باسل الخطيب


المخرج باسل الخطيب

باسل الخطيب مخرج تلفزيوني سوري من أصل فلسطيني، من مواليد هلفرسوم- هولندا عام 1962، حاصل على دبلوم في الإخراج السينمائي والتلفزيوني من موسكو، وعن ذلك يقول: «عندما قصدت روسيا كان ذلك لدراسة الطب، وكون سكني كان قريباً من أحد دور العرض السينمائي، حيث تعرض الأفلام السوفييتية، بدأت أتردد إليها بعد هربي من الجامعة، فوجدت أن ذلك هو مجالي، فتقدمت لامتحان القبول ودخلت المعهد، ولم يعارض والدي قراري، فتعامل معي بكل ديمقراطية، واعتبرها حياتي الخاصة، وهذا ما حملني مسؤولية خياري، والحمد لله لست نادماً على ما فعلت».

هو نجل الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب، الذي ترأس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في أواخر العام 1965، وعن مدى تأثره بوالده يقول: «إن والدي أعطاني الإحساس الشعري المرهف الذي وظّفته في الصورة التي أصنعها، أما على صعيد الحياة فقد علمني دروساً كثيرة أهمها أن أعطي بإيمان وحب، لا أراهن على أحد، ولا أنتظر شيئاً من أحد».

متزوج من الناقدة السينمائية السيدة ديانا جبور، والتي تشغل حالياً منصب مدير التلفزيون السوري، ويروي قصة تعرّفه على زوجته قائلاً: «كنت حينها في بداية تخرجي، وشاركت في أحد مهرجانات السينما بفيلمٍ من إخراجي، وباعتبارها ناقدة سينمائية كانت ديانا هناك فالتقينا وتعارفنا حينها»، ويصفها بالزوجة المثالية، فهي: «متفهمة لطبيعة عملي وغيابي المتكرر، وهناك شيء مشترك في طبيعة عملنا، وأهم ما في علاقتنا أننا نضع مشاكل العمل خارجاً بمجرد دخولنا للمنزل، فهذا ما نحرص عليه، لنعيش في تلك الأوقات حياة أسرية طبيعية مع ابننا الوحيد مجيد، ما يشكل حالة توازن مقبولة في حياتنا الزوجية».

برز ابنه الوحيد مجيد الخطيب ممثلاً في وقتٍ مبكرٍ من عمره، حينما أسند إليه دور الطفل نزار قباني، في واحد من أكثر أعمال السيرة الذاتية التي أخرجها باسل الخطيب جدلاً، وقيل أنه بحث طويلاً عن طفل يؤدي شخصية نزار قباني في مرحلة البدايات، وفجأة لاحت له فكرة توظيف ابنه مجيد لأداء الشخصية، وعندما عرض عليه الأمر فرح ولكنه لم يدهش الوالد كثيراً وقال له فلنجرب؟ ونجح الولد في إقناع أبيه أن يقوم بأداء الشخصية، ويقول باسل: «إن موهبة مجيد هي الأساس في اختياره لتجسيد شخصية نزار الطفل، ثم أتت مشاركته في مسلسل جمال عبد الناصر بناءً على اقتراح كاتب العمل، وبالفعل بعد عرض الحلقة الأولى من المسلسل، جاء في مانشيتات الصحف، الطفل الذي أبكى مصر، وهذا دليل على موهبته بمعزل عن أني والده».

وفي عمر الـ 48 عاماً، زار باسل الخطيب بلده الأم فلسطين لأول مرة، في إطار زيارة قام بها عدد من الفنانين في سورية ذوي الأصول الفلسطينية لغزة، ورغم أن الوقت كان قصيراً إذ استمرت الزيارة ليومين فقط ببرنامج عمل مكثف وضغط كبير، إلا أن الخطيب لم ينس زيارة قبر جديه وما تبقى من أقارب، ويقول عن ذلك: «كانت زيارة هامة على المستوى الشخصي، فاستطعت أن أرى ما لا نراه على شاشات التلفاز من آثار العدوان الاسرائيلي، وأخذنا معنا شجر ياسمين من دمشق وزرعناها في غزة، وبالمقابل جلبنا معنا غراس زيتون وحفنات تراب من أرض غزة».

السيرة الإبداعية لــ باسل الخطيب:
إنه المخرج المسكون أبدأ بهاجس الملاحم، الشخصيات، العناوين، والقضايا الكبرى، وكأنه يصر على أن يلامس بأعماله حدود الأيقونات، أما لغة الصورة لديه، فشديدة الخصوصية، ومفعمة بالإحساس، ويمكن للمتلقي أن يعرف من المشهد الأول في أي من أعماله، أنه من إخراج باسل الخطيب، سواءً من خلال تكوين الكادر، أوغنى المشهد، وحركة الكاميرا.

في رصيده 16 فيلماً سينمائياً: «الروح الثانية» - «أمينة» - «اللعنة» - «مسارات النور» - «قيامة مدينة» (فيلم روائي طويل) - «الرسالة الأخيرة» - «الرؤية الأخيرة» - «جليلة» - «وقائع وأحلام» - «مذكرات رجل فاشل» - «الأسوار» - «أرسم حلمي» - «اليقظة» - «الخريف» - «يوم بيوم» - و«موكب الإباء» الذي يروي رحلة أسر السيدة زينب رضي الله عنها.

فيلم «الرسالة الأخيرة» الذي قدمه في العام 2000، كان من بطولة أيمن زيدان ونورمان أسعد، وقد اعتبره الناقدان المصريان علي أبو شادي وكمال رمزي فيلم «الأرض» السوري، باعتبار أن فيلم «الأرض» للراحل يوسف شاهين يشكل مرحلة جديدة في السينما المصرية.

أما في التلفزيون فيعتبر الخطيب من أهم صناع الدراما السورية، وأكثرهم خصوصية، مخرج الروائع، والأعمال المثيرة إلى الجدل من «أيام الغضب»، إلى «ذي قار»، «عائد إلى حيفا»، «أبو زيد الهلالي»، «هولاكو»، «نزار قباني»، «ناصر»، «يحيى عياش»، «أدهم الشرقاوي»، و«بلقيس».

ومابين هذا وذاك يأتي الحلم، متداخلاً مع قسوة الواقع، وملامساً حدود الفانتازيا، كما في «هوى بحري»، «نساء صغيرات»، «الطويبي»، «جواد الليل»، «أنشودة المطر»، و«رسائل الحب والحرب»، حيث تلامس لغة الصورة حدود الحلم، بينما يترك الخطيب للأحداث، سرد تفاصيل الواقع على نحوٍ رصين، وغالباً ما تأخذ الطبيعة دور البطولة في الصورة.

وبإدارته أدى نجوم الدراما السورية من مختلف الأجيال أدواراً لا تنسى: أسعد فضة، طلحت حمدي، أيمن زيدان، سلوم حداد، نورمان أسعد، سوزان نجم الدين، سلاف فواخرجي، تيسير إدريس، كاريس بشار، فرح بسيسو، قمر عمرايا، ونورا رحال.

كما ترك بصمة مميزة في الدراما المصرية، لتخرج الأعمال التي أخرجها، من عباءة فارسٍ عربي.

ملخص عن بعض أعماله الدرامية:
«أيام الغضب»: بطولة أيمن زيدان وفرح بسيسو، يتحدث عن فترة الاحتلال الفرنسي لسورية.

الجزء الأول من مسلسل «نساء صغيرات»: تدور أحداث المسلسل حول أربع فتيات صغيرات يعشن مع والدتهم بعد استشهاد والدهم العسكري دفاعاً عن وطنه، تاركاً وراءه 4 فتيات بأعمار مختلفة، حولتهم التجارب والحياة التي عاشوها، إلى نساء صغيرات عاملات في مجتمع متفكك الأوصال يستغلهن.

«هوى بحري»: من بطولة أيمن زيدان ونورمان أسعد وشكران مرتجى، إخراج باسل الخطيب. وقد شارك في التمثيل الممثلة السورية كاريس بشار والمغنية الممثلة نورا رحال التي شاركت في غناء شارتي المقدمة، والختام للمسلسل مع ميشيل أشقر. شارك في العمل مجموعة من الممثلين منهم حسن عويتي ونبال جزائري.

«أنشودة المطر»: بطولة غسان مسعود وأسعد فضة وطلحت حمدي وعابد فهد ونادين سلامة وقمر عمرايا. وقد سمي المسلسل على عنوان قصيدة «أنشودة المطر» للشاعر العراقي بدر شاكر السياب. وذلك لأن أحداث المسلسل تدور أجواؤه في أيام الشتاء الماطرة والبرد الشديد. وقد صور بالكامل على الطبيعة وفي الخارج تحت هطول البَرَد والمطر الغزير في أحراج مناطق جبلية في منطقة بلدة السودا من محافظة طرطوس.

«هولاكو»: مسلسل سوري تاريخي، يتحدث عن شخصية هولاكو، تمثيل مجموعة من الممثلين السوريين ومنهم: أيمن زيدان، نورمان أسعد وغيرهم.

«نزار قباني»: مسلسل سوري أنتج عام 2005، سيناريو كتبه قمر الزمان علوش استناداً على السيرة الذاتية للشاعر، قام بدور نزار قباني في شبابه الممثل السوري تيم حسن، وأدى دوره في شيخوخته سلوم حداد. شارك في العمل أسعد فضة وصباح الجزائري وقمر عمرايا ورنا أبيض. بث العمل خلال شهر رمضان على تلفزيون دبي عام 2005، وقام بدور نزار قبانى طفلاً مجيد باسل الخطيب.

«عائد إلى حيفا»: عن رواية الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، بطولة: نورمان أسعد، سلوم حداد، صباح الجزائري، سامر المصري، تولين البكري، نوار بلبل، قمر خلف، وآخرون.

«رسائل الحب والحرب»: يتحدث المسلسل عن الروابط الإنسانية والروحية التي يجمعها الحب ويفرقها. تبدأ أحداثه في نهاية السبعينات من القرن الماضي عندما يدخل جلال إبراهيم السجن بتهمة سياسية ملفقة، ومتورطاً في السياسة ثم هارباً من السجن ثم عابراً الحدود من سورية إلى لبنان ليلتحق بصديقه الفلسطيني قاسم مع رفاقه من جنسيات عربية وغير عربية في جنوب لبنان، ليعمل مراسلاً يرصد الحرب بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية الوطنية وبين الجيش الإسرائيلي الذي كان يسعى لإبعاد الفلسطينيين عن جنوبي الليطاني في وقت غدا فيه لبنان ساحة حرب حقيقية.

إعداد: محمد الأزن
عن عدة لقاءات في الصحافة