مهرجان «كاريكاتور» لإحياء المنولوج السوري في دار الأوبرا بدمشق

25 أيار 2016

تكريم قامات غنائية كبيرة

انطلقت بتاريخ 22 أيار 2016 فعاليات مهرجان «كاريكاتور» لإحياء المنولوج والأغاني الناقدة الاجتماعية في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق تكريماً لجهود أشخاص تركوا بصمة في مجال هذا اللون الغنائي ومازالت أغانيهم وأصواتهم في ذاكرة المهتمين.


وزير الثقافة عصام خليل والفنانيّن رفيق سبيعي وحسام تحسين بيك


والمنولوج فن أوربي بالأصل، دخل إلى سورية زمن الاستعمار الفرنسي وانتشر وشاع في ثلاثينيات وأربعينيات القرن المنصرم عن طريق المغني الفرنسي «تينو روسي» الذي أتقن هذا الفن بفروعه المختلفة «الرومانسي والشعبي» والأخير منه أي الشعبي يعتمد على أزجال سهلة الحفظ حيث تتناول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بنقد بناء، وقد يصف الناظم أحياناً فيخرج عن هدفه الأساسي بغية إثارة الضحك لدى الجمهور فقط، وتمييزاً للمونولوج الغث من الثمين، أُطلق على الأول اسم «المونولوج الإنتقادي» وعلى الثاني اسم «المونولوج الفكاهي».


فنان المونولوج رياض مرعشلي يؤدي أغاني رفيق سبيعي


ازدهر في سورية المونولوج الاجتماعي والإنتقادي والفكاهي بفضل عدد من الفنانين في مقدمتهم الفنان سلامة الأغواني، عبدالله المدرس، رفقي الأفيوني، علي دياب، حاتم نصري، وفيما بعد رفيق السبيعي وأنور البابا، عبدالوهاب الجراح.

وفي العودة إلى أمسية الافتتاح التي كُرّم فيها الفنان الكبير رفيق السبيعي، حيث أدى الفنان الشاب رياض مرعشلي بتميز وببراعة مجموعة غنائية محفورة في ذاكرة الشعب السوري للكبير رفيق السبيعي منها «مو شغلتنا هالشغلة، وياولد لفلك شال وتعلم شغل الرجال، شرم برم كعب الفنجان..»، وأيضاً أدى الفنان مرعشلي عدد من الأغاني الفكاهية والناقدة من تأليفه وألحانه بأسلوبه السلس وإمكانياته الغنائية وصوته الجميل، حيث بدأ بأول أغانيه الناقدة بعنوان «الأوبرا» انتقد فيها باسلوب راقي بعض الأشياء في دار الأوبرا السورية ونذكر من أغانيه أيضاً «الدولار، مو من حقنا نعيش، حاجتنا حكي، مين قال حارتنا ضيقة، سي بمخول شي بيجنن، ماتت انسانيتنا...». برفقة مجموعة موسيقية بإشراف الموسيقي عدنان فتح الله.


فنان المونولوج رياض مرعشلي يؤدي أغاني رفيق سبيعي


وفي تصريح لاكتشف سورية قال الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة: «الفنان رفيق السبيعي قامة كبيرة في الساحة الفنية السورية والعربية وحين نكرمه يعني نحن نكرم أنفسنا، لأننا بهذا التكريم نعترف بجزء من جميله، شكّل هذا الفنان جزءاً من ذاكرتنا واسلوبنا النقدي، وعرّفنا على الفن الأصيل والجميل».

وأضاف وزير الثقافة: «ما استمعنا إليه اليوم من الأغاني والمونولوجات، تعبر بشكل أو آخر عن شكر كبير مجتمعي لهذه القامة الفنية الكبيرة، الذي قدم للساحة الغنائية السورية الفكرة العميقة بمواضيع بسيطة أسلوب ممتع وينبغي اليوم أن نذكر الجمهور بهذه الأغاني التي كانت لها دور في النهضة والإشارة إلى الأخطاء، وهي الأقرب من الناس ببساطتها وعمقها في آن واحد».


الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله


ومن جهته قال الفنان الكبير رفيق السبيعي: «هذا الشكل الغنائي يلامس وجع الناس ومعاناتهم وهو قريبٌ منهم أكثر من أي شكل غنائي آخر، ولذلك ينبغي الإهتمام به واعادته إلى الساحة الفنية، ولاسيما هناك جيل فني شاب يرغب هذا الفن ويحب أن يؤديه وأكبر برهان هو ما شاهدناه اليوم من الأغاني التي تنتقد الأوضاع الاجتماعية والإنسانية وغيرها».

وأنهى حديثه قائلاً: «انا سعيد جداً بهذا التكريم، لأن الفنان يحصد من المحبة التي زرعها في قلوب الناس».


فنان المونولوج رياض مرعشلي يؤدي أغاني رفيق سبيعي


ومن الحضور قال المسرحي نورس برو: «هذه الأسماء التي قرأتها اليوم والمذكورة على كتيب مهرجان إحياء المونولوج هي أسماء كبيرة في الساحة الفنية السورية وتستحق أكثر، ومهما قدمنا لهم لايشكل جزء صغير ما قدموه لنا، لأن للمونولوج ومغنيه دور كبير في محاربة الاستعمار حيث كانت هناك أغاني تنتقد الاحتلال العثماني وفيما بعد الفرنسي، كما تزرع محبة الأرض والوطن في صفوف الناس، وتحرض على محاربة الاستعمار، أعتقد نحن اليوم بحاجة كبيرة لمثل هذا الفن وخاصة انه موجه لعموم الشعب، فيمكن أن يلعب دوراً في محاربة الإرهاب وأذنابه».


فنان المونولوج رياض مرعشلي يؤدي أغاني رفيق سبيعي


الجدير ذكره بأن مهرجان كاريكاتور لاحياء المونولوج يستمر لغاية 25 أيار الجاري ويتضمن أيضاً ثلاث أمسيات اخرى تكريماً للفنان سلامة الأغواني وأنور البابا وعبد الوهاب الجراح.



إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنان رياض مرعشلي

وزير الثقافة عصام خليل والفنانيّن رفيق سبيعي وحسام تحسين بيك

مجموعة موسيقية بإشراف عدنان فتح الله

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق