إبراهيم كيفو على مسرح كلية الفنون الجميلة

10 12

يللا نغني لسورية. يللا يللا. الله يخلـّيا. الله الله

في حالة لا مثيل لها من التفاعل الحقيقي بين الجمهور والفنان، وضمن فعاليات الشهر الأخير لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، أحيا إبراهيم كيفو وفرقته الموسيقية حفلاً موسيقياً يوم السبت 6 كانون الأول 2008، وذلك على مسرح كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.
الحفل الذي بدأ متأخراً حوالي الأربعين دقيقة بسبب بعض المشاكل الفنية في أجهزة الصوت، حضره جمهورٌ ينتمي في أغلبيته إلى محافظة الحسكة، هذه المحافظة ذات النسيج الإثني الفريد والتي تضمّ أعراقاً مختلفة من سريان، وآشوريين، وعرب، وأرمن، وأكراد، يتعايشون معاً مكوّنين لوحةً فسيفسائية فريدة، وليأتي برنامج الحفل مُمثلاً حقيقياً لتلك الفئات، وهو ما عبّر عنه الفنان كيفو نفسه في بداية الحفل «أنا آتٍ من الخابور، واليوم سيصبّ ماء الخابور في مجرى نهر بردى ليعبّر عن صوت الجزيرة».
بهذه الكلمات وبأغنية «خلونا الليلة نغنّي. خلونا الليلة نفرح» بدأ كيفو الحفل، الذي غنّى فيه خمس عشرة أغنية باللغات السريانيّة، بلهجتيها الطورانيّة والأشوريّة، الأرمنية، والكردية، والعربية باللهجتين المردلية والبدوية، وكانت حصة كلّ لغة منها ثلاث أغنيات.
أغانٍ اختلفت باللغة، لكنّها اشتركت جميعاً بطابع العفويّة والبساطة وبلحنيّتها المفعمة بالدفء، وعبّرت كلماتها عن الارتباط بالأرض وحبّ الحياة والتعلق بها، عبّرت عن حالة العشق الأبدي التي تربط الإنسان بتلك البقعة بحسّ الغناء والرقص.
لقد أدّى الفنان كيفو بصوته الدافئ الحنون هذه الأغاني الرائعة ببراعة، واستطاع الانتقال من تراث إلى آخر بسلاسة بالغة، وهذا التميّز لم يكن في الغناء فحسب بل في حالة تفاعله مع الأغنية نفسها، والتي جعلته يرقص على خشبة المسرح مُجسّداً لكلّ أغنية رقصتها الفلكلوريّّّة الخاصة، وهنا لابدّ من الإشارة إلى دور عازف الإيقاع جورج أورو الذي أخذ ينوّع آلاته الإيقاعيّة المختلفة الأشكال والأحجام من داهول أرمنيّ، وخشّابة، وتار، ودجمبة، وذلك من أجل الوصول إلى اللون الإيقاعيّ المناسب.
لقد جعل كيفو الجمهور يتفاعل معه، ناقلاً إيّاهم من مجرّد مستمعين إلى مشاركين بالغناء والتصفيق والرقص وهم في حالةٍ من السعادة والنشوة، خاصّة في الأغاني الأخيرة التي كانت مخصّصة للفلكلور الكردي والفلكلور باللهجة الجزراويّة المردلية. حالة التفاعل هذه لم تمنع البعض من افتعال بعض الصفير الذي كنّا نسمعه بين الحين والآخر، مترافقاً مع بكاء بعض الرضّع الموجودين في الصالة.
يُذكر أنّ كيفو هو خريج معهد الموسيقى بالحسكة ويقوم بالتدريس فيه حالياً، عمل مع موسيقارنا المبدع نوري اسكندر، وحصل على جائزة الأورنينا الذهبيّة من مهرجان الأغنية السورية، وهو إلى جانب ممارسته الغناء يقوم كيفو بمزاولة التأليف الموسيقي لمعظم أغانيه، والتي قام بأداء ثلاث منها في هذه الليلة «خلونا الليلة نغني»، و«مسا الخير. أهلا وسهلا بطلـتكن»، والأغنية التي أهداها إلى الوطن وإلى الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية، واختتم بها الحفل الذي استمرّ ساعة ونصف «يللا نغني لسورية. يللا يللا. الله يخلـّيا. الله الله».
تكوّنت الفرقة من :
فراس شارستان على القانون «مشرف فني».
ناريك عبجيان على الكيبورد.
علي شاكر على الساز.
إبراهيم كدر على الناي.
محمد نامق على التشيللو.
جورج أورو على الإيقاع.
مهند جرماني على الإيقاع.
إبراهيم كيفو غناء وبغلمة .
كان لـ «اكتشف سورية» وقفة بعد الحفل مع الموسيقار السوري نوري اسكندر، الذي عبّر بدوره عن سعادته بما سمعه، وقال: «يُشكّل فلكلور الجزيرة بكافّّة أطيافه وألوانه باقّة ورد جميلة، وإعادة إحيائه على خشبة المسرح هنا في دمشق هو أمر بغاية الإيجابيّة»، وأضاف «إنّ إعادة طرح هذا الفلكلور من جديد مع المحافظة عليه كما هو دون تغيير هو مبتغى الجمهور، هذا الخط أو الأسلوب هو ما يدعى بالشعبي، وهناك خطّ آخر يجب أن يتواجد مع الخطّ السابق، خط أكثر جديّة يسعى إلى طرح هذا الفلكلور بقالب وأسلوب جديد، وذلك بالاستفادة من معطيات وعناصر مختلفة متوافرة بين أيدينا، لكن هذا الأمر لا يجوز أن يتمّ بأسلوب عبثي، بل يجب أن يتمّ بشكل مدروس ومتوافق مع المادة الأصلية المراد صياغتها».


مالك كورية

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

ديمة القاسم:

أود أن أشكر مالك كورية على جميع المقالات التي يثري بها مكتبتنا الموسيقية، فهو بحق مثال للناقد الموسيقي الأكاديمي والمعلم الفنان.

سورية