سورية الأمس اليوم وغداً: ملتقى الفنانين صغاراً وكباراً في آرت هاوس

15 آب 2011

لنتاج ورشة العمل الفنية للمدرسة الوطنية السورية

افتتح مساء السبت 13 أب 2011 في غاليري الآرت هاوس بدمشق المعرض الفني لنتاج ورشة عمل الأطفال «سورية الأمس اليوم وغداً»، التي نظمتها إدارة المدرسة الوطنية السورية لطلابها في قلعة دمشق بالاتفاق مع مجموعة من الفنانات والفنانين التشكيليين السوريين، وتعاون مع معهد الفنون التطبيقية بدمشق بين 24 تموز 2011 ولغاية 27 تموز 2011، يومياً بين الساعة الرابعة والسابعة مساءً.

وكان حفل افتتاح هذا المعرض مختلفاً من حيث الشكل التقليدي الذي تعودنا عليه في المعارض الرسمية أو الخاصة، فقد أخذ شكل الاحتفاء التكريمي بهؤلاء الأطفال الرائعين، الذين أثبتوا من خلال ما عُرض من أعمال أنهم مبدعون حقيقيون ويستحقون كل الحفاوة والاهتمام من القائمين على هذه التظاهرة والداعمين لها، من أجل تعزيز الثقافة الوطنية في وجدانهم، وبالتالي إزالة حاجز الخوف لدى البعض من المستقبل، فكان الحضور مميّزاً من حيث الاهتمام بهم وبأعمالهم التي فاجأت الجميع دون استثناء، حتى أدهشت الأطفال أنفسهم بعد أن شاهدوها بهذا الشكل من الإخراج، أو تلك الطريقة من العرض الجديدة على معظمهم، والتي لاشكّ قد أضافت بعض الأهمية على ما تتضمّن تلك الأعمال بالأصل من قيم تعبيرية وجمالية خاصة، تفيض بالمشاعر الصادقة من تلقائيتها، وهذا ما يؤكد حجم الإفادة من هذه الورشة وأهمية تكرارها في المستقبل.


من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً
في غاليري الآرت هاوس

لقد ضمّ المعرض أكثر من مئة عمل ولوحة بمقاسات متباينة تراوحت بين 15×15سم و300×600 سم، وباختلاف الأشكال الفنية والتقنيات التي اكتسبها الفنانون الصغار من خلال رغبتهم في التعرّف على الأدوات والمواد وحماسهم الذي فاجأ المشرفين عليهم أثناء العمل في هذه الورشة.

هذه الأعمال التي لقيت إعجاب الحضور على اختلاف شرائحه من فنانين وأهالي وضيوف، كانت في معظمها ملفتة، وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها، كونها عكست أولاً استفادة الاطفال المشاركين من هامش الحرية اللامحدود الذي تمتعوا به وأبدعوا في التعبير عن أصدق مشاعرهم تجاه سورية الوطن الأجمل والأغلى، بلوحات ومنحوتات تضمّنت كل تلك المحبة، وبأشكال وألوان قاربوا فيها بين الواقعية التعبيرية والحلمية التي فاضت بالرموز والدلالات باختلاف وضوحها لتحقيق بعض غاياتهم وأفكارهم في العمل الذي حمل بالنتيجة توقيع كل مشارك فيه.

إذن «سورية الأمس اليوم وغداً»، عنوان الورشة الفنية لأطفال المدرسة الوطنية السورية التي أنهت نشاطها بتقديم هذا المعرض التحفة الذي ضمّ بكل فخر أعمالهم التشكيلية ورؤاهم وأحلامهم حول شكل الوطن وما بمقدورهم أن يقدموا له، وكيف يمكن أن يساهموا في بناء مستقبله من خلال مشاركاتهم في مثل هكذا ورش تدعم نتاجاتها ترميم أثر تاريخي، أو إعادة إحياء منشأة أو مكان مهمل .. الخ، وهذا العمل بالنتيجة يعزّز لدى الطفل - أو التلميذ - بشكل غير مباشر الشعور بالانتماء للوطن والمساهمة في رفعته، كما ينمي لديه الثقة بنفسه وبقدرته على المواجهة وتجاوز عامل الخوف.

من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً
في غاليري الآرت هاوس

- لقد وزع المنظمون للورشة في المعرض دليلاً أنيقاً بإخراجه متضمناً إهداءً وتقديماً للمعرض بتوقيع السيدة رنا بيتموني.

- الإهداء: «إلى الذي سكنني .. وأخاف ألاّ أسكنه .. إلى الحب الذي لا ينتهي .. إليكِ سورية».

- التقديم: «مع حبي .. يدهشني كم هذا الجمال فيك سورية، فهو في ذاكرتي عنكِ في خبايا روحي .. في وجداني، في كل صورك، تختزلين ذاكرة مليئة بالتفاصيل عشتها وعاشتني.. جميلة أنت، بيوتك، بالأزقة والشبابيك، بالأبواب والأرصفة، بالجبل والحجارة، بالدفء والبساطة والموسيقى.. ملأ الجمال داخلي، ولكني لم أفرح! شعرت بالخوف والحزن، كيف ستبقى سورية في كل وجدان؟
وتبقى تلك الرموز تختزل ذاكرة تسيطر على المكان، أحسست بكنوزك سورية وهي في عروقي دائماً .. أحببت الوقت الذي أمضيه معكِ، أحببت كل إنسان، لأنني ببساطة أعرفهم جميعاً.
ولكن .. كم منا يستطيع أن يحمل تاريخه معه ويحميه، وهو ينظر إلى الأفق ويغزل معه كل جديد بذاكرته، ويصنع منه مساره ومسار وطنه.
أخافني هذا الشعور فهربت لتلك الفضاءات الصغيرة في هذا الكون الذي يتلاقى فيه الإنسان مع ذاته، فيتلاشى الخوف والعنف، ويبدو أحلى ما فيه بمحبة لا متناهية، فيغرق في ذاته ويضفي بعضاً منه إبداعاً وجمالاً ممزوجاً بالحب، فيغتال فينا كل ما هو غير جميل، ويبقي أحلى ما في الإنسان .. الفن.
وما أروعه عندما يتلاقى مع الطفولة والشباب بهارموني تدندنها الحياة ..».

من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً
في غاليري الآرت هاوس

- كما تضمن الدليل تعريفاً بالفنانات والفنانين المشرفين على كل مجموعة على حدة، مع أسماء الأطفال المشاركين فيها وعدد من الصور لأعمالهم.

وقد جاءت المجموعات باسم الفنانة أو الفنان المشرف وترتيبها بحسب الأبجدية على الشكل لتالي :
الفنان إبراهيم العواد:
المشاركون: «أكرم جاعوني- صلاح البكري- عبد العزيز حاتقو- عمر توام- ليث نشواتي- ميزر سلو- همام الفرا- همام مدني- هيا طرابيشي- ورد شيخ الأرض».

الفنان أسامة العاني:
المشاركون: «تيما تللو- رنا أقبيق- سارة حلواني- سيدرا بهنسي- لارا مظلوم- ماسة شبلي- موفق العوا- هيا شبلي».

الفنانة بتول ماوردي:
المشاركون: «جلال سبيعي- داليا رضائي- سارة سمارة- عاقل فتيح- عبد الرزاق سلو- عمار البكري- نجم سيوفي».

الفنانة جانيت قبوش:
المشاركون: «تيم حجازي- جودي لبادي- جينا مفتي- رين عرنوق- عمر السادات- فارس فتيح- ميرا السمان- ميرا نعمة- ياسمين مولوي».

الفنانة ريما سلمون:
المشاركون: «ريما سعد- ريما صمادي- سارة دعدوش- سيما توام- غريس سويدان- فادي أقبيق- فارس الدهان - لانا صواف- لونا مهنا- لين رضائي- هدى أتاسي- وفاء تقي الدين- ياسر رضائي».

الفنانة سناء فريد:
المشاركون: «ألمى ميداني- عمر قشلان- رامي بخاري- كريم دعدوش- عبد القادر سلقيني- مجد القيسي- حلا عرنوق- عمر سلقيني- محمد قنواتي- كريم قنواتي- سارية الطويل- طلال الأخرس- ضحى كوسى- جودي العوا- كريم الذهبي- سلام الطويل- سيدرا تلّلو- سمير الزقيمي».

الفنان عادل خضر:
المشاركون: «جاد جبري- سارة نشواتي- سيدرا عبد السلام- عبد الله الحكيم».

من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً
في غاليري الآرت هاوس

الفنان عماد الدين كسحوت:
المشاركون: «الحسين حسن- تيما مراد- جاد رضا- شام بلال- عليا السيوفي- لولوة القادري- لين رضا- لين قشلان».

الفنان فؤاد دحدوح:
المشاركون: «تاليا الجابي- تيما لبادي- جالا الحموي- جودي النجار- رنيم عبد السلام- زينة قطب- سيما طالب آغا- ليا أتاسي- هادي سويدان- يونس حيدر».

الفنانة ماسة أبو جيب:
المشاركون: «سارية الطويل- طلال الأخرس- ضحى كوسى- جودي العوا- سمير الزقيمي- كريم الذهبي- سلام الطويل- سيدرا تلو».

الفنان محمد غنوم:
المشاركون: «آية السادات- جودي أصفري- جودي عبد السلام- عمر بسيسو- لوليا قباني- مارلا شدياق- نغم العيسى».

الفنان مصطفى علي:
المشاركون: «تاليا العظمى- حمزة رمضان- جود فارس- دعاء نشواتي- رفيق جبري- علي الشبلي- قمر نشواتي- رنم قزيحا».

الفنانة مي أبو جيب:
المشاركون: «ريم دياب- فارس فتيح- عمر السادات- ياسمين مولوي».

الفنان وائل دهان:
المشاركون: «سيدرا تلو- عمر سلقيمي- عبد القادر سلقيمي- مجد القيسي- كرم قنواتي- جودي العوا».

الفنان وضاح سلامة:
المشاركون: «أمل سمارة- تميم قطرية- ديانا الخرسا- عمر المحضر».

الفنان وليد الآغا:
المشاركون: «رامي دانش- رجاء سباعي- رفاه مثقال- سامي جبري- شام العظمى- عفيف بهنسي- علي حمو ليلى- لين بدورة- منى بدورة».

الفنان ياسر حمود:
المشاركون: «بول عجميان- تالا منصور- تولين رضائي- جيدا الفرى- زين الأسد- سيما علوش- شام صمادي- عمار رضائي- كمال مقصوصة- نايا منصور- ياسمين غنام- كريم الخرسى».

الفنان غازي عانا:
سيناريو و إعداد فيلم يوثق أعمال الورشة (45 دقيقة) لصالح الفضائية السورية .
الفنان ناصر الشعال: (تصوير ضوئي).
الفنان حسن حامض: (تصوير ضوئي).
الفنان عبد الله رضا: (تصوير ضوئي).

من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً
في غاليري الآرت هاوس

- في الصفحة قبل الأخيرة شكر للفنان طارق السواح مدير معهد الفنون التطبيقية بدمشق.
- شكر لكل من الفنانات والفنانين التشكيليين المشاركين بالأشراف على الطلاب.
- وفي الصفحة الأخيرة من دليل المعرض شكر لضيوف الملتقى : «جمعية حفظ النعمة "مشروع كفالة اليتيم" - إسراء شخاشيرو- أحمد شخاشيرو- حنين دياب- ريم دياب- سمير الزقيمي- سنا موشللي- شهد الزقيمي- لين دياب- محمد ملهم خالد الزقيمي- بنان حامد- منال حامد».

كما وزع المنظمون مع الدليل ورقة منفصلة تضمنت انطباعاً لكل من الفنانة ريما سلمون والفنان ياسر حمود حول مشاركة كل منهما في ورشة العمل

التشكيلية ريما سلمون


الفنانة ريما سلمون:
«لطالما وُصِف الفنان بفرديته بالتعاطي مع العمل الفني، وهذا هو المشروع والمتعارف عليه. فكيف يكون موقف الفنان عند التعاطي مع المجموعة كورشة عمل للأطفال متقاربة ومتباعدة حيناً، ومتنافرة ومرتبطة حيناً آخر؟


إنها ليست تجربتي الأولى في التعامل مع ورشةِ أطفال، فأنا أؤمن في مثل هذه التجارب معهم وأشجع عليها دائماً، فهم مؤثرون ومفاجئون بالنسبة لنا أكثر من تأثُّرهم بنا، وهذا ما يضيف إلينا كفنانين وليس العكس.

دوري في هذه الورشة كان المساهمة أولاً في صناعة عنوان يخلق ويقارب تفكيرهم في إنجاز عمل جماعي يجعلهم جميعاً راضين به عن أنفسهم ومعتزين بذواتهم. فجاء اجتماعهم الإيجابي هذا لخدمة وحدة الفكرة والموضوع من جهة، وغناها وتنوعها من جهة أخرى، من دون إلغاء فردية وحرية أي من الأطفال المشاركين في هذه الورشة.

وكان العمل.. وهو عبارة عن تسعين لوحة بقياس ٣٠×٣٠ سم مشغولةً بالأبيض والأحمر والأسود والأخضر، محصلتها علم البلاد؛ فمن أراد أن يرسم بالأحمر فكان له ذلك، مع اختياره الحر لموضوعه أياً كان، كذلك الأمر بالنسبة لباقي الألوان.

وابتدأ اللعب.. وأعتقد أنهم ارتقوا لنتيجة رائعة ومدهشة. لم تكن قدرتهم على التخيل والابتكار مفاجئةً، فأنا أؤمن أن قدرتهم تلك تكون في ذروتها في سنيهم المبكرة.

لقد كنتُ شخصياً بانتظار تلك النتيجة لأتعلَّم منهم أيضاً. فمن خلال إلغاء التلقين وترك الطفل لتلقائيته مع المراقبة الحيادية والمشاركة الايجابية، عرفتُ أنهم سيصلون إلى صناعة نتيجة جميلة يفخرون بها، لأن الطفل يعي أنه يلعب ويعبِّر بلغة صامتة، لكنها لغة راقية تهذِّب النفس وتسمو بالذات».

التشكيلي ياسر حمود


الفنان ياسر حمود:
«الخارج عن مفاهيم التعليم ..
المبتعد عن الحدود، إلى اللاحدود ..
الذي يلغي إحساسهم بالخوف أمام قماشة كبيرة ..

ثقتهم بقدرتهم على السيطرة على حركاتهم،
وأمام سعادتهم بترك أي أثر على تلك القماشة ..

إحساسهم وإدراكهم العاليان للمقارنة بين المسؤولية وإلغائها ..

احترامهم للوقت القصير المُتاح لأجل اللعب والجدية،
وبين فوضى اللعب وترتيبها،
وحاجتهم لإشباع كل تلك الرغبات ..

كلُّ ذلك حوَّل انفعالاتهم إلى لوحة جميلة، لينتصر الرسم على النص. ليس ذلك بسبب غياب المصطلحات عن ذاكرتهم المعرفية أو مخزونهم الفكري والاجتماعي، بل بسبب تحديهم الكبير الذي لمستُه شخصياً في عيونهم، وأدائهم المتميز، وشوقهم الدائم لمعرفة الجديد والمدهش.

لقد كانت عودتي بزمني إلى عمرهم الجميل العلامةَ الفارقة بالنسبة لي في هذه "الورشة"، ليبدأ إنتاجهم الرائع بما انتهيتُ عليه حتى الآن.

أعتقد أنهم استطاعوا الإحاطة بتجربتي وممارستها، ما قد يظنه البعضُ تقليداً، لكنه ليس كذلك من وجهة نظري، فإذا ما كانت نقطة انطلاقتهم اليوم هي ما وصلتُ إليه، فعلينا جميعاً مرافقتهم في مسيرتهم لضمان وصولهم الصحي والصحيح إلى حيث يبتغون».

- لقد بلغ عدد المشاركين من الأطفال واليافعين في الورشة 125منهم 49 ذكور و76 إناث، توزعوا إلى سبع عشرة مجموعة، بحيث تكون أعمار المشاركين في كل منها متقاربة، من أجل سهولة التفاهم معها من قبل المشرفين الفنيين والإداريين.


غازي عانا
تصوير: عبدالله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً في غاليري الآرت هاوس

من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً في غاليري الآرت هاوس

من أجواء افتتاح معرض سورية الأمس اليوم وغداً في غاليري الآرت هاوس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق