التشكيلي كميران خليل بمعرضه الفردي الأول في غاليري آرت هاوس

26 حزيران 2011

من جدلية الموت والحياة يفتتح التشكيلي كميران خليل معرضه الفردي الأول في غاليري آرت هاوس في دمشق، فيقدم عالماً من الألوان تتدرج بين رماديات الأسئلة، وكفناً أبيض يلف أجساداً عارية ووجوهاً تتوق للصراخ في وجه متلقٍ تعصف به تأويلات المعتقدات والنظريات الفلسفية. فالموت بحر من الأسئلة، وجدلية من عمر الإنسان أرهقت المفسرين والمنظرين، لذا يقدم التشكيلي كميران خليل وجوهاً صارخة رافضة ساكنة وأحياناً مستسلمة لألوانه وتقنيته التي عمل عليها منذ تخرجه من كلية الفنون الجميلة، وفي هذه التجربة يستعين كميران بألوان الفحم مروراً بألوانه الزيتية ذات السماكات المختلفة، مستفيداً من طاقات اللون التي استند عليها أثناء بحثه في موضوعة الموت وعلم اللون وطاقاته السيكولوجية التي وظفها ضمن فضاء أعماله التشكيلية غير المُعنونة تاركاً للمتلقي حرية استنباط الأفكار والعناوين.

يُعتبر البحث ضمن جدلية الموت والحياة ميزة هذا المعرض الذي يقدمه التشكيلي كميران خليل، حيث يتماهى التشكيلي مع الداخل ويقدم حقيقة الذات الباحثة عن وجوب وإشكالية الموت، وهو مشروع متكامل ومستمر مع أطروحاته اللونية السابقة: «كانت لي تجربة سابقة في هذا التوجه، حيث كان مشروع تخرجي من كلية الفنون الجميلة تحت عنوان "إيقاعات إنسانية" وهو عنوان يندرج تحت موضوعة الحياة والموت، وهذا المعرض هو استمرار في العمل ضمن فكرة أسعى لتطويرها كبحث تشكيلي لوني مستمر ضمن المدرسة الكلاسيكية المحدثة».

هذه الأعمال تقدم نموذجاً للعمل التشكيلي الفلسفي، وهي ذات بعد لوني يتحاور في جوهره مع موضوعة التشكيلي كميران خليل: «أعمل ضمن تدرجات لونية متقاربة، من خلال دراسة الظل والنور وانعكاساته أو بما يسمى أسلوب سوفوماتو (الظل المضيء والمضيء المظلل) وهو أسلوب اتبعه الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، كما أنني معجب بأسلوب الفنان الهولندي رامبرانت، وأركز على تكوين اللوحة من كتلة وفراغ، سعياً لتقديم شخصيتي الفنية الخاصة، وهذا يتطلب جهداً ووقتاً طويلاً، وفي هذه التجربة كان البحث في جوهر الموضوع أساساً للعمل الذي أقوم به، أما ما قبل مرحلة التلوين فأكون أمام بحث فكري وخطة عمل بين حذف وتكثيف أو إلغاء. والمهم في هذه العملية هو الصدق في تقديم الذات وما يختلجها من مشاعر قد تتناقض من لوحة إلى أخرى».

وعن الكفن كغطاء أخير للجسد الإنساني يقول التشكيلي خليل: «في هذا المعرض أرسم عن الموت وعالمه، فالموت كالنقاء، نقاء الأنسان من كل عقده الحياتية، حيث تتعدد أساليب الطرح لهذا الرمز عبر تلك الأجساد الإنسانية العارية».


وعن الظلال البنفسجية في بعض الأعمال يعلق التشكيلي كميران خليل: «يدل اللون البنفسجي في علم الألوان أو علم الطاقة على هالة الإنسان الدالة على قمة نقائه وشفافيته ووصوله إلى أعلى درجات الحكمة، وهو كلون يتوافق مع فكرة هذا المعرض، وخاصة بعد تعمقي ودراستي لعلم الألوان ومعانيها في الحضارات القديمة».

وفي سؤالنا عن الموسيقى المرافقة لعملية بناء اللوحة، يشير التشكيلي إلى أهمية هذا الأمر: «دائماً ما تلعب الموسيقى دوراً مهماً في عمل التشكيلي، بالنسبة لي كان لموسيقى نينوى ومقطوعة الجنازة للموسيقي موزارت دوراً محفزاً وملهماً أثناء صياغة هذه الأعمال».

وفي تصريح سابق للتشكيلي أكثم عبد الحميد عن رأيه بالمعرض قال: «لقد فاجأني التشكيلي كميران خليل بقوة التشكيلي لديه، وبالموضوع الذي اختاره "الموت"، فاستطاع من الموت أن يخلق لنا حياة تشكيلية جديدة وتعبيراً فنياً جميلاً وخلاقاً، وقوة تشريحية احترافية عالية، إضافة إلى تمكنه من أدواته الفنية المستخدمة، فهنا نرى التشكيل متوافقاً مع المضمون (الموت) وبقوة لونية كبيرة وعميقة، إني أؤمن دائماً بالتشكيليين الشباب في سورية فهم قادرون على أن يمسكوا بدفة التشكيل السورية ودفعها إلى التطوير الأكبر، وبهذه الأعمال التشكيلية المبدعة والمحترفة أستطيع أن أدخل كل صالات الفن العالمية لأعرض تجربة شابة سورية غنية باللون والتشكيل الفني، فجرأته اللونية والتشكيلية تدفعك إلى المزيد من الخيال الإبداعي والتوجه إلى تلك الواقعية المحدثة بطرق إبداعية شابة».

يذكر أن المعرض مستمر لغاية يوم الجمعة 8 تموز 2011، في غاليري آرت هاوس، ومن الجدير ذكره أيضاً أن التشكيلي كميران:
- خريج معهد فتحي أحمد للفنون الجميلة في مدينة حلب.
- خريج قسم التصوير الزيتي من كلية الفنون الجميلة 2009.
- له العديد من المعارض الجماعية.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

التشكيلي كميران خليل بمعرضه الفردي الأول في غاليري آرت هاوس	من أعمال التشكيلي كميران خليل بمعرضه الفردي الأول في آرت هاوس	من أعمال التشكيلي كميران خليل بمعرضه الفردي الأول في آرت هاوس

بقية الصور..