رفيق سبيعي

22 شباط 2017

فنان الشعب أبو صياح..

.
رفيق السبيعي «9 شباط 1930 - 5 كانون الثاني 2017» مُمثل سوري من مواليد حي البزورية، في مدينة دمشق القديمة.

شبّ على حلم الفن، متحدّياً إرادة الأب، وظنون المحيط. فلم يكن الأمر سهلاً في الشام بعد الاستقلال، حيث كان يطلق على الممثلين لقب «المشخصاتي» وكان يعتبر التمثيل عيباً اجتماعياً ما اضطرّه إلى البدء باسم فنيّ هو «رفيق سليمان».


مسيرته الفنية


بدأ مسيرته أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية مرتجلة على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرقٍ فنيّة عدة كفرقة «علي العريس»، «سعد الدين بقدونس»، «عبد اللطيف فتحي»، «البيروتي»، و«محمد علي عبدو»، كما أسهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال (1946)، حيث صنع شخصية أبو صياح أو قبضاي الحارة الشامية بزيه الدمشقي الفلكلوري الأصيل -الشخصية الأشهر له- وجسد مختلف الشخصيات في أعماله ولاحقاً في السينما والدراما السورية.


فنان الشعب رفيق سبيعي

لم يكتف بالمشاركة في الحركة الفنية لتلك الفترة، بل تابع دوره في التقديم الإذاعي، وإطل على مستمعيه عبر إذاعة دمشق لمدة 12 سنة في برنامجه الأسبوعي الناقد حكواتي الفن، كما شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية السورية.

بدأ وهو في سن مبكرة المشاركة في نوادي الكشافة وتمكن خلال هذه الفترة من إظهار مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل.

كانت بداية ظهوره في التلفزيون في مسلسل مطعم السعادة (1960) مع عدة فنانين منهم دريد لحام و نهاد قلعي وتوالت أعماله بعدها.


أبو صياح


بدأت قصّته مع «أبو صيّاح» كما يروي في إحدى مقابلاته: «أوّل مرّة قدمتها عن طريق المصادفة، حين أراد الفنّان أنور المرابط أن يتغيبّ عن أداء فصل كوميدي يلعب فيه دور العتّال في إحدى مسرحيات الراحل عبد اللطيف فتحي. كنت أعمل وقتها ملقماً في مسرحه، لم أنم ليلتها من الفرحة، واعتبرت هذا الدور نوعاً من الامتحان يمهد لي الطريق كممثل، استعرت الشروال وباقي الاكسسورات، ففوجئ بي فتحي عندما رآني على المسرح، وجسّدت الشخصية على طبيعتها كما تبدو في الحياة. وقتها، شاهد أدائي المرحوم حكمت محسن، وتنبأ لي بالنجومية منذ ذلك الحين».

كان ذلك أواخر خمسينيات القرن الماضي، في عمل مسرحي مقتبس عن مسرحية مصرية للكاتب أبو السعود الإبياري نقلها عبد اللطيف فتحي إلى الشاميّة، قدمت على أحد مسارح دمشق، وحضرها وقتها صباح قباني أول مدير للتلفزيون السوري، وبقيت في باله. وعندما تأسس التلفزيون عرفّه إلى الراحل نهاد قلعي، والفنّان دريد لحّام، وبدأت مسيرة «أبو صيّاح» التلفزيونية مع «غوار الطوشة» و«حسني البورظان».

ساهم رفيق سبيعي بتأسيس عدّة فرقٍ مسرحية بعيد استقلال سورية عام 1946، وشارك في عروضٍ شهيرة للمسرح القومي، وكان من أول الوجوه التي ظهرت على التلفزيون السوري منذ تأسيسه مطلع ستينيات القرن الماضي حينما رآه مؤسسه، صباح قبّاني، على أحد مسارح دمشق بشخصية «أبو صياح»، واستدعاه ليبدأ المسيرة التلفزيونية مع الثنائي الفني السوري الشهير «نهاد قلعي ودريد لحّام»، التي أثمرت عن «مقالب غوّار» والعمل الكوميدي الشهير «حمّام الهنا».

واستمرت مسيرة سبيعي مع الدراما التلفزيونية، لسنواتٍ طويلة، قدّم خلالها عشرات الأدوار، كان آخرها مشاركته بمسلسل «حرائر» عام 2015، تحت إدارة المخرج باسل الخطيب، ولطالما حاول الراحل تقديم أدوارٍ يؤكد فيها حضوره كممثل بعيداً عن صورة «أبو صيّاح»، وتمكّن من ذلك بنجاح عبر تقديمه لشخصية «طوطح» اليهودي في مسلسل «طالع الفضّة» عام 2011، من إخراج نجله سيف الدين سبيعي، الذي اعتبر أنّ والده أعاد اكتشاف نفسه من خلالها على مشارف الثمانين عاماً، وبدا الأب متفقاً مع ابنه في وجهة نظره، حينما: «"طوطح" أبرز طاقة بداخلي ربما لم تكن مرئية بالنسبة للجمهور، وأثبتّ للمشاهدين بأن لدي قدرات كممثل تفوق ما شاهدوه في إدائي من قبل، ولطالما كان هذا هدفي طوال حياتي».

في السينما، قدّم الراحل رفيق سبيعي ما يزيد على الخمسين فيلماً، أحدثها «سوريّون.. أهل الشمس» في عام 2015، ويحمل أيضاً توقيع المخرج باسل الخطيب، ومن أبرز مشاركاته السينمائية، دوريه في فيلمي السيدة فيروز الشهيرين «سفربلك» و«بنت الحارس»، كما شارك في فيلم محلية أهمها «أحلام المدينة» و«الليل» للمخرج محمد ملص بدور شكري القوتلي، وفيلم «الشمس في يوم غائم» للمخرج محمد شاهين، و«الليل الطويل» لمخرجه حاتم علي، وفيلم «صندوق الدنيا» للمخرج أسامة محمد، إلى جانب الأدوار التي أدّاها في موجة الأفلام التجارية خلال سبعينيات القرن العشرين منها «عملية الساعة السادسة (1966)، عنتر يغزو الصحراء (1969)، أيام في لندن (1976)، ذكرى ليلة حب (1973)، فتاة شرقية (1985)، زواج على الطريقة المحلية، غرام في إسطنبول.

كما اشتهر الفنان السبيعي في فن المونولوج على مستوى الوطن العربي حيث كان فناً حديثا قياساً لتلك الفترة لم يبرع فيه الكثيرون كبراعة السبيعي ومن اشهرها نذكر: «يا ولد لفلك شال»، «تمام تمام هدا الكلام»، «شروال أبو صياح»، «لا تدور ع المال»، «حبوباتي التلموذات»، «شيش بيش»، «قعود تحبك»، «الحب تلت لوان»، «الخنافس».

أما في الغناء فقد أدى خلال مسيرته أغنياتٍ اعدت خصيصاً للسينما كـ «زحليقة وتلج»، «ليش هيك صار معنا»، و«الاوتو ستوب».

وفي منتصف سنة 2016 أطلق أغنية جديدة بعنوان «لا تزعلي يا شام» من كلمات وألحان سهيل عرفة، متمنياً انتهاء الأزمة بأسرع وقت، والسلام لسورية.

الرئيس الأسد يمنح فنان الشعب وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد في 27 شباط 2008 الفنان القدير رفيق سبيعي. وجرى خلال اللقاء استعراض دور الفن والفنانين في خدمة المجتمع والوطن والمحافظة على التراث السوري العريق وتجسيده من خلال الأعمال الفنية.

أشاد الرئيس الأسد بمسيرة الفنان رفيق السبيعي الطويلة التي جسدت الفن الشعبي. وعبر الفنان رفيق السبيعي عن امتنانه وشكره العميق للسيد الرئيس الذي منحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ولرعايته الفن والفنانين واهتمامه بهم.


الرئيس الأسد يستقبل فنان الشعب رفيق سبيعي بعد منحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة

«تكريم السيد الرئيس لي أثلج صدري وحملني مسؤولية كبرى» قال الفنان الكبير رفيق سبيعي وعبّر عن شكره الجزيل للسيد الرئيس بشار الأسد على كرمه مؤكداً أن هذا التكريم يحمله مسؤولية كبرى، وقال في تصريح خاص بعد استقبال السيد الرئيس له «كنت أتوقع هذا التكريم من سيادة الرئيس فهو دائماً يرعى الفنانين ويدعمهم ويحرص على متابعة أمورهم وأعمالهم» مضيفاً أن هذا التكريم أثلج صدره وأعطاه حافزاً لمزيد من العطاء الفني الراقي.

أوضح الفنان أن اللقاء مع الرئيس الأسد استمر نحو ساعة وكان أخوياً وتم خلاله تبادل الأحاديث بشكل عفوي وبسيط مشيراً إلى أن السيد الرئيس يُشعر ضيفه أنه مواطن عادي مثله ولا يختلف عنه إلا بموقع المسؤولية.

أضاف بالقول «لقد تبادلت مع سيادته الحديث والحوار في أمور الفن والفنانين والعقبات التى تعترض مسار العمل الفني في سورية وسبل تجاوزها موضحاً أن أمام الفنان مسؤولية كبيرة لأنه حامل رسالة حقيقية». وأعرب الفنان سبيعي في ختام حديثه عن اعتزازه بالمواقف الوطنية والقومية للسيد الرئيس التي تمثل شموخ الوطن ورفعته.



اتحاد الكتاب يكرم فنان الشعب رفيق سبيعي


كرم اتحاد الكتاب العرب ظهر يوم 8 كانون الأول 2013 فنان الشعب رفيق سبيعي تقديرا لمسيرته الفنية الطويلة التي زخرت بمختلف أنواع الفنون وتميزت بالعفوية والصدق فعكس من خلالها كافة الهموم والأفراح الوطنية التي جعلت منه فناناً يعتز به وطنه.



وصية فنان الشعب أبو صياح

في لقاء أجرته معه صحيفة الوطن السورية في 21 حزيران 2014 سألته:
- هل تخشى الموت بعد عمرٍ طويل؟ وهل من وصية كتبتها؟
أجاب فنان الشعب: «المكتوب ما منه مهروب»... أنا رجلٌ مؤمن، وأعي تماماً بأن الرب واحد والعمر واحد، ولا يمكن للإنسان أن يعيش عمره وعمر غيره. أما عن الوصية فأنا لا أؤمن بها حيث أترك تقسيم الميراث على الورثة حسب ما نص عليه الشرع.

- الموت غيّب العديد من نجوم الدراما السورية مؤخراً، كيف تلقيت نبأ رحيلهم؟

أترحم عليهم كلما شاهدت عملاً فنياً لهم، وأهمس بداخلي: «أنتم السابقون ونحن اللاحقون». لغاية اليوم أترحم على الزميل حكمت محسن /أبو رشدي - رحمه الله- حيث كان له الفضل بانطلاقتي وبوصولي للشهرة المتواضعة التي حصلت عليها، لأنه قدم لي يد العون وقت دخولي الإذاعة، وكذلك عملي في المسرح القومي، حيث تنبأ لي بالنجاح آنذاك.

بماذا توصي الممثلين الشباب الراغبين في بدء مشروعهم الخاص؟

أجاب فنان الشعب: أوصيهم بالابتعاد عن الغرور، فالغرور مقبرة الفنان، والدليل على ذلك تراجع واختفاء العديد من النجوم الذين أغرتهم الحال التي وصلوا إليها، مما أدى فيما بعد إلى توقفهم وعدم استمرارهم في العمل.



دمشق تودع فنان الشعب أبو صياح

شيعت دمشق من جامع الأكرم بالمزة ظهر يوم الجمعة 6 كانون الثاني جثمان الفنان الكبير الراحل رفيق سبيعي ملفوفا بالعلم العربي السوري.


وزير الإعلام ينعي الفقيد الكبير

احتشد جمع كبير من الفنانين والمثقفين السوريين في مقدمتهم وزير الإعلام المهندس محمد رامز ترجمان لوداع فنان الشعب وقال: «خسرت سورية اليوم أحد عمالقة الفن والدراما السورية وخسرت فنانا كبيرا وعظيما ووطنيا بامتياز.. خسرت فنان الشعب».


دمشق تشيع جثمان فنان الشعب رفيق سبيعي إلى مثواه الأخير

وأضاف «إن مسيرة هذا الفنان الراحل الكبير غنية واستطاعت أن ترسم هوية وشخصية جيل بأكمله من خلال مجموعة من الأعمال والشخصيات التي نذكرها جميعا وطبعت في قلوبنا وتكرست في ذاكرتنا وأذهاننا مشيرا إلى أن الراحل قد يكون غادرنا جسدا ولكن روحه وأعماله ستبقى في ذاكرة الشعب السوري».

وتابع الوزير ترجمان «الفنان لحق برفاق دربه من أمثال نهاد قلعي وناجي جبر وخلدون المالح .. وقد وقف منذ البداية مع شعبه وكانت الأمور واضحة له تماما بأن ما يتعرض له هذا الشعب مؤامرة إرهابية تستهدف حضارته وتراثه ولذلك أصر أن يبقى موقفه وصوته صداحا وموجودا على الشاشة رغم كبر سنه ومرضه».


حمام الهنا يقفل أبوابه على جيل لن يتكرر - خليل صويلح

الكاتب والصحفي خليل صويلح من منبر صحيفة «الأخبار» اللبنانية كتب مقالة تحت عنوان «حمام الهنا يقفل أبوابه على جيل لن يتكرر» نقتطف منها: «برحيل رفيق السبيعي، أغلق «حمام الهنا» أبوابه تقريباً. سيلتحق برفاق درب كثيرين سبقوه إلى العالم الآخر، أمثال نهاد قلعي، وفهد كعيكاتي، وياسين بقوش، وناجي جبر. سيصعب علينا إحصاء ميراثه في المسرح والغناء والسينما والإذاعة والتلفزيون. هو « أبو صياح» الشخصية الدمشقية الأصيلة بشرواله وطربوشه وشاربيه. كاركتر عابر للأجيال، مزيج من عبق حي البزورية العريق، وأسوار القلعة، عبوراً إلى نوادي التمثيل الأهلية في خمسينيات القرن المنصرم، صاحب الأغاني الانتقادية التي لم تطوها قيم الحداثة».

ويضيف «على الضفة الأخرى، هو الممثل بأقنعته المختلفة، المتمرّد على رغبة العائلة بأن يكون خيّاطاً. سيطرّز قماشة أخرى بروحه المتوثبة لصناعة البهجة. كان قدوم فرقة علي العريس اللبنانية إلى دمشق فرصة للممثلين الهواة أن يختبروا أدواتهم على الخشبة. هكذا تسلّل رفيق السبيعي إلى كواليس المسرح، قبل أن يلتحق بفرقة سعد الدين بقدونس، التي كانت تجول المدن البعيدة والأرياف لتقديم عروضها، من دون التفكير في مشقة المواصلات وعدم وجود فنادق للنوم، فكانوا ينامون في أروقة المسرح. يتذكّر بأن أول أجر حصل عليه كان ليرة واحدة عن كل عرض. بتأسيس «المسرح الحر»، صعد عتبة أخرى في سلّم الفن بصحبة عبد اللطيف فتحي. ورغم مشاركته في بعض عروض المسرح القومي»، إلا أنّ بصمته كانت أكثر ألقاً في عروض المسرح الشعبي».


دمشق تشيع جثمان فنان الشعب رفيق سبيعي إلى مثواه الأخير




رفاق الدرب ينعون الراحل الكبير

محمد ملص


من صفحته على مواقعى التواصل الاجتماعي نعى المخرج محمد ملص فنان الشعب السبيعي بالقول:«يختطفني غياب المعلم رفيق سبيعي، إلى تلك المصادفة التي عثر بها كل منا على الآخر، في شارع من شوارعنا الدمشقية التائهة، من شتاءنا الماضي، فانسكبنا معا في دفء ذاك العناق الطويل فلم ننفك منه إلى الحد الذي غدونا فيه "فرجة" للعابرين والتائهين كأننا نحن "سينما" ومن خلفنا الصور الباهتة لسينما الشام المغلقة. وبدفء صوتك المغمس بالأصالة همهمت "أنت هون ؟" وهمهمت لك "ولن أكون إلا.. !" يا معلم ! . ابتعدت برأسك قليلا وبدت أمامي قامتك السامقة المرتعشة! فضحكت وعانقتني وأخذت تهمهم مذكراً بتلك الأيام قبل ثلاث وأربعين عاما حين كنا معا في ذاك الدهليز العاتم لمشهد من مشاهد "أحلام المدينة" وأنا أشرح لك بشيء يشبه همهمت حيوان محاصر، فقلت لي: "لأول مرة أحس بما علي أداؤه بلغة الفحيح يا محمد!".
غيابك سحابة سوداء كثيفة تضاف إلى السحب التي تغطي حياتنا!. وهو أيضا ضربة من "الأربعمئة ضربة" التي أرانا إياها المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو للوصول إلى تلك اللحظة التي يتوقف بها القلب عن الخفقان».


دمشق تشيع جثمان فنان الشعب رفيق سبيعي إلى مثواه الأخير


سلاف فواخرجي


الفنانة السورية سلاف فواخرجي في كلمة وداع السبيعي قالت: «رفيق الشعب ورفيق الناس ورفيق الفرح ورفيق الصغير والكبير ، رفيق الحارة الشامية وزعيمها الاصيل والزكرت والمعدل ، شيخ الشباب اللي كان مثال الاخلاق والعطاء بالفن وبالحياة ....
رفيقنا كلنا ، وحبيبنا كلنا رفيق سبيعي... الله يرحمك».


أمين الخياط


وقال الفنان الموسيقار أمين الخياط الذي لحن لفنان الشعب العديد من المونولوجات «عرفت الراحل منذ عام 1957 عندما كنا في بداية الطريق حيث عملنا معا في اذاعة حلب كل حسب اختصاصه الفني ولمست فيه من وقتها الاصرار والاجتهاد على العمل والابداع وأرى أن لقب فنان الشعب الذي التصق به يستحقه بكل جدارة بينما ظل هو يعمل بعقلية الهاوي حتى اواخر ايامه فكان مع كل عمل يبحث عن النجاح والتميز كما كان في تعامله من ارقى الناس شهما ومحبا للآخرين وصاحب شخصية دمشقية متميزة أما على صعيد الغناء فكان ينتقي الكلمة الطيبة التي يريد عبرها توجيه الشباب نحو القيم الايجابية والسلوك الحسن».


دمشق تشيع جثمان فنان الشعب رفيق سبيعي إلى مثواه الأخير

سليم صبري


بدوره الفنان سليم صبري بيّن انه «ارتبط مع الراحل بعلاقة صداقة ومودة إلى جانب زمالة الفن ولمس فيه عبر هذه السنوات الانسان المحب الودود والتعامل الانساني الى ابعد الحدود والرغبة المستمرة بتقديم الأفضل ولا توجد كلمات رثاء تفي هذا الفنان والانسان قيمته».

هادي بقدونس


من جانبه قال الفنان الموسيقي هادي بقدونس «رحيل الفنان سبيعي خسارة للدراما العربية برمتها لأنه صاحب تاريخ ومجد ومدرسة كبيرة في هذا المجال وسوف تبقى اعماله بذاكرتنا إلى الأبد يتكلم التاريخ عنها لأنها مزروعة في قلوب الجميع وكان لي شرف الوقوف معه على مسارح سورية والوطن العربي طيلة خمس وثلاثين سنة عبر أغاني المونولوج كما رافقته مع وفد الفنانين السوريين في زيارة كسر الحصار عن غزة».


دمشق تشيع جثمان فنان الشعب رفيق سبيعي إلى مثواه الأخير


ميسون أبو أسعد


كتبت الفنانة ميسون أبو أسعد على صفحتها: «راحوا الكلمات مني بروحتك عننا .. معرفتك والشغل معك ومحبتك النا شرف كبير .. كلماتك وطيبتك ونصايحك مستحيل أنساها .. يالله هالخبر شو صعب .. يا الله غيابك شو خسارة النا كلنا..
الله يرحمك ويصبر عيلتك الصغيرة وعيلتك الكبيرة يلي هي نحن وسورية كلها يلي حبيتها من كل قلبك..»


أندريه سكاف

الفنان أندريه سكاف رأى أن رحيل سبيعي خسارة لا يمكن تعويضها لأنه كان من صناع الفن في سورية وعلامة نجاح في كل الأعمال الدرامية التي شارك فيها مؤكدا أن مشاركته وجيله للراحل الكبير في العديد من الأعمال تحملهم أمانة حمل راية الدراما السورية والاستمرار في نفس الطريق التي خطها فنان الشعب قبل أكثر من خمسين عاما.


ندوة تكريمية للفنان الراحل الكبير رفيق سبيعي في ذكرى رحيله الأربعين

تقديرا لمواقفه الوطنية ومسيرته الفنية الغنية التي لامست قضايا الناس وهمومهم نظمت وزارة الثقافة مديرية ثقافة دمشق ندوة تكريمية لفنان الشعب الراحل رفيق سبيعي وذلك في قاعة المحاضرات بثقافي أبو رمانة بمشاركة مجموعة من الفنانين والإعلاميين وعائلة الراحل.

وفي كلمة له قال نجل الراحل المخرج سيف الدين سبيعي «مت يا أبي كي ترى حبي الذي اخفيته عنك طوال عمري.. مت واقفا وارهم كم تخسر الدنيا إذا مت وأنك تستطيع بمهارة ان تنتقي موتا.. مت مستريحا فنحن اشعلنا مشاعلنا من اللهب الذي كنت اطفات فتيله فاضاء الدرب ما يكفي».

وأضاف «هكذا يا ابو صياح تنتهي الاشياء العتيقة وياتي رجل الشهاب الذي يخترق حضن العتمة يوم رقدت يا أبي بصمتك الطويل استعدت شريط الذكريات معك تحسست راس تقصيري الأرعن وأردت قطعه ولكنك انت يا أبي من قلت كن سلما ولا تحمل من اسمك سوى الاعتدال.. فقم يا أبي افتح باب بيتك في القيمرية وطالع الفضة والصالحية وساروجة والشاغور وباب شرقي وباب توما وباب سريجة وامض مرفوع الجبين.. كل السلام على اهلك وجيرانك واحبابك».


ندوة تكريمية للفنان الراحل الكبير رفيق سبيعي في ذكرى رحيله الأربعين

وتابع «افتح باب الزعامة واحتس يا أبتي فنجان قهوة مرة واحدا واكسره يا أبي فلا أحد يستحق فنجانك إلا أنت وابق كما انت مترقبا بجوالك وشاربيك وخالك ونظرة الشهامة تلك ثبتها كزعقة نسر مطل على الحمائم كالغضب وانتظر الشام كي تنهض وتشع على العرب والعالم كله».

بدوره لفت الإعلامي احمد السيد إلى أن الراحل الكبير كان يريد حضور الندوة المقررة والتي حملت عنوان «المرأة في الدراما السورية» لكن للأسف بسبب فقدانه تحولت إلى ندوة تكريمية لروحه وذكراه مستعرضا مسيرته الغنية من بداياته الفنية الاولى والصعوبات التي واجهها وأهم محطاته الفنية كعمله في المسرح القومي وفي الإذاعة والتلفزيون.

وبين السيد أن الراحل كان في منتهى التواضع والشهامة يهتم بالشباب ويحث على رعايتهم ومساعدتهم وهو صاحب المواقف المميزة في كل المجالات مشيرا إلى أن تجربته مع الراحل على مدار 20 عاما لم تكن عادية وعلاقته به خلال سنوات الحرب أغنته بتفاصيل شخصيته الإنسانية والوطنية المميزة التي كانت أصيلة وإنسانية تليق برجل عظيم كالراحل رفيق سبيعي.

بدورها تحدثت الفنانة هدى شعراوي عن تجربتها الطويلة مع الراحل الكبير والحافلة بالأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية لافتة إلى أنه كان بمثابة الأب والأخ والصديق الوفي لكل من تعامل معه فهو الفنان الذي كان يمثل ويكتب وينقد ويغني فطرق الفن من جميع أبوابه.

الاعلامي حسن حناوي تحدث عن أعمال الفنان الراحل الاذاعية ومنها البرنامج الاذاعي حكواتي الفن وقال «لا أحد يستطيع الكلام عن هذا الموضوع سوى الفنان الراحل كونه شاهدا على الفن خلال ستة عقود ونيف» مضيفا «هذه القامة الكبيرة كانت من اوائل المخرجين الاذاعيين الاكاديميين فهو درس الاخراج في مصر ليقدم مع زملاء ممن عاصروه بصمة في الاخراج عبر عقود طويلة في اذاعة دمشق».

وأشار إلى أن فنان الشعب كان مصرا خلال سنوات الحرب ان يقدم رسالة الفنان السوري بكل ما يمتلك من أدوات سواء عبر الغناء أو الفن أو التمثيل أو الحضور أو المشاركة ووقف ليقول «انا ابن تراب هذا الوطن الأصيل وابن دمشق انا مع وطني» وهذا نابع من ايمانه العميق لكون الفنان هو سفير وصانع رأي ووعي في المجتمع ولم يتخل عن دوره لآخر لحظة من حياته.

وأكد مدير ثقافة دمشق حمود الموسى في تصريح لـ سانا أن الفنان الراحل رفيق سبيعي من الشخصيات المرموقة التي يعتز بها الوطن العربي وكل سوري ينتمي لسوريته وهو فنان عظيم وحاضر بامتياز في كل المناسبات الوطنية من خلال الدراما والمسرح والسينما رحل وترك مسيرة فنية غنية قدم فيها الكثير ويستحق بجدارة أن يكرم ويحتفى به دائما.

وفي تصريح مماثل أشار المخرج باسل الخطيب إلى أن العلاقة التي كانت تجمعه مع الراحل لم تكن مهنية وإنما تعدتها إلى علاقة إنسانية فكان بمثابة الأب للجميع وبقي لآخر لحظة بحياته يتمتع بهذا النبل وسعة الصدر ومحبة الجميع مؤكدا أنه كان قامة فنية خسرتها سورية والحركة الفنية بالوطن العربي وما يواسينا اليوم هو وجود إرث فني كبير تركه لنا وللأجيال القادمة.

وعبر الفنان عارف الطويل عن فخره واعتزازه بالوقوف أمام هذا العملاق الكبير في بداية مشواره الفني باعتباره قامة من قامات الإبداع الدرامي ومن مؤسسي السينما والمسرح والإذاعة في سورية حيث مهد الطريق مع رفاقه الكبار لجميع الفنانين السوريين فهم من أسسوا الحركة الدرامية والفنية السورية وأوصلوها إلى العالم.



وداعاً أيها الزعيم - خلدون قطان


أن تكون كاتباً فهذا لا يعني أنك ملك الكلام..أحياناً تخونك الكلمات وتتبعثر الحروف في فمك لتجد نفسك عاجزاً عن صياغة جملة واحدة.

هذا ما يحدث دائماً عندما تقف وجهاً لوجه أمام حدث ما يخدش بقوة شديدة، روحك، وجدانك أو ربما ذاكرتك، حدث هذا معي بالأمس..واليوم.. وأنا برفقة الصديق سيف الدين في مراسم تشييع الزعيم.. ابن دمشق الكبير "رفيق السبيعي".

حين وصلنا إلى ساحة المرجة كانت ملامح التأثر ترتسم على وجوه المارة من البسطاء اللذين أحبوا "أبو صياح" بصدق بالغ.

ارتفعت اكفهم له داعية.. امرأة عجوز تعمدت أن ترفع صوتها وهي تنظر إلينا " الله يرحمك يا أبو صياح" رجل مسح وجهه منهياً فاتحة الكتاب وكذلك فعل كل من في الطرقات، اما شرطة المرور فكانت تقدم التحية احتراماً ووداعاً.

.واستمر الموكب في السير ماراً بباب الجابية ثم السنانية وما أن أصبحنا على مشارف "تربة الجراح" حتى ظهر رجل في منتصف العمر يعزي "سيف" على طريقته " "أبو صياح عكيدنا وحبيبنا، من خلف ما مات عمي"

توقف موكب التشيع فجاءة فهنالك عصبة من رجال حي الشاغور البسطاء قرروا أن يودعوا الزعيم بطريقتهم، إنها العراضة الشامية . حيث اعتلى شاب في مقتبل العمر قامة صديقه كما جرت العادة وبدأ العراضة

" راحت وردة من سوريا ، وهل الوردة زينة الوردات، وبدي احكي وبدي قول، مافيكن واحد مجهول، كل مين منكن ابن ناس، كتلة وحدة بالتحديد وتحت الراية مصفوفين"
كانت راية الحزب القومي السوري وأعلام الجمهورية ترفرف مودعة الكبير الراحل، حين قرر عجوز أن يودعه بكلمات عفوية قالها الزعيم مرة "يا ولد لفلك شال..وتعلم شغل الرجال" ما اجملكم وما أصدق كلماتكم يا بسطاء وطني..

وهناك كان مرقده الأخير في تربة الجراح ، تزاحموا وهرجوا ومرجوا فوق القبر علهم يلقون عليه نظرة الوداع، ولكنهم انصاعوا اخيراً للإرادة وصمتوا خاشعين ينصتون إلى صوت المؤذن. الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمداً رسول الله..
وكما جرت العادة اخبروا الفقيد بما يجيب أن يتحدث به مع الملائكة حينما يغلقون قبره ، دعوا له جميعاً بالتثبيت وتلك عادة أهل الشام .

في تربة الجراح وقف صديقي يتلقى التعازي بوالده "الزعيم" الراحل وخلفه تماماً يرقد "الزعيم حسن الخراط"..وعلى مسافة قريبة جداً كان الزعيم "شكري القوتلي" كان الزعيم "عبد الرحمن الشهبندر" ..كان "الزعيم نزار قباني" كان الزعيم "لطفي الحفار" هناك كان مرقد جدي ، وقبر شيخي المتصوف..وشاهدة استاذي في المدرسة ..هناك دفن الملوك والسلاطين وال البيت الكرام .. كلهم كانوا زعماء ..

كل الزعماء اللذين احبوا دمشق كانوا هناك يرقدون جنباً إلى جنب يضمهم الثَّرَى الشامي، تضمهم دمشق التي أحبوها فأحبتهم. هناك كنت أرى تاريخاً قرأته وتاريخاً عاصرته..

هناك كنت أرى كل الشام بكل أطيافها اجتمعت لوداع رجل واحد، لوداع زعيم أخر من زعماء دمشق من زعماء الشاغور.. أرض الماء والرجولة

وداعاً ايها الزعيم.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق