فرقة مقام في آرت هاوس

29 تموز 2010

أعمال تراثية ومعاصرة

ضمن موسمها الفني الجميل قدمت غاليري آرت هاوس أمسية شرقية بكل معنى الكلمة مساء الأربعاء 28 تموز 2010، أحيتها فرقة مقام السورية، والتي أدهشت الحضور بأسلوبها في المزج بين موسيقى الشعوب، وبتقنياتها العالية التي تميز بها جميع العازفين دون استثناء.

وتألفت مجموعة مقام في هذه الحفلة من العازفين الأساسين في الفرقة وهما عازف الكمان السوري مياس اليماني (مؤسس الفرقة ومديرها)، وعازفة الكمان السورية المعروفة ماريا أرناؤوط (من مؤسسي الفرقة)، ولظروف قاهرة غاب عن الحفلة بعض عازفي الفرقة فاستعان العازفان ببعض العازفين السوريين وهم: باسم جابر (كونتر باص)، أسامة التسعيني (تشيللو)، جورج أورو (إيقاع).

وقدمت الفرقة في هذه الأمسية الموسيقية أعمالاً من توزيعها وتأليفها مثل: «تانغو o+»، «114»، «زينوا المرجة»، «موج البحر»، «ss»، وهي من تأليف مياس اليماني، بالإضافة إلى بعض القطع الموزعة مثل «لونغا على مقام الحجاز»، «رقصة قفقازية»، «لونغا نهوند». وقد أعجب الحضور بأداء العازفين الذين انفرد كل منهم في بعض القطع وخاصة اليماني وأرناوؤط، وصفق لهم مراراً.


فرقة مقام في آرت هاوس

في نهاية الحفل كان لـ «اكتشف سورية» - كعادتها - وقفة مع مؤسس الفرقة الموسيقي السوري مياس اليماني حيث بدأ الحديث عن حفلات فرقة مقام هذه الأيام وهي ثلاث حفلات،الأولى هي التي نحن بصددها الآن، والثانية في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، والثالثة بعد أيام في بيروت، حيث قال عن ذلك: «هذه الجولة في سورية أتت بعد ست سنوات من التأسيس خارج الوطن، حيث كنا نقيم حفلاتنا في أوروبا لأننا بدأنا كتأسيس من فيينا ولنا جمهورنا هناك، كما قمنا ببعض الحفلات في عدد من البلدان العربية، وفي حفلة اليوم نحن لسنا في تعدادنا الأساسي حيث اعتذر بعض العازفين لتواجدهم في بلدان أخرى كمصر ولبنان، إن مجموعة مقام اليوم كلها سورية، وطبعاً أعطى هذا جواً أجمل للعمل. أما بالنسبة للفرقة فقد أصدرنا أول ألبوم لنا وسيوزع اليوم وأتمنى أن ينال إعجاب المتلقي».

وعن الهدف من تأسيس فرقة مقام خاصة أنها تأسست خارج سورية قال: «كنت في فيينا وحاولت أن أنجز ما يجول في أفكاري، وما أستطيع أن أعمله في المزج بين موسيقانا والموسيقى الكلاسيكية الأوروبية والغربية، بحيث أوصلها للمجتمع الأوروبي، وأعرّفه بثقافتنا عبر لغة يفهمها، وبجودة تناسب مستواه الفكري، في هذا الإطار تمحور عملي هناك، وفيما بعد عندما رأينا بأن الفرقة قد شكلت نجاحاً استمرينا حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم».

وعن كل ما تعزفه الفرقة من أعمال على أنها من توزيعه أو تأليفه قال: «نعم حالياً كل الأعمال من تأليفي أو توزيعي، لأني لم أرَ أعمالاً مكتوبة لهذه التشكيلة الموسيقية، وأتمنى أن نجد أعمالاً تناسبنا، ويبدو أن مؤلفاً إيطالياً شاهدنا على الإنترنت فبعث إلينا بعمل، وأرجو أن يكون ضمن أجواء وتوجهات الفرقة، أما ما نعزفه الآن فكله من أعمالي لأنني أنا الوحيد في الفرقة الذي درس التأليف، وفي الأيام القادمة سيكون هناك أعمال مختلفة غالباً».

وعن نوعية الأعمال التي تقدمها فرقة مقام تابع اليماني حديثه بالقول: «إما أن تكون قطعاً حديثة تماماً، أو قطعاً كتبت في مناسبات مختلفة مثل حفلة غالا للفرقة السيمفونية الوطنية السورية في هذا العام، والتي تم تخصيصها للموسيقى الغجرية، فكتبت مقطوعاتها من وحي الموسيقى الغجرية ولكن بلمسة شرقية، فأنا أقوم بتأليف مثل هذه القطع وأستعملها أيضاً في مجموعة مقام، وفي حفلة غالا في العام السابق كانت هناك موسيقى سورية، بالإضافة إلى قطع موسيقية تحتوي ألحاناً شعبية قمت بتوزيعها بطريقة جديدة، فبرامجنا عموماً متنوعة وفيها ثقافات شرقية مختلفة، فتسمع فيها الموسيقى الهندية والعربية والتركية ولكنها كلها ذات طابع شرقي عربي ونكهة سورية واضحة جداً».

وحول الاعتماد الدائم على الهوية السورية أنهى حديثه قائلاً: «هذا صحيح، فأنا بالنهاية سوري، وعزفت الموسيقى الكلاسيكية ونلت عنها جوائز في أوروبا، ولكني أبقى ابن دمشق ومن الطبيعي أن أعتني بهوية بلدي وثقافته وموسيقاه».

وكان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة أيضاً مع الموسيقية السورية ماريا أرناوؤط حيث قالت عن هذه الحفلات لفرقة مقام: «ما يميز هذه الحفلات هو التوقيت المتزامن مع إطلاق أول ألبوم لنا، واليوم سيكون اليوم الأول لعرضه له على الجمهور».

وعن الألبوم قالت: «هو عبارة عن سي دي قمنا بتسجيله في حفلة حية بقطر، يتضمن أعمالاً لها روح وتوجهات الفرقة، والتي تتجسد بأعمال تراثية من كل البلاد العربية ومن البلدان المجاورة أيضاً، مثل تركيا، أذربيجان، ومنطقة القوقاز، وقد قمنا بتوزيع هذه الأعمال وفق أسلوب مختلف يحترم روح وشخصية الموسيقى الأصلية، ونحاول فيها أن تكون أكثر قرباً من المتلقي».

وتابعت حديثها بالقول: «والمميز في الأعمال التي نقدمها يكمن في تفاعل المتلقي معها لأنها موزعة بشكل محبوك وجيد وخاصة بأن أغلب من يحضرنا لديه خلفية ثقافية جيدة عن الموسيقى».

وقالت أيضاً: «صحيح أننا نعتمد على الهوية السورية، ولكن أحياناً نتبع الهوية العربية والشرقية عموماً، وسورية مرت عليها حضارات مختلفة وتبادلت التأثيرات معها، وهذا لا يعيب ثقافتنا بشيء ولكنه بالعكس يعطينا غنى وتنوعاً في ثقافة بلادنا التي هي أصل الحضارة».

وأنهت حديثها بخبر عن عودتها إلى الفرقة السيمفونية الوطنية السورية باعتبارها تعمل حالياً مع الفرقة الفيلهارمونية القطرية حيث قالت: «سأعود حال انتهاء عملي في قطر، فأنا من أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وأفتخر بذلك، كما أن لدي مشاريع أخرى في الوطن مثل أوركسترا أطفال سورية ولا يمكن أن أتخلى عن مشاريعي في بلدي».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

فرقة مقام في آرت هاوس

فرقة مقام في آرت هاوس

فرقة مقام في آرت هاوس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق