أورشو والعظمة وحمدان ورافع وموسيقى على الطريق

08 أيار 2010

في كل حفلة جديدة، يثبت مشروع «موسيقى على الطريق» أنه يحمل في طياته طموحاتٍ مستقبلية عريضة، إذ يتعدى دوره التثقيفي الترفيهي، ليتحول بالتدريج والتفاعل، وبالتكامل مع الجهات الثقافية الأخرى المهتمة الخاص منها والعام، إلى كرنفال موسيقي ثقافي دوري تواكبه نشاطات ثقافية فنية مختلفة تؤدي للارتقاء بالذوق الفني الثقافي العام.

ويأتي تعاون جمعية «صدى للثقافة الموسيقية» ومحافظة دمشق الأخير كضمان هام لاستمرار المشروع في الأعوام التالية، حيث ستتم الاستفادة من هذه التجربة المشتركة لتطوير نموذج واقعي مستدام قابل للتطوير يتم الإقتداء به لتعميمه في المحافظات السورية الأخرى الراغبة في ذلك.

بعد حفلات عيد الجلاء الرائعة، يعود مشروع «موسيقى على الطريق» ليقدم أسبوعاً موسيقياً حافلاً آخرَ، وذلك تمهيداً لإطلاق موسمه الثالث مساء الجمعة 7 أيار 2010، حيث تضمَّن برنامجُه فرقتين عزف فيهما أهم الموسيقيين السوريين.

‬فرقة فيولون جيسيمو في حديقة القشلة ‪
في حديقة القشلة وأمام جمهور يحب الكلاسيك من الموسيقى، قدمت فرقة فيولون جيسيمو للتشيلّو التي يقودها الأستاذ أثيل حمدان -عازف التشيلّو الأول في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وعميد المعهد العالي للموسيقى- مجموعةً من أعمال لعديد من المؤلفين الكلاسيكيين، وهم غوريللي، وبورسيل، وروسيني، وجورتيرمان، وفيردي، وموركيني. كما قدمت الفرقة عملاً للموسيقي السوري سرمد الخوري، وذلك بأسلوب موسيقي جديد، حيث تمت كتابة كل هذه الأعمال من قبل أصحابها خصيصاً لهذه التشكيلة الموسيقية من التشيلّويات.

تضم هذه الفرقة أسماءً معروفة في العزف على آلة التشيلّو، وهم: أسامة التسعيني، وسومر أشقر، وصلاح نامق، وكارون باغبودريان، وجميعهم من خريجي المعهد العالي للموسيقى بدمشق، بالإضافة إلى عازفين في الفرقة السيمفونية الوطنية. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد مثيل لهذه الفرقة إلا في مصر، ولكنها لا تقدم حفلات حالياً.

بعد نهاية الحفل، التقى «اكتشف سورية» بمؤسس الفرقة أثيل حمدان ليحدثنا عن الفرقة: «قدّمت الفرقة حفلها التأسيسي الأول عام 2003 على مسرح الأوبرا بدمشق ضمن احتفالات دار الأسد للثقافة والفنون بافتتاحها، كما قدمنا العديد من الحفلات على المسارح السورية، وشاركنا في مشروع "موسيقى على الطريق" بأكثر من حفلة في موسمها السابق، وآخر حفلة لنا كانت على مسرح الحمراء في كانون الثاني 2009».

‬فرقة حوار وحفلة دسمة في حارة الزيتون ‪
أما الحفل الثاني في هذا الأسبوع فقد كان دسماً أيضاً وأقيمت في مكان جميل ليزيد جمالاً على جمال، أحيته فرقة «حوار» التي تضم أبرز الموسيقيين السوريين، وهم، المغنية الأوبرالية ديمة أورشو، وعازف الكلارينيت كنان العظمة، وعازف العود عصام رافع، وعازف الإيقاع بادي رافع، وعازف الكونترباص خالد عمران.

يتبادر إلى ذهننا عند ذكر هذه الأسماء بأي مستوى موسيقي من الممكن أن تكون عليه هذه الحفلة. لقد تفاعل الحضور الكبير معها وصفق للفرقة طويلاً. بين الأعمال الخمسة التي قدمتها الفرقة هي: «رقصة» لغانم حداد، و«على عجلة» لعصام رافع، و«22 تشرين الثاني»، و«عرس»، و«139»، وثلاثتها لكنان العظمة. لقد اعتمدت الفرقة في برنامجها على الأسلوب الإيقاعي السريع في العزف واقتربت من موسيقى الجاز، كما استغلت الفرقة صوت المغنية الكبيرة ديمة أورشو ليلعب دورَ آلةٍ موسيقية أخرى بآهاتها وتدرجاتها، لتدهش الحضور الذي خرج من الأمسية سعيداً وراضياً.

بعد الحفل، التقينا الموسيقي كنان العظمة ليخبرنا عن الفرقة: «تأسست فرقة "حوار" في هذه المكان تماماً في أيلول 2003 أي قبل 7 سنوات تقريباً، حيث قدمنا أول حفلة لنا في كنيسة الزيتون هذه، ومن الجميل أن نعود ونجتمع هنا بعد هذا الوقت، ولكن ليس بجهدنا الفردي كما كان في التأسيس، فهذه المرة نعمل مع مشروع مهم ونقدم موسيقى في الشارع، هي الموسيقى ذاتها التي نقدمها في المسارح التي يحضرها النخبة. من الجميل أن نرى الدولة ممثلة بالمحافظة وهي تلعب دوراً أساسياً مهماً في دعم الموسيقى بهذا الشكل، وهذا الحضور الرائع دليل على نجاح المشروع واستمراريته. لقد أحسسنا أننا في دمشق في هذه الحفلة، حيث الشارع الدمشقي والحضور الدمشقي عكس ما نقدمه في الصالات، فطقوس الصالة ذاتها في أي دولة كان».

أما ديمة أورشو، فقد عبّرت عن متعتها بهذا الحفل قائلة: «إنها فرصة جميلة أن يرانا أشخاص لا يحضروننا في المسارح، فهذه تجربتي الأولى وأنا أقدم في الشارع. أظن أن فيها متعة أكثر وإحساس أكبر بقربك من الناس، وبالتالي أنت في حرية أكثر من المسرح». وعن آخر أخبارها، حدثتنا أورشو: «حالياً أنا أم بكل معنى الكلمة، وأمارس كل طقوس الأمومة بكل تفاصيلها، والآن أتلهف لأن أعود ناجحة بشكل أكثر. سأسافر بعد يومين إلى أبوظبي للغناء مع فرقة "حوار"، هذا التجمع الذي اشتقنا له بعد غياب طويل سببه السفر والمشاغل الخاصة، وهناك مشروع صغير نعمل عليه أنا وكنان أبو عفش في شيكاغو، وهو مجموعة أعمال لمؤلفين حديثين لسوبرانو وآلة تشيلّو معاً، وأعتقد أنها ستكون ناجحة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق