إبراهيم كيفو في موسيقى على الطريق

27 تشرين الثاني 2010

الفسيفساء السوري العتيق

استقبلت حديقة القشلة، هذا المكان الذي أصبح مسرحاً مهماً في دمشق من خلال ما يستقبله من أمسيات موسيقى على الطريق التي تقام فيه مساء كل جمعة، والتي أصبح لها جمهورها الذي يأتي مبكراً ليحجز مقعداً له، وذلك مساء أمس الجمعة 26 تشرين الثاني 2010 الحفلة الثانية من تظاهرة «يحكى في سورية» التي أطلقها مشروع موسيقى على الطريق، وأحياها المغني السوري إبراهيم كيفو ليعرض للجمهور مشروعه الهام واتجاهه الغنائي الفريد، وهو الفنان الذي يجمع بين موسيقى الجزيرة السورية بكل لهجاتها ولغاتها القديمة قدم التاريخ.

وقد ازدحمت حديقة القشلة بالحضور الذي صفق ورقص مع صوت إبراهيم كيفو وموسيقى نخبة من الموسيقيين السوريين هم: مسلم رحال(ناي)، ناريك عبجيان (بيانو)، فراس حسن، داني شكري (إيقاع)، علي شاكر (بزق). وكعادته قدم كيفو مجموعة من الأغاني بدأها بالبدوية العربية الخاصة بمنطقة الجزيرة، ومن ثم مجموعة من الأغاني التراثية الكردية، ثم السريانية، وأيضاً قدم أغانٍ آشورية، لينهي حفلته ببعض الأغاني الأرمنية التراثية.

كيفو لاكتشف سورية: لدي مشاريع مع نوري اسكندر وكنان العظمة وغني ميرزو
وقبل أن يبدأ الحفل بقليل التقى «اكتشف سورية» بالفنان إبراهيم كيفو وكان هذا الحوار:

ليس هذه المرة الأولى التي يغني فيها إبراهيم كيفو في مكان مفتوح، ولكنها الأولى التي يؤدي فيها حفلة ضمن فعاليات مشروع موسيقى على الطريق وفي حديقة وأمام جمهور غريب عنه، ألا تخاف من الحضور الغريب؟
برأيي إذا عمل المغني بصدق فإن ذلك سيخلق تماساً بينه وبين المتلقي، وهذا أول حفل لي ضمن فعاليات موسيقى على الطريق ولكني أؤمن بتفاعل الجمهور معي طالما أنا أؤدي بمحبة وصدق.

أحترم تجربتك ولكن أشعر أن مغنينا يلتزم بالبيئة نفسها التي ولد فيها، أي المغني الآشوري يقدم غناءً آشورياً، أو سريانياً يقدم نمطه السرياني، وهكذا الكردي والعربي، ألا يكون هذا أسلم وأفضل، ما رأيك؟
هذا صحيح، يلزم أن تختص الشعوب بتقديم تراثها، ولكن هذا لا يمنع أن نقدم تجربة شاملة، خاصة وأننا في الجزيرة نقدم في حفلاتنا أمام جمهور متنوع، وبالتالي يجب على المغني أن يمتلك فكرة عن كل ما يغنى في هذه المنطقة ليرضي الحضور المنوع الذي يمثل خليطاً من مختلف اللغات واللهجات، فإذا تمكن الفنان من هذه اللغات واللهجات ليعطي بصورة جيدة فما المشكلة؟ ولكني بشكل عام أميل لرأيك أكثر، ليقدم كل شخص خصوصيته الفنية.


المغني السوري إبراهيم كيفو
وأمسية غنائية متنوع ضمن فعاليات موسيقى على الطريق

ماذا عن ألبومك الأخير؟
ألبومي الأخير من إنتاج دار الثقافة في باريس، يحتوي ستة عشر عملاً من كل اللغات واللهجات الجزراوية، وهذا ما سأغنيه اليوم ضمن تظاهرة «يحكى في سورية»، هذا التنوع السوري الذي يعد الأجمل في العالم، وأحاول في الأغاني تمثل الماضي والحاضر، وهذا الألبوم يعد إحدى إنتاجات بيت الثقافات العالمية، حيث دخل من خلاله إلى مسابقة أكاديمية تشارل كروز للموسيقى القديمة في العالم وحاز على الجائزة الأولى، ولابد أن نذكر أن هذه المسابقة سنوية وتدخل فيها كل موسيقى الشعوب القديمة، وقد سبق أن أنتج لي ألمانيا ألبوم باسم «صوت سورية القديم»، ولاقى صدى إعلامياً جيداً في أوروبا.

ما هي مشاريعك القادمة؟
هناك تجارب مهمة، منها مع الفنان السوري غني ميرزو المقيم في إسبانيا، وأخرى مع الفنان السوري الكبير نوري اسكندر، من خلال مسرحية قدمت في مسارح عالمية، وستقدم في سورية، وتجربة أخرى مع الفنان السوري كنان العظمة، والتي قدمناها في ألمانيا وسنعيد تقديمها في الوطن أيضاً مع فرقة آندي آر الألمانية.

أصبح لدي فضول كي أعرف أكثر عن تجربتك مع الفنان الكبير نوري اسكندر؟
عبارة عن عرض مسرحي يجسد ملحمة يونانية (فينوس) مع مسرح هولندا العالمي وفرقة موسيقية سورية بقيادة نوري اسكندر، وهو من وضع الموسيقى بأكملها، وأخذت أنا دور البطولة الغنائية والتمثيلية فيه بجانب الممثل فيتشر الحائز على جائزة أوسكار، وفي هذا العرض أغني باللغة العربية مع ألحان سورية، وقدم هذا العرض في آكروبولس بحضور الملكة، كما قدم في النمسا وبلجيكا، ومن خلالكم أشكر الأستاذ نوري اسكندر الذي جمع خليطاً ممتازاً في هذه الفرقة يظهر التنوع السوري العربي والسرياني وباقي اللهجات السورية ليكون في النهاية عرضاً جميلاً.

ومع كنان العظمة؟
قدمت هذا العمل قبل ثلاثة أشهر في مهرجان مورغن لاند المختص بموسيقى الشرق، وكان عملاً رائعاً، اقتصرت فيه مشاركتي على العزف بآلة البزق مع فرق سيمفونية بقيادة ألمانية ولعبنا بأصواتنا على كلمة القدر بكل اللغات السورية، وقد لاقى العرض استحساناً رائعاً من الحضور.

كلمة أخيرة؟
أشكر «اكتشف سورية» هذا الموقع الذي يهتم بالموسيقى السورية وكل الحراك الثقافي السوري.

وعن استضافة كيفو، قال الموسيقي شربل أصفهان مدير مشروع موسيقى على الطريق لـ «اكتشف سورية»: «تعرفون بأننا بدأنا بتظاهرة "يحكى في سورية" منذ فترة وجيزة، وحرصاً على تقديم وتعريف الجمهور بكل أنماط الموسيقى السورية، فقد قدمنا الغناء السرياني في حفلة سابقة، واليوم مخصص لغناء الجزيرة السورية، ووجدنا أن خير ممثل لهذا الغناء والموسيقى بألوانها هو الفنان السوري إبراهيم كيفو، وأتمنى أن تنال إعجاب جمهورنا العزيز.

ومن جهة أخرى، وضمن حفلات موسيقى على الطريق لهذا الأسبوع، قدم التخت الشرقي النسائي السوري في ساحة المسكية مجموعة من القطع الموسيقية وبعض الأغاني التراثية بصوت المغنية السورية ميراي بيطار.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

أمسية موسيقية للتخت النسائي الشرقي في ساحة المسكية تحييها المغنية السورية ميراي بيطار

عازف البزق علي شاكر في حفلة المغني السوري إبراهيم كيفو ضمن فعاليات مشروع موسيقى على الطريق

المغني السوري إبراهيم كيفو يحيي الحفلة الثانية من تظاهرة يحكى في سورية ضمن مشروع موسيقى على الطريق في حديقة القشلة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق