كتاب الطفل: نوافذ ودور متعددة وجمهور لافت في معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب
10 أيلول 2011
يأخذ كتاب الطفل حيزاً واسعاً في معرض مكتبة الأسد الدولي السابع والعشرين للكتاب من خلال دور نشر متخصصة بهذا النموذج من الكتب أو بدور نشر خصصت قسماً من معروضاتها لكتاب الطفل.
وتشكل كتب الأطفال الجانب الأكثر تميزاً في المعرض من ناحية جمالية تعود إلى أسلوب طرح هذه الكتب ونماذج ألوانها وإخراجها وطريقة عرضها بالإضافة إلى تجمهر الأطفال الصغار حولها ببراءة لانتقاء ما يريدون قراءته وخاصة أن بعض الكتب مخصصة لأعمار دون الخمس سنوات وهي بمثابة ألعاب وأدوات تعليمية مبسطة تناسب هذا المستوى العمري.
بقول أحمد الحلبي مدير المعارض الخارجية في دار الحافظ المتخصصة بكتاب الطفل.. لكتاب الطفل دور رئيسي في المعرض من حيث إسهامه بتنوع جمهور المعرض وقدوم العائلات إليه وهذا العام يشهد إقبالاً ممتازاً على هذا النوع من الكتب.
ويشير الحلبي إلى أن كتب الأطفال المعروضة تتنوع بين الترفيهية والتراثية والتربوية والتعليمية الهادفة التي تشمل الأعمار من ثلاث سنوات وحتى خمس عشرة سنة لافتاً إلى أن دار الحافظ وما تتضمنه من دور أخرى مثل الحافظ- الذهبي- دار العلماء الصغار وعمران تطل منذ عشرين عاماً على المعرض بعدد كبير من النوافذ وهي تعرض هذا العام من خلال اثني عشر ستاندا.
واعتبر الحلبي أن معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب أم المعارض العربية بالنسبة لدار الحلبي فمشاركتهم فيه دائماً فعالة بالإضافة إلى مشاركتهم كوكلاء عن دور نشر أخرى فالإقبال في هذا المعرض يتزايد عاماً بعد عام.
وتمنى الحلبي أن يتم إتباع نموذج إخراج المعرض وتوزيع صالاته وتنظيمه هذا العام في الأعوام القادمة لأنه من أنجح أساليب التنظيم وتوزيع النوافذ والصالات وخاصة أنه يحقق مساواة في فرص العرض بين الدور على اعتبار أن بعضها ظلم في العام الماضي من هذه الناحية.
ويقول محمد غياث الدين بركات من مركز المنار للكتاب دمشق.. إن الإقبال على كتاب الطفل هذا العام مميز جداً فمركز المنار يقدم نماذج متعددة من الكتب ويعتبر قسم الأطفال فيه من الأقسام التي تلقى تجاوباً وإقبالاً والسر هو في تطور الوعي لدى الطفل وازدياد تحفيزه على مسألة القراءة وشراء الكتب.
ويضيف بركات.. نحن وكلاء حصريون للكثير من دور النشر الأجنبية مثل سينكيج ومايكروهيلب ونشارك في المعرض منذ 7 سنوات ونشهد في كل سنة تطوراً على جميع الصعد فيه.
ويرى جورج أندريا مدير دار الكتاب المقدس دمشق ووكيل لدار الكتاب المقدس بمصر والمكتبة البولصية بلبنان ودار المشرق لبنان ودار أوفير الأردن أن كتاب الطفل جزء مهم جداً من إصدارات الدار ويلقى اهتماماً عاماً بعد عام وخاصة أن هذا الكتاب له جمهور ذو طابع خاص فمن يأتي لشراء كتاب الطفل هو يقصد ذلك للإسهام في ثقافة طفله وتوعيته.
ويقول أندريا.. كلما خلقنا جو اهتمام بكتاب الطفل كلما ساهمنا ببناء أجيال واعية ومثقفة ودار الكتاب المقدس تعرض كتباً للأطفال لها طابع ديني بالإضافة إلى بعض العناوين الإنسانية التي تتناول مجال الإعاقة والتعامل مع أصحاب الاحتياجات الخاصة.
وتدرج دور النشر ضمن ما تقدمه من كتب للأطفال بعض الوسائل الإلكترونية التعليمية والترفيهية والأغاني التربوية والبرامج التقنية التي تسهل عملية التلقي وتنوع أساليب التعليم وتوازي بين الترفيه والتوعية والتعليم.
وتقول شيرين كردي وكيلة المركز الثقافي العربي دار البيضة لبنان ووكيلة المستقبل الرقمي اللبناني.. إن توجه الناس عموماً والأطفال خصوصاً نحو الحلول الرقمية والإلكترونية يتزايد من عام لعام لذا نقدم خيارات واسعة في هذا المجال من معاجم وقواف لعدة لغات وموسوعات علمية ومدرسية وموسوعات تفاعلية وقصص وألعاب ومكعبات للأطفال من عمر عام وحتى عشرة أعوام إلى جانب برامج تعلم اللغات من خلال الرسم والتلوين وكلها بأسعار مدروسة تلقى اقبالاً واسعاً في المعرض.
ويقول محمد دياب الرفاعي من دار القلم العربي بحلب.. نتوجه بصورة عامة للطفل من عمر العام وحتى الخمسة عشر عاماً وبصورة خاصة نهتم بالكتب التعليمية والموسوعات العلمية للناشئة من خلال تقديم المفيد والجذاب عبر كادر متخصص وأكاديمي.
ويضيف بركات ان هذا النوع من الكتب يلقى إقبالاً متزايداً من قبل الأطفال ما يشجع دور النشر المتخصصة بكتاب الطفل على تقديم الجديد والمفيد دائما والمنافسة فيما بينها للمحافظة على قرائها وزبائنها.
ويشير إلى أن كتب الأطفال تلقى إقبالا من ناحية البيع أكثر من غيرها من الكتب وخاصة في المعارض ما يحقق عائدا ربحيا أكبر لدور النشر المتخصصة بهذا النوع ولكن وبالمقابل فان كتب الأطفال تحتاج لجهد اكبر في الإعداد والاختيار والتكلفة أعلى في الإخراج والطبع وهي تحتاج لاهتمام أوسع من كل النواحي المتعلقة بالنشر والتوزيع والتسويق لما لها من خصوصية في التعامل مع الطفل.
من جهتها تقول ريم أحمد والدة لطفلين خلال زيارتها للمعرض.. وجدت الكثير من الكتب والأقراص الإلكترونية التي تلقى إقبالاً من قبل الأطفال والتي من الصعب تواجدها في مكان واحد لذا فإن المعرض يسهل الحصول على ما يريده الطفل ويشعره بأهمية السعي من أجل الحصول على الكتاب وجمالية التجول بين دور النشر للحصول على الأفضل.
وتضيف أحمد.. إن القصص الصغيرة المعروضة عند دور النشر المتنوعة تلقى إقبالاً من الأطفال بسبب أسلوب إخراجها وألوانها وعناوينها الجاذبة وربما هي من أهم المعروضات فيما يخص الطفل وخاصة أنها تحمل بداخلها قيما إنسانية وتوعوية وتسهم في تنشيط مخيلة الطفل وتشجيعه على القراءة.
بدوره يقول عماد حورية مدير المكتبة العمومية التي تشارك في المعرض منذ دورته الأولى وحتى الآن..نشارك هذا العام بجناح خاص للأطفال يتضمن كتبا باللغة الإنكليزية وبعض الكتب باللغة الفرنسية وحاولنا تقديم تشكيلة جديدة ومتنوعة من آخر نتاجات دور النشر في العالم لجذب انتباه الطفل لدينا.
ويشير حورية إلى أن جذب انتباه الطفل للكتاب أمر ضروري لذلك لجأت دور النشر الغربية إلى إرفاق بعض الكتب بالموسيقا وغيرها مصحوبة بلعبة وهذا يساعد على خلق علاقة تواصل بين الطفل والكتاب في ظل التوجه نحو الانترنت والكمبيوتر والألعاب الإلكترونية كما أن التصميم والألوان جذابة وزاهية.
وتتنوع كتب الأطفال التي تقدمها المكتبة العمومية بين مواضيع علمية تتلخص بأسئلة وأجوبة في الفيزياء والأدب العالمي والرياضيات وتتوجه لأعمار من ثلاث سنوات وحتى أربع عشرة سنة.
وعن أسعار الكتب يقول حورية إن أغلب أسعار الكتب لدينا فوق الوسط كون الكتاب الأجنبي مكلفا من حيث انتاجه وتكاليف شحنه بالإضافة أيضا إلى أن هذا الكتاب يعامل كأي سلعة مستوردة ما يزيد من سعره.
من هنا يقترح حورية عدم محاسبة الكتاب كمنتج مستورد يدفع الرسوم الجمركية كغيره من السلع الاستهلاكية ويدعو لدعم حكومي أكبر لدور النشر المحلية وللمكتبات التي تستورد الكتاب للمساهمة في رواج هذه التجارة التي تعود بالفائدة على المجتمع ككل.
من جهته يقول غالب حشوش من دار الكتاب اللبناني لبنان.. إن حركة النشر في العالم العربي تأثرت بشكل كبير هذا العام نتيجة الظروف التي تشهدها المنطقة العربية عموماً ما قلص أعداد الكتب المنشورة سواء بما يخص الأطفال أو غيرهم وهذا حد من عمل أغلب دور النشر العربية.
ويضيف.. لدينا ألف وخمسمئة عنوان في كتب الأطفال ونحن نهتم بالقصص التراثية وبتعليم اللغات والكتب التعليمية ونلاحظ أن الاهتمام بكتاب الطفل يتزايد من عام لآخر.
ويشير حشوش إلى أن مشاكل كتاب الطفل هي ذاتها مشاكل الكتاب من ناحية أسعار الورق المرتفعة وكلفة الطبع التي تتزايد مبيناً أنهم يحاولون تقديم كتاب الطفل بأسعار معتدلة ومقبولة ولا تتعدى المئة ليرة سورية من خلال الابتعاد عن البهرجة الزائدة والمكلفة في الطباعة والورق.
من جهته يقول عصام الرفاعي أب لثلاثة أطفال.. إن التنوع الذي يشهده معرض الكتاب هذا العام بما يخص كتب الأطفال من حيث المواضيع المقدمة وطرق عرضها وإخراجها وبلغات متعددة بالإضافة إلى وجود البرامج التعليمية المتنوعة كلها تفتح افاقا جديدة أمام الأهل لزيادة ثقافة ومعارف أبنائهم.
ويضيف الرفاعي.. إن الحسومات المقدمة على كتب الأطفال في المعرض تعتبر جيدة في العموم وتساعد على اختيار مجموعة من الكتب للأطفال لتكون زادهم في المعرفة والتعلم حتى موعد المعرض في العام القادم.
أما الطفلة راما نوح 8 سنوات فعبرت عن سعادتها الكبيرة لحضورها المعرض وتجولها بين أجنحته المخصصة للأطفال لتختار ما يعجبها من الكتب وخاصة أن والداها قررا أن يؤسسا لها مكتبة خاصة في المنزل لتزداد ثقافتها ومعرفتها في مختلف العلوم والفنون وغيرها من كتب القصص والحكايا.
الوكالة السورية للأنباء - سانا