات وعدة حفلات مع موسيقى على الطريق في تجربتها الجديدة (رحلة بصرية)، وأيضاً مع الأستاذ غزوان زركلي، بالنهاية كانت الحصيلة سبع حفلات وبأنماط مختلفة».
بدوره تحدث عازف العود السوري عصام رافع لـ «اكتشف سورية» عن رأيه بفرقة حوار وهو عضو فيها فقال: «فرقة حوار لها علاقة بالرفقة وبزمن الدراسة ولها علاقة بارتباطنا كحالة إنسانية فيها غريزة الاجتماع، ومن جهة أخرى فإن الموسيقيين اللذين يعملون في هذه الفرقة لديهم أرضية ثقافية وموسيقية وسمعية واسعة، ويمكن لأي إنسان أن يستفيد منهم ومن تجاربهم، وهذه التجربة تغني الخبرة الموسيقية لأي موسيقي وأحب أن أعمل معهم دائماً، لأن حوار تقدم لوناً فريداً ومختلفاً تماماً».
كما التقى «اكتشف سورية» بعازف الكلارينيت السوري المعروف كنان العظمة حيث تحدث في البداية عن البرنامج العام للفرقة قائلاً: «أعتقد بأن برامج فرقتنا لا تشبه بعضها من حفلة إلى أخرى، ومن شاهدنا منذ البداية في كنيسة الزيتون، وحضر حفلاتنا التالية يدرك ذلك تماماً، ويظهر ذلك أيضاً من خلال ألبوماتنا الثلاثة، وفي النهاية نحن نجرب ومن حق أي موسيقي أن يجرب في الأعمال الموسيقية المختلفة وبالتالي نتعلم من بعضنا».
وقال أيضاً: «لا يوجد لدينا اتجاه محدد بل نعتمد على تطوير أدواتنا التقنية والفنية، ونعتمد أن يكون ألبومنا القادم ثلاثياً موسيقياً فقط (صوت، كلارينيت، آلة أخرى)، والألبوم الذي يليه سنسجله في اليابان».
وأضاف: «أتمنى أن تسألني هذا السؤال بعد عشر سنوات، فربما يكون قد ظهر للفرقة اتجاهها الواضح».
وعن أسلوب ديمة أورشو في الفرقة قال: «برأي ما تفعله ديمة هو الغناء بعينه حتى لو لم يكن ذلك كلاماً مغنى، على كل هي من يختار الأدوات التي تؤدي بها، وفي آخر المطاف هي ملكة خياراتها، كما أننا نحن من يعزف على الآلات نختار الطبقة التي نعزف عليها، وجزء من أدواتها هو الكلام المغنى، أما الجزء الأكبر من أدواتها فهو الغناء بدون كلام، وهو الصوت الحقيقي لديمة كمغنية، وهذا هو التحدي الأكبر، وكما قلت فالمسألة تتوقف عليها وتختار هي أن تغني متى تريد وكذلك تختار الأسلوب الذي تريده».
وأنهى حديثه بالقول: «الجميل بما نقدمه في فرقة حوار هو التشابه بين صوت ديمة والآلات الموسيقية، ووجود الكلمة سيفقدنا هذا الشيء».
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية